الزّکاة مطهرة للفرد والمجتمع:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 103 ـ 105بحوث

فی الآیة الاُولى من هذه الآیات إشارة إلى أحد الأحکام الإسلامیة المهمّة، وهی مسألة الزکاة، حیث تأمر النّبی (صلى الله علیه وآله) بشکل عام أن (خذ من أموالهم صدقة ).

إنّ کلمة (من) التبعیضیة توضح أنّ الزکاة تشکل ـ دائماً ـ جزءاً من الأموال، لا أنّها تستوعب جمیع الأموال، أو الجزء الأکبر منها.

ثمّ تشیر إلى قسمین من الفلسفة الأخلاقیة والاجتماعیة للزکاة، حیث تقول: (تطهّرهم وتزکّیهم بها ) فهی تطهرهم من الرّذائل الأخلاقیة، ومن حبّ الدنیا وعبادتها، ومن البخل وغیره من مساوىء الأخلاق، وتزرع مکانها خلال الحب والسخاء ورعایة حقوق الآخرین فی نفوسهم. وفوق کل ذلک فإنّ المفاسد الاجتماعیة والانحطاط الخلقی والاجتماعی المتولّد من الفقر والتفاوت الطبقی والذی یؤدّى إلى وجود طبقة محرومة، کل هذه الاُمور ستقتلع بتطبیق هذه الفریضة الإلهیّة وأدائها، وهی التی تطهر المجتمع من التلوث الذی یعیشه ویحیط به، وکذلک سیفعّل التکافل الاجتماعی، وینمو ویتطور الاقتصاد فی ظل مثل هذه البرامج.

وعلى هذا فإنّ حکم الزکاة مطهر للفرد والمجتمع من جهة ویکرّس الفضیلة فی النفوس من جهة اُخرى، وهو سبب فی تقدم المجتمع أیضاً، ویمکن القول بأنّ هذا التعبیر أبلغ مایمکن قوله فی الزکاة، فهی تزیل الشوائب من جهة، ووسیلة للتکامل من جانب آخر.

ویحتمل أیضاً فی معنى هذه الآیة أن یکون فاعل (تطهّرهم) هو الزکاة، وفاعل (تزکیهم) (النّبی (صلى الله علیه وآله))، وعلى هذا سیکون معنى هذه الآیة هو: إنّ الزکاة تطهرهم، وأنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) هو الذی یربیهم ویزکیهم.

إلاّ أنّ الأظهر أنّ الفاعل فی کلا الفعلین هو النّبی (صلى الله علیه وآله)، کما شرحنا وبیّنا ذلک فی البدایة، رغم أنّه لیس هناک فرق کبیر فی النتیجة.

ثمّ تضیف الآیة فی خطابها للنّبی (صلى الله علیه وآله) بأنّک حینما تأخذ الزکاة منهم فادع لهم (وصلّ علیهم ). إنّ هذا یدل على وجوب شکر الناس وتقدیرهم، حتى إذا کان مایؤدونه واجباً علیهم وحکماً شرعیاً یقومون به، وترغیبهم بکل الطرق، وخاصّة المعنویة والنفسیة، ولهذا ورد فی الرّوایات أنّ الناس عندما کانوا یأتون بالزکاة إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) کان یدعو لهم ویقول: «اللهم صل علیهم». (1)

ثمّ تقول الآیة: (إنّ صلاتک سکن لهم ) لأنّ من برکات هذا الدعاء أن تنزل الرحمة الإلهیّة علیهم، وتغمر قلوبهم ونفوسهم إلى درجة أنّهم کانوا یحسون بها. مضافاً إلى ثناء النّبی (صلى الله علیه وآله)، أو من یقوم مقامه فی جمع زکاة أموال الناس بحدّ ذاته یبعث على خلق نوع من الراحة النفسیة والفکریة لهم، بحیث یشعرون بأنّهم إن فقدوا شیئاً بحسب الظاهر، فإنّهم قد حصلوا ـ قطعاً ـ على ما هو أفضل منه.

اللطیف فی الأمر، أنّنا لم نسمع لحدّ الآن أنّ المأمورین بجمع الضرائب مأمورون بشکر الناس وتقدیرهم، إلاّ أنّ هذا الحکم الذی شُرع کحکم مستحب فی الأوامر والأحکام الإسلامیة یعکس عمق الجانب الإنسانی فی هذه الأحکام.

وفی نهایة الآیة نقرأ: (والله سمیع علیم ) وهذا الختام هو المناسب لما سبق من بحث فی الآیة، إذ إنّ الله سبحانه یسمع دعاء النّبی (صلى الله علیه وآله)، ومطّلع على نیّات المؤدین للزّکاة.


1. نیل الأوطار للشوکانی، ج 4، ص 217.
سورة التّوبة / الآیة 103 ـ 105بحوث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma