1ـ مسألة عرض الأعمال

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
التّوبة والجبران: 2ـ هل الرّؤیة هنا تعنی النظر؟

إنّ بین أتباع مذهب أهل البیت (علیهم السلام)، ونتیجة للأخبار الکثیرة الواردة عن الأئمّة (علیهم السلام)، عقیدة معروفة ومشهورة، وهی أنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) والأئمّة (علیهم السلام) یطلعون على أعمال کل الاُمّة، أی أنّ الله تعالى یعرض أعمالها بطرق خاصّة علیهم.

إنّ الرّوایات الواردة فی هذا الباب کثیرة جدّاً، وربّما بلغت حدّ التواتر، وننقل هنا أقساماً منها کنماذج:

روی عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «تعرض الأعمال على رسول الله أعمال العباد کل

صباح، أبرارها وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله عزَّوجلّ: (وقل اعملوا فسیرى الله عملکم ورسوله ) وسکت (1) .

وفی حدیث آخر عن الإمام الباقر (علیه السلام): «إنّ الأعمال تعرض على نبیّکم کل عشیة الخمیس، فلیستح أحدکم أن یعرض على نبیّه العمل القبیح» (2) .

وفی روایة اُخرى عن الإمام علی بن موسى الرض (علیه السلام)، أنّ شخصاً قال له: ادع الله لی ولأهل بیتی، فقال: «أولست أفعل؟ والله أنّ أعمالکم لتعرض علیَّ فی کل یوم ولیلة». یقول الراوی، فاستعظمت ذلک، فقال لی، «أما تقرأ کتاب الله عزَّوجَلّ: (وقل اعملوا فسیرى الله عملکم ورسوله والمؤمنون )، هو والله علی بن أبی طالب» (3) .

إنّ بعض هذه الأخبار ورد فیها ذکر النّبی (صلى الله علیه وآله) فقط، وفی بعضها علی (علیه السلام)، وفی بعضها الآخر ذکر النّبی (صلى الله علیه وآله) والأئمّة (علیهم السلام)، کما أنّ بعضها قد خص وقت عرض الأعمال بعصر الخمیس، وبعضها جعله کل یوم، وبعضها فی الأسبوع مرّتین، وبعضها فی أوّل کل شهر، وبعضها عند الموت والوضع فی القبر.

ومن الواضح عدم المنافاة بین هذه الرّوایات، ویمکن أن تکون کلّها صحیحة، تماماً کما هو الحال فی دستور عمل المؤسسات الخیریة، فالمحصلة الیومیة تعرض فی نهایة کل یوم، والأسبوعیة منها فی نهایة کل أسبوع، والشهریة أو السنویة فی نهایة الشهر أو السنة على المسؤولین فی المراتب العلیا.

سؤال: وهنا یطرح سؤال، وهو: هل یمکن استفادة هذا الموضوع من نفس الآیة مع غضّ النظر عن الرّوایات التی وردت فی تفسیرها؟ أم أنّ الأمر کما قاله مفسّرو العامّة، وهو أنّ الآیة تشیر إلى أمر طبیعی، وهو أنّ الإنسان إذا عمل أی عمل، فإنّه سیظهر، شاء أم أبی، ومضافاً إلى علم الله سبحانه، فإنّ النّبی (صلى الله علیه وآله) والمؤمنین سیطلعون على ذلک العمل بالطرق الطبیعة؟

الجواب: وفی الجواب عن هذا السؤال یجب أن یقال: الحق أنّ لدنیا شواهد على هذا الموضوع من نفس الآیة، وذلک:

أوّلا: إنّ الآیة مطلقة، وهی تشمل جمیع الأعمال، فإنّا نعلم أنّ جمیع الأعمال لا یمکن أن تتّضح للنّبی (صلى الله علیه وآله) والمؤمنین بالطرق العادیة الطبیعیة، لأنّ أکثر المعاصی ترتکب فی السر، وتبقى مستترة عن الأنظار والعلم غالباً، بل إنّ الکثیر من أعمال الخیر أیضاً تُعمل فی السرّ، ویلفها الکتمان. ودعوى أنّ کل الأعمال، الصالحة منها والطالحة، أو أغلبها تتّضح للجمیع واضحة البطلان وبعیدة کل البعد عن المنطق والحکمة. وعلى هذا فإنّ علم النّبی (صلى الله علیه وآله)والمؤمنین بأعمال الناس یجب أن یکون عن طریق غیر طبیعی، بل عن طریق التعلیم الإلهی.

ثانیاً: إنّ آخر الآیة یقول: (فینبّئکم بما کنتم تعملون ) ولا شک أنّ هذه الجملة تشمل کل أعمال البشر ـ العلنیة منها والمخفیة ـ وظاهر تعبیر الآیة أنّ المقصود من العمل الوارد فی أولها وآخرها واحد، وعلى هذا فإنّ أول الآیة یشمل أیضاً کل الأعمال ـ الظاهرة منها والباطنة ـ ولا شک أنّ الوقوف علیها کاملا لا یمکن بالطرق المعروفة الطبیعیة.

وبتعبیر آخر، فإنّ نهایة الآیة تتحدث عن جزاء جمیع الأعمال، وکذلک تبحث بدایة الآیة عن علم الله ورسوله والمؤمنین بکل الأعمال، فهنا مرحلتان: إحداهما: مرحلة الإطلاع والعلم، والاُخرى: مرحلة الجزاء، والموضوع واحد فی المرحلتین.

ثالثاً: إنّ ضمیمة المؤمنین فی الآیة إلى الله ورسوله یصح فی صورة یکون المقصود فیها کل الأعمال وبطرق غیر الطبیعیة، وإلاّ فإنّ الأعمال العلنیة یراها المؤمنون وغیر المؤمنین على السواء، ومن هنا تتّضح مسألة اُخرى بصورة ضمنیة، وهی أنّ المقصود من المؤمنین فی الآیة ـ کما ورد فی الرّوایات الکثیرة أیضاً ـ لیس جمیع المؤمنین، بل فئة خاصّة منهم، وهم الذین یطلعون على الأسرار الغیبیة بإذن الله تعالى، ونعنی بهم خلفاء النّبی (صلى الله علیه وآله) الحقیقیین.

والمسألة الاُخرى التی یجب الإنتباه لها هنا، وهی ـ کما أشرنا سابقاً ـ أنّ مسألة عرض الأعمال لها أثر عظیم على المعتقدین بها، فإنّی إذا علمت أنّ الله الموجود فی کل مکان معی، وبالإضافة إلى ذلک فإنّ نبیی (صلى الله علیه وآله) وأئمّتی (علیهم السلام) یطلعون على کل أعمالی، الحسنة والسیئة فی کل یوم، أو فی کل أسبوع، فلا شک أنّی سأکون أکثر مراقبة ورعایة لما یبدر منّی من أعمال، وأحاول تجنب السیئة منها ما أمکن، تماماً کما لو علم العاملون فی مؤسسة ما بأنّ تقریراً یومیاً أو أسبوعیاً، تسجل فیه جزئیات أعمالهم، یُرفع إلى المسؤولین لیطلعوا على دقائق أعمالهم.


1. أصول الکافی، ج 1، ص 219، باب عرض الأعمال.
2. تفسیر البرهان، ج2، ص 158.
3. أصول الکافی، ج1، ص 219، باب عرض الأعمال.
التّوبة والجبران: 2ـ هل الرّؤیة هنا تعنی النظر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma