لا تصغوا إلى أعذارهم وأیمانهم الکاذبة:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سبب النّزول سورة التّوبة / الآیة 97 ـ 99

تستمر هذه السلسلة من الآیات فی الحدیث عن الأعمال الشیطانیة للمنافقین، وتزیح الستار عنها الواحد تلو الآخر، وتحذر المسلمین من الإنخداع بریائهم أو الوقوع تحت تأثیر کلماتهم المعسولة.

الآیة الاُولى تبیّن للمسلمین أنّ هؤلاء إذا علموا بقدومکم فسیأتون: (یعتذرون إلیکم إذا رجعتم إلیهم ). إنّ التعبیر بـ (یعتذرون) بصیغة المضارع، یظهر منه أنّ الله تعالى قد أطلع النّبی (صلى الله علیه وآله) من قبل على کذب المنافقین، وأنّهم سیأتونهم لیعتذروا إلیهم، ولذلک فإنّه تعالى علمهم کیفیة جواب هؤلاء إذا قدموا إلیهم لیعتذروا منهم.

ثمّ یتوجه الخطاب إلى النّبی (صلى الله علیه وآله) ـ باعتباره قائد المسلمین ـ بأن یواجه المنافقین (قل لا تعتذروا لن نؤمن لکم ) لأنّا على علم بأهدافکم الشیطانیة وما تضمرون وما تعلنون، إذ (قد نبّأنا الله من أخبارکم ). إلاّ أنّه فی الوقت نفسه سیبقى باب التوبة والرجوع إلى الصواب مفتوحاً أمامکم (وسیرى الله عملکم ورسوله ).

واحتمل البعض فی تفسیر هذه الآیة أنّ التوبة لیست هی المقصودة من هذه الجملة، بل المقصود أنّ الله ورسوله سیطلعان على أعمالکم ویریانها فی المستقبل کما رأیاها الآن، وسیحبطان کل مؤامراتکم، وعلى هذا فلا یمکن أن تصنعوا شیئاً، لا الیوم ولا غذاً، ولنا بحث مفصّل حول هذه الجملة، ومسألة عرض أعمال الأمة على نبیّه (صلى الله علیه وآله) سیأتی فی ذیل الآیة 105 من هذه السورة.

ثمّ قالت الآیة: إنّ کل أعمالکم ونیّاتکم ستثبت الیوم فی کتبکم (ثمّ تردّون إلى عالم الغیب والشهادة فینبّئکم بما کنتم تعملون ).

وفی الآیة التالیة إشارة اُخرى إلى أیمان المنافقین الکاذبین، وتنبیه للمسلمین على أنّ هؤلاء سیتوسلون بالیمین الکاذبة لتغفروا لهم خطیئاتهم وتصفحوا عنهم (سیحلفون بالله لکم إذا انقلبتم إلیهم لتعرضوا عنهم ).

فی الحقیقة، إنّ هؤلاء یطرقون کل باب لیردوا منه، فتارةً یریدون إثبات براءتهم وعدم تقصیرهم بالإعتذار، وتارةً یعترفون بالتقصیر ثمّ یطلبون العفو عن ذلک التقصیر، إذ ربّما استطاعوا عن إحدى هذه الطرق النفوذ إلى قلوبکم، لکن لا تتأثروا بأی اُسلوب من هذه الأسالیب، بل إذا جاؤوکم لیعتذروا إلیکم (فاعرضوا عنهم ).

إنّ هؤلاء یطلبون منکم أن تعرضوا عن أفعالهم، أی أن تصفحوا عنهم، لکنکم یجب أن تعرضوا عنهم، لکن لا بالصفح والعفو، بل بالتکذیب والإنکار علیهم، وهذان التعبیران المتشابهان لفظاً لهما معنیان متضادان تماماً، ولهما هنا من جمال التعبیر وجزالته وبیانه ما لا یخفى على أهل الذوق والبلاغة.

ولتأکید المطلب وتوضیحه وبیان دلیله عقّبت الآیة بأنّ السبب فی الاعراض عن هؤلاء (إنّهم رجس )، ولأنّهم کذلک فإنّ مصیرهم (ومأواهم جهنّم ) لأنّ الجنّة اُعدت للمتقین الذین یعملون الصالحات، ولیس فیها موضع للأرجاس الملوّثین بالمعاصی، إنّ کل العواقب السیئة التی سیلقونها إنّما یرونها (جزاء بما کانوا یکسبون ).

فی الآیة الأخیرة التی نبحثها هنا إشارة إلى یمین اُخرى من أیمان هؤلاء، الهدف منها جلب رضى المسلمین (یحلفون لکم لترضوا عنهم ).

الفرق بین الیمین فی هذه الآیة والیمین فی الآیة السابقة، أنّ المنافقین فی الآیة السابقة أرادوا تهدئة خواطر المؤمنین فی الواقع العملی، أمّا الیمین التی فی هذه الآیة فإنّها تشیر إلى أنّ المنافقین أرادوا من المؤمنین مضافاً إلى سکوتهم العملی إظهار الرضا القلبی عنهم.

الملفت للنظر هنا أن الله تعالى لم یقل: لا ترضوا عنهم، بل عبّر سبحانه بتعبیر تُشم منه رائحة التهدید، إذ یقول عزَّوجلّ: (فإن ترضوا عنهم فإنّ الله لا یرضى عن القوم الفاسقین ).

لا شکّ أنّ هؤلاء من الناحیة الدینیة والأخلاقیة لا یعیرون اهتماماً لرضى المسلمین، بل إنّ الهدف من عملهم هذا هو رفع النظرة السلبیة والغضب علیهم من أفکار وقلوب المسلمین، لیکونوا فی المستقبل فی مأمن من ردود الفعل ضدهم إذا بدرت منهم أعمال منافیة، إلاّ أنّ الله تعالى لما عبّر بقوله: (لا یرضى عن القوم الفاسقین ) نبّه المسلمین على أنّ هؤلاء فاسقون، ولا معنى لرضاکم عنهم، فإنّ هؤلاء دأبهم یضحکوا على الأذقان، فانتبهوا وعوا أمر هؤلاء ولا تقعوا فی شراکهم.

کم هو مهم وجید أن یراقب المسلمون فی کل زمان خطط المنافقین الشیطانیة ویعرفوهم، حتى یجهضوا لهم کلّ محاولة لوصول إلى أهدافهم المشؤومة عبر هذه الوسائل والخطط الخبیثة.

سبب النّزول سورة التّوبة / الآیة 97 ـ 99
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma