التّفسیر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 50 ـ 52 1ـ المقادیر وسعی الإنسان

فی الآیات ـ آنفة الذکر ـ إشارة إلى إحدى صفات المنافقین وعلاماتهم وبهذا تتابع البحث الذی یتناول صفات المنافقین فی ذیل الآیات المتقدمة والآیات اللاحقة.

تقول الآیات أوّلا: (إن تُصبک حسنة تسؤهم ).

سواء کانت هذه الحسنة إنتصاراً على العدوّ، أو الغنائم التی تنالونها فی المعارک أو أیّ تقدّم آخر.

وهذه المساءَة دلیل على العداوة الباطنیّة وفقدان الإیمان. فکیف یمکن لمن له أدنى إیمان أن یسوءه إنتصار النّبی (صلى الله علیه وآله) أو أی مؤمن آخر؟!

ولکنّهم على خلاف هذه الحال عند الشدّة والخطب: (وإن تُصبک مصیبة یقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل ویتولّوا وهم فرحون ).

هؤلاء المنافقون عُمی القلوب ینتهزون أیّة فرصة لصالحهم ومنافعهم، ویزعمون أن ما نالوه کان بتدبیرهم وعقلهم، إذ لم نُساهم فی المعرکة الفلانیة ولم نقع فی أیّ مأزق!! کما اُبتلی به الآخرون الذین لم یکن لهم نصیب من التعقل والتدبر، وبهذه المزاعم یعودون إلى أوکارهم وهم یکادون أن یطیروا فرحاً.

ولکنک ـ یا رسول الله ـ علیک أن تردّ علیهم بجواب منطقیّ متین وذلک:

أوّلا: (قُلْ لن یصیبنا إلاّ ما کتب الله لنا هو مولانا ) أجَلْ فلا یرید بنا إلاّ الخیر والصلاح: (وعلى الله فلیتوکّل المؤمنون ).

فهم یعشقون الله فحسب، ومنه یطلبون المدد والعون، ویتوکلون علیه ویلتجئون إلیه عند الخطوب.

وهذا خطأ کبیر اُبتلی به المنافقون، إذ یتخیّلون أنّهم بعقولهم القاصرة وفکرهم المحدود یستطیعون أن یواجهوا جمیع المشکلات والحوادث، وأن یکونوا فی غنىً عن رحمة الله ولطفه!!... إنّهم لا یعلمون أنّ جمیع وجودهم لا یعدو ورقة یابسة فی مهبّ العاصفة. أو کقطرة ماء فی صحراء محرقة فی یوم قائظ فلولا لطف الله ومدده فما عسى أن یفعل الإنسان الضعیف أمام الشدائد والخطوب؟!

ثانیاً: (قُلْ هل تربّصون بنا إلاّ إحدى الحسنیین )؟!

فإمّا أن نُبیر الأعداء فی ساحة الحرب ونُبیدهم ونعود منتصرین، أو نُقتل فننهل ورد الشهادة العذب، فکلاهما محبّب لنا ومصدر افتخارنا.

وهکذا یختلف حالنا عن حالکم، فنحن نتوقع لکم مساءتین: إمّا أن تصیبکم سهام البلایا والمصائب والعقوبات الإلهیّة سواء فی الدنیا أو الآخرة، أو یکون هلاککم على أیدینا: (ونحن نتربّص بکم أن یصیبکم الله بعذاب من عنده أو بأیدینا فتربّصوا إنّا معکم متربّصون )تربصوا غبطتنا وسعادتنا ونحن نتربص شقاءکم وسوء عاقبتکم.

سورة التّوبة / الآیة 50 ـ 52 1ـ المقادیر وسعی الإنسان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma