کان الکلام فی الآیات المتقدمة بعد الحدیث عن المشرکین وإلغاء عهودهم وضرورة إزالة دینهم ومعتقداتهم الوثنیة یشیر بعد ذلک إلى أهل الکتاب وقد حدد الإسلام لهم شروطاً لیعیشوا بسلام مع المسلمین، فإن لم یفوا بها کان على المسلمین أن یقاتلوهم.
وفی الآیات محل البحث بیان لوجه الشبه بین أهل الکتاب والمشرکین، ولا سیما الیهود والنصارى منهم، لیتّضح أنّه لو کان بعض التشدد فی معاملتهم، فإنّما هو لانحرافهم عن التوحید، ومیلهم إلى نوع من الشرک فی العقیدة، ونوع من الشرک فی العبادة.
فتقول الآیة الاُولى من الآیات محل البحث: (وقالت الیهود عزیرٌ ابن الله وقالت النصارى المسیح ابن الله ذلک قولهم بأفواههم یضاهئون قول الذین کفروا من قبل قاتلهم الله أنّى یؤفکون ).