مَن یعمر مساجد الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
سورة التّوبة / الآیة 17 ـ 18 1ـ ما المراد من العمارة؟

من جُملة المسائل التی یمکن أن تراود أذهان البعض بعد إلغاء عهد المشرکین والحکم بجهادهم، هو: لِمَ نُبْعِد هذه الجماعة العظیمة من المشرکین عن المسجد الحرام لأداء مناسک الحج، مع أنّ مساهمتهم فی هذه المراسم عمارة للمسجد من جمیع الوجوه «المادیة والمعنویة» إذ یستفاد من إعاناتهم المهمّة لبناء المسجد الحرام، کما یکون لوجودهم أثر معنوی فی زیادة الحاجّ والطائفین حول الکعبة المشرفة وبیت الله.

فالآیتان ـ محل البحث ـ تردّان على مثل هذه الأفکار الواهیة التی لا أساس لها، وتصّرح الآیة الاُولى منهما بالقول: (ما کان للمشرکین أن یعمروا مساجد الله شاهدین على أنفسهم بالکفر ).

وشهادتهم على کفرهم جلیة من خلال أحادیثهم وأعمالهم، بل هی واضحة فی طریقة عبادتهم ومراسم حجّهم.

ثمّ تشیر الآیة إلى فلسفة هذا الحکم فتقول: (اُولئک حبطت أعمالهم ).

ولذلک فهی لا تجدیهم نفعاً: (وفی النّار هم خالدون ).

فمع هذه الحال لا خیر فی مساعیهم لعمارة المسجد الحرام وبنائه وما إلى ذلک، کما لا فائدة من کثرتهم واحتشادهم حول الکعبة.

فالله طاهر منزّه، وینبغی أن یکون بیته طاهراً منزّهاً کذلک، فلا یصح أن تمسّه الأیدی الملوثة بالشرک.

أمّا الآیة التّالیة فتذکر شروط عمارة المسجد الحرام ـ إکمالا للحدیث آنف الذکر ـ فتبیّن خمسة شروط مهمّة فی هذا الصدد، فتقول; (إنّما یعمر مساجد الله من آمن بالله والیوم الآخر ).

وهذا النص إشارة إلى الشرطین الأوّل والثّانی، اللذین یمثلان الأساس العقائدی، فما لم یتوفر هذان الشرطان لا یصدر من الإنسان أی عمل خالص نزیه، بل لو کان عمله فی الظاهر سلیماً فهو فی الباطن ملّوث بأنواع الأغراض غیر المشروعة.

ثمّ تشیر الآیة إلى الشرطین الثّالث والرّابع فتقول: (وأقام الصلاة وآتى الزکاة ).

أی إنّ الإیمان بالله والیوم الآخر لا یکفی أن یکون مجرّد ادعاء فحسب، بل تؤیده الأعمال الکریمة، فعلاقة الإنسان بالله ینبغی أن تکون قویة محکمة، وأن یؤدّی صلاته باخلاص، کما ینبغی أن تکون علاقته بعباد الله وخلقه قویة، فیؤدی الزکاة إلیهم.

وتشیر الآیة إلى الشرط الخامس والأخیر فتقول: (ولم یخشَ إلاّ الله ).

فقلبه ملیءٌ بعشق الله، ولا یحسُّ إلاّ بالمسؤولیة فی امتثال أمره ولایرى لأحد من عبیده أثراً فی مصیره ومصیر مجتمعه وتقدمه، هم أقل من أن یکون لهم أثر فی عمارة محل للعبادة.

ثمّ تضیف الآیة معقبة بالقول: (فعسى اُولئک أن یکونوا من المهتدین ) فیبلغون أهدافهم ویسعون لعمارة المسجد.

سورة التّوبة / الآیة 17 ـ 18 1ـ ما المراد من العمارة؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma