2 ـ المبالغة والإغراق فی تنزیه الصحابة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 5
1 ـ الهجرة والجهاد 3 ـ الإرث فی قوانین الإسلام

حاول بعض إخواننا أهل السنة أن یستنتج ممّا أولاه القرآن للمهاجرین السابقین «الأوائل» من إهتمام واحترام، أنّهم لن یرتکبوا ذنباً إلى آخر عمرهم وحیاتهم. وذهبوا إلى اکرامهم واحترامهم جمیعاً دون استثناء، ودون الاعتراض على هذا وذاک، ثمّ عمموا هذا القول على جمیع الصحابة ـ فضلا عن المهاجرین ـ وذلک لثناء القرآن علیهم فی بیعة الرضوان وغیرها، وذهبوا عملا إلى أنّ الصحابة ـ دون النظر إلى اعمالهم ـ أفراد متمیزون. فلا یحق لأیّ شخص توجیه النقد لهم والتحقیق فی سلوکهم.

ومن جملة هؤلاء المفسّر المعروف صاحب المنار، إذ حمل فی ذیل الآیات محل البحث حملة شعواء على الشیعة، لأنّهم ینتقدون المهاجرین الأولین، ولم یلتفت إلى أن مثل هذا الإعتقاد لا یتضاد وروح الإسلام وتاریخه!!

فلا ریب أنّ للصحابة ـ وعلى الخصوص المهاجرین منهم ـ حرمةً خاصّة، إلاّ أنّ هذه الحرمة کانت قائمة ما داموا فی طریق الحق ویضحّون من أجل الحق، لکن من المقطوع به أنّ نظرة القرآن إلى بعضهم أو حکمه قد تغیر منذ انحرف البعض عن النهج القویم والصراط المستقیم.

فمثلا، کیف یمکننا أن نبرىء طلحة والزبیر من نقضهما بیعة إمامهما الذی انتخبه المسلمون «بغض النظر عن تصریح النّبی بمقامه وشأنه» وکانا من ضمن المسلمین الذین بایعوه؟ وکیف یمکن تبرئتهما من دماء سبعة عشر ألف مسلم قتلوا فی حرب الجمل، مع أنّه لا عذر لمن یفسک دم إنسان واحد أمام الله مهما کان، فکیف بهذا العدد الهائل الذین سفکت دماؤهم؟

ترى هل یمکن أن نعدّ علیّ (علیه السلام) وأصحابه فی حرب الجمل على الحق کما نعدّ أعداءه فیها على الحق أیضاً؟! ونعد طلحة والزبیر ومن معهما من الصحابة على الحق کذلک؟! وهل یقبل العقل والمنطق هذا التضاد الفاضح؟

وهل یمکننا أن نغض النظر من أجل عنوان «تنزیه الصحابة» ولا نلتفت إلى التاریخ

وننسى کل ما حدث بعد النّبی (صلى الله علیه وآله) ونضرب عرض الجدار قاعدة (إنّ أکرمکم عند الله أتقاکم )؟ (1)

مالکم کیف تحکمون؟!

وما یمنع أن یکون الإنسان من أهل الجنّة ومؤیداً للحق یوماً، ویکون من أهل النّار ومؤیداً للباطل ومن أعداء الحق یوماً آخر؟... فهل الجمیع معصومون؟ ألسنا نرى التغییرات فی أحوال الأشخاص بأم أعیننا؟!

قصة «اصحاب الردّة» وارتداد جمع من المسلمین بعد رحلة الرسول (صلى الله علیه وآله) مذکورة فی کتب أهل السُنّة والشّیعة، وأن الخلیفة الأوّل تصدى لهم وقاتلهم، فهل یعقل أنّ أحداً من «اصحاب الردّة» لم یر النّبی (صلى الله علیه وآله) ولم یکونوا فی عدّة الصحابة؟

والأعجب من ذلک أنّ بعضاً تشبت بالإجتهاد للتخلص من الطریق المسدود والتناقض فی ذلک، وقالوا: إنّ أمثال طلحة والزبیر ومعاویة ومن لفّ لفهم قد اجتهدوا فأخطأوا ولیسوا مذنبین، بل هم مثابون مأجورون بأعمالهم من قبل الله! فما أفضح هذا المنطق؟!

فهل الثورة على خلیفة النّبی (صلى الله علیه وآله) ونقض البیعة وهدر دماء الآلاف من الأبریاء من أجل رئاسات دنیویة وحب المال، موضوع معقد ومبهم ولا یعرف أحد ما فیه من سوء؟!

ترى هل فی سفک کل تلک الدماء البریئة أجر وثواب عند الله؟!

فإذا أردنا تبرئة جماعة من الصحابة ممّا ارتکبوه من جرائم، فسوف لا نرى مجرماً أو مذنباً فی الدنیا، وسنبرىء بهذا المنطق جمیع القتلة والمجرمین والجبابرة.

إنّ مثل هذا الدّفاع غیر المنطقی ـ عن الصحابة ـ سیسبب النظرة السیئة إلى أصل الإسلام.

والخلاصة، أنّنا لا سبیل لنا إلاّ احترام الجمیع خاصّة أصحاب النّبی (صلى الله علیه وآله) ماداموا لم ینحرفوا عن مسیر الحق والعدل ومناهج الإسلام، وإلاّ فلا. (2)


1. الحجرات، 13.
2. حول العدالة وتنزیه الصحابة، راجع ذیل الآیة 100 من سورة التوبة.
1 ـ الهجرة والجهاد 3 ـ الإرث فی قوانین الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma