المقام الثّانی: فی معنى الغناء وحقیقته

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة(کتاب التجارة)
دلیل المخالفالألحان على ثلاثة أقسام

هذا المقامام معرکة للآراء والخلاف الشدید بین أهل اللغة وفقهائنا، وإلیک نبذ ممّا ذکره أرباب اللغة وأکابر الفقه:

1 ـ هو الصوت (کما عن المصباح المنیر).

2 ـ هو مدّ الصوت (کما عن بعض من لم یسمّ).

3 ـ هو ما مدّ وحسن ورجّع (کما عن القاموس).

4 ـ إنّه تحسین الصوت وترقیقه (کما عن الشافعی).

5 ـ کلّ من رفع صوتاً ووالاه فصوته عند العرب غناء، (عن محکی النهایة).

6 ـ أنّه الصوت المطرب (کما عن السرائر والإیضاح والقاموس).

7 ـ أنّه الصوت المشتمل على الترجیع المطرب (کما عن مشهور الفقهاء).

8 ـ کلّ صوت یکون لهواً بکیفیة ومعدوداً من ألحان أهل الفسوق والمعاصی فهو حرام، وإن فرض أنّه لیس بغناء، وکلّ ما لا یعدّ لهواً فلیس بحرام وان فرض صدق الغناء علیه فرضاً غیر محقّق (إختاره العلاّمة الأنصاری(قدس سره)).

ویظهر ممّا ذکره فی ذیل کلامه أنّ الغناء عنده بمعنى الصوت اللهوی المعدود من ألحان أهل الفسوق، وصرّح به بعض محشی المکاسب أیضاً من أعلام العصر(1).

9 ـ أنّه ما سمّی فی العرف غناءاً وإن لم یطرب (کما إختاره الحدائق).

10 ـ أنّه ما یسمّی فی العرف غناءاً (حکی عن المشهور أیضاً).

ومن الواضح أنّ المعانی الخمسة الاُولى لیست تعاریف جامعة ومانعة، بل من قبیل شرح الإسم لوضوح أنّ مجرّد الصوت أو تحسینه أو رفعه وتوالیه لیس بغناء قطعاً.

کما أنّ التعریفین الأخیرین لیس تعریفآ، بل إعتراف بعد إمکان ضبطه تحت تعریف جامع، مضافآ إلی أنّه یظهر من صاحب الجواهر(قدس سره) و هو من أهل اللسان بأنّه الان مشتبه بین عرف عامّه سواد الناس من العرب لعدّهم الکیفیة الخاصّه من الصوت فی غیر القران و الدعاء و تعزیة الحسین علیه السلام غناءآ، و نفی ذلک عنها فیها، و ما ذاک إلّا لإشتباهه، للقطع بعدم مدخلیة خصوص الألفاظ فیه(2).

فحینئذ یبقى من هذه المعانی، الثلاثة الأخیرة قبلهما، ففی واحد منها أخذ قید «الطرب»، وفی الآخر «الترجیع والطرب» وفی الآخر التعریف باللهو المناسب لمجالس أهل الفسوق، ولکن الکلام یأتی فی معنى الطرب واللهو، والظاهر أنّه لیست الکلمتان أوضح تفسیراً من نفس الغناء!

أمّا «الطرب» فالمعروف فی تفسیره فی کتب اللغة والفقه أنّها خفّة عارضة لشدّة سرور أو حزن، وأمّا هذه الخفّة ماذا؟ فهل هی خفّة فی العقل شبیه السکر الحاصل بأسبابه، أو خفّة

 

فی النفس بمعنى النشاط والإنبساط والإنشراح، الذی یکون فی کلتا الحالتین، أو لذّة خاصّة حاصلة منهما جمیعاً؟ فبعض الأحزان ممّا یلتذّ منه الإنسان کالسرور.

والإنصاف أن الطرب لیس أوضح من الغناء کما ذکرنا، حتّى یرفع إبهامه به وان کان یظهر من بعض العبارات أنّها هی النشئة السکریة، وهو غیر ظاهر.

ثمّ إنّ المدار على «الطرب» بالفعل لکلّ أحد، أو للأکثر، أو الطرب بالقوّة، والاُولى منتف فی کثیر من مصادیقها.

أمّا «اللهو» فان کان بمعناه الوسیع فلا إشکال فی جوازه فی الجملة، فإنّ الذی یلهی الإنسان عن ذکر الله أو یلهیه عن اُمور الحیاة التی یعتادها أکثرها حلال وإن کان بمعنى أخصّ من هذا، فما هذه الخصوصیة؟

نعم، أحسن کلام ذکر فی المقام هو ما أفاده شیخنا الأعظم الأنصاری(قدس سره) وهو: إنّ الغناء هو الإلحاق المناسبة لمجالس أهل الفسوق والمعاصی ونزید علیه أنّه یتناسب مع إقترانه بضرب الآلات والرقص والتصفیق وشبه ذلک وإن لم تکن بالفعل.

وأمّا الأصوات الحسنة والطیّبة وإن کان فیها نوع طرب، أعنی نشاطاً وإنبساطاً وفرحاً أو حزناً کما هو کثیر عند قراءة آیات القرآن بالصوت الحسن وذکر الجنّة ونعیمها والنار وعذابها فلا بأس به.

نعم له مصادیق کثیرة مشکوکة، والقاعدة تقتضی الأخذ بالقدر المتیقّن المعلوم واجراء البراءة فیما زاد علیه، فانّه من قبیل الأقل والأکثر الإستقلالیین.

 


1. مصباح الفقاهة، ج 1، ص 311.
2. جواهر الکلام، ج 22، ص 46.

 

دلیل المخالفالألحان على ثلاثة أقسام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma