المقام الثّالث: فی أقسام السحر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة(کتاب التجارة)
المقام الثّانی: فی معنى السحروأمّا حکم هذه الأقسام

إنّ أجمع کلام فی ذلک ما أفاده العلاّمة المجلسی(قدس سره) ـ وإن کان محلا للبحث من جهات تأتی ـ فقد ذکر أنّ السحر على أقسام:

الأوّل: سحر الکلدانیین الذین کانوا یزعمون أنّ الکواکب هی المدبّرة لهذا العالم، والساحر عندهم من یعرف القوى العالیة ویعلم ما یلیق فی العالم السفلی، ویعرف معدّاتها وموانعها، فیکون متمکّناً بها من إستحداث بعض خوارق العادة.

الثّانی: سحر صاحب الأوهام والنفوس القویّة:

والظاهر أنّ المراد به الذین یؤثرون فی نفوس الناس بقوّة التلقین والنظر ومغناطیس البصر وغیره.

الثّالث: الإستعانة بالقوى الأرضیة، یعنی الجنّ والشیاطین.

الرّابع: الأخذ بالعیون، والظاهر أنّ مراده به ما یحدث من حرکات سریعة مع ما یحصل من إغفال الناظر وصرف نظره عن بعض الحرکات والأشیاء حتّى یتخیّل أنّه قد وقع بعض خوارق العادات، وقد شاهدناه غیر مرّة عند إمتحانهم لأغراض معلومة.

الخامس: التوسّل بترکیب الآلات على نسب هندسیة، والظاهر شموله لجمیع المخترعات العجیبة التی تعدّ من خوارق العادة وان کانت هذه الاُمور بعد سعة نطاق الصنائع خرجت فی عصرنا هذا عن الخوارق، وصارت کاُمور عادیة وإن خفى علینا منشأها أحیاناً، فقد رأینا بعض الأبواب ینفتح بمجرّد القرب منه ویوصد بمجرّد البعد عنه، أو تتوقّف المروحة الکهربائیة بمجرّد قرب أیدی الأطفال وغیرهم إلیها، ثمّ تعمل لدى إبعادها عنها، وذلک للعیون الإلکتریکیة المزوّدة بها.

نعم، قد کانت مثل هذه الاُمور من أقسام السحر فی قدیم الأیّام، ولیست کذلک الآن.

السّادس: الإستعانة بخواص الأدویة کجعل بعض الأدویة المخدّرة فی الطعام أو غیر ذلک لکی توجد توهّمات للناظرین.

السّابع: شدّ القلوب، وهو أن یدّعی الساحر أنّه یقدر على کذا وکذا حتّى تمیل إلیه العوام.

والظاهر أنّ ما ذکره بمجرّده لیس سحراً إلاّ أن یکون میل العوام إلیه سبباً لأخذهم بالعیون وحینئذ یدخل فیما سبق.

الثّامن: النمیمة، ولکن من الواضح أنّها لیست سحراً بمعناه الحقیقی، نعم قد یکون لها أثره، لأنّه ربّما یفرّق بها بین المرء وزوجه، وبین الأصدقاء والأحبّاء هذا.

أقول: الأولى فی تقسیمه أن یقال:

یمکن تقسیم السحر إلى الأقسام التالیة بعد خروج غیر واحد ممّا ذکره المحقّق المجلسی(قدس سره) عن تعریفه بماله من المعنى الحقیقی:

1 ـ ما یکون بالإستعانة بالأرواح والجنّ والشیاطین، وقد یسمّى بالتسخیرات.

2 ـ ما یکون من طریق بعض الأدعیة والنفوذ الروحی أو قوّة الوهم الحاصلة بالریاضات وغیرها ومغناطیس البصر، مثل «الهیپنوتیزم» إذا أظهر عملا خارقاً للعادة.

3 ـ ما یکون بواسطة الإستفادة من خواص الأدویة غیر المعروفة، والخواص الکیمیاویة الغریبة.

4 ـ ما یکون من طریق التوسّل بخواص الأشیاء الفیزیکیة التی لم یعرفها العامّة من الناس، ولا تعدّ من قبیل الصنائع والمخترعات المعروفة.

5 ـ ما یکون طریق الأخذ بالعین والخطفة والسرعة، وقد یسمّى بالشعبدة (وفی الفارسیة: تردستى) وفی جمیع ذلک أو غالبها یتوسّل الساحر بأنواع التلقینات المؤثّرة فی نفوس العامّة المشتملة على الأکاذیب وغیرها، کی یجعلهم مستعدّین لما یرید، وقد رأینا کثیراً منها عند التحقیق عنها، مطابقة لما ذکرنا آنفاً، ما عدا القسم الأوّل، لأنّا لم نجد فی مدّعیه ما یشهد بکونهم مرتبطین بالأرواح أو الشیاطین، بل کانت تخیّلات لأنفسهم یزعمونها حقائق، ولکن لا ننکر إمکانها أو وقوعها.

وجمیع هذه الصور الخمسة مشتملة على ما ظاهره خرق العادة مع التوسّل بأسباب خفیّة على العامّة. وفیها خدعة وتمویة، وقد تشتمل على الإضرار، وربّما لا یکون إلاّ لهواً وتفریحاً، فتعریف السحر صادق على الجمیع. وإن أبیت إلاّ عن عدم صدقه على بعضها دون بعض، فالظاهر أنّ حکمه شامل لها من دون شکّ.

وقد یشتمل بعض أنواع السحر على نوعین من الخمسة، أو ثلاثة أنواع، أو أکثر، کما فی قصّة سحرة «فرعون» فانّهم توسّلوا بخواص الأدویة وغیرها مع التلقین فی النفوس کما یظهر من آیات الذکر الحکیم.

نعم مجرّد الإخبار عن المغیبات أو الاُمور المستقبلة من طریق التوسّل بالأرواح وغیرها لا یعدّ سحراً، بل هو کهانة، ولابدّ فی السحر أن یکون فیه ما یشبه خرق العادة ولو فی ذهن السامع وقوّة خیاله، وقد اُشیر إلى أکثر هذه الأقسام فی روایة الإحتجاج التی رواها المجلسی(قدس سره) فی البحار(1).

وإلحاق النمیمة بها من حیث الأثر والحکم کما عرفت، لا أنّها منه موضوعاً.

 


1. بحار الأنوار، ج 60، ص 21.

 

المقام الثّانی: فی معنى السحروأمّا حکم هذه الأقسام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma