من هم المشرکون؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة فصّلت / الآیة 6 ـ 8 الأهمیة الإستثنائیة للزکاة فی الإسلام

الآیات التی بین أیدینا تستمر فی الحدیث عن المشرکین والکافرین، وهی فی الواقع إجابة لما صدر عنهم فی الآیات السابقة، وإزالة لأىّ وهمّ قد یلصق بدعوة النّبی(صلى الله علیه وآله).

یقول تعالى لرسوله الکریم: (قل إنّما أنا بشرٌ مثلکم یوحى إلىّ انّما إلهکم إله واحد).

فلا أدّعی أنّی ملک، ولست إنساناً أفضل منکم، ولست بربّکم، ولا ابن الله بل أنا إنسان مثلکم، وأختلف عنکم بتعلیمات التوحید والنبوّة والوحی، لا أرید أن أفرض علیکم دینی حتى تقفوا أمامی وتقاومونی أو تهددوننی، لقد أوضحت لکم الطریق، وإلیکم یعود التصمیم والقرار النهائی.

ثمّ تستمر الآیة: (فاستقیموا إلیه واستغفروه)(1).

ثمّ تضیف الآیة محذّرة: (وویل للمشرکین).

الآیة التی تلیها تقوم بتعریف المشرکین، وتسلّط الضوء على جملة من صفاتهم وتختص هذه الآیة بذکرها، حیث یقول تعالى: (الّذین لا یؤتون الزّکاة وهم بالآخرة هم کافرون).

إنّ هؤلاء یعرّفون بأمرین: ترک الزکاة، وإنکار المعاد.

لقد أثارت هذه الآیة کلاماً واسعاً فی أوساط المفسّرین، وذکروا مجموعة احتمالات فی تفسیرها، والسبب فی کلّ ذلک هو أنّ الزکاة من فروع الدین، فکیف یکون ترکها دلیلا على الکفر والشرک؟

البعض أخذ بظاهر الآیة وقال: إنّ ترک الزکاة یعتبر من علائم الکفر، بالرغم من عدم تلازمه مع إنکار وجوبه.

البعض الآخر اعتبر الترک مع تلازم الإنکار دلیلا على الکفر، لأنّ الزکاة من ضروریات الإسلام ومنکرها یعتبر کافراً.

وقال آخرون: الزکاة هنا بمعنى التطهیر والنظافة، وبذلک یکون المقصود بترک الزکاة، ترک تطهیر القلب من لوث الشرک، کما جاء فی الآیة 81 من سورة الکهف فی قوله تعالى: (خیراً منه زکاةً).

إلاّ أنّ کلمة (لا یؤتون) لا تناسب المعنى أعلاه، لذلک یبقى الإشکال على حاله.

لذلک لا یبقى من مجال سوى أن یکون المقصود منها هو أداء الزکاة.

المشکلة الاُخرى التی تواجهنا هنا، هی أنّ الزکاة شرّعت فی العام الثّانی من الهجرة المبارکة، والآیات التی بین أیدینا مکّیة، بل یذهب بعض کبار المفسّرین إلى أنّ سورة «فصلت» هی من أوائل السور النازلة فی مکّة، لذلک کلّه ـ وبغیة تلافی هذه المشکلة ـ فسّر المفسّرون الزکاة هنا بأنّها نوع من الإنفاق فی سبیل الله، أو أنّهم تأوّلوا المعنى بقولهم: إنّ أصل وجوب الزکاة نزل فی مکّة، إلاّ أنّ حدودها ومقدارها والنصاب الشرعی لها نزل تحدیده فی العام الثّانی من الهجرة المبارکة.

یتبیّن من کلّ ما سلف أنّ أقرب مفهوم لمقصود الزکاة فی الآیة هو المعنى العام للإنفاق، أمّا کون ذلک من علائم الشرک، فیکون بسبب أنّ الإنفاق المالی فی سبیل الله یعتبر من أوضح علامات الإیثار والحب لله، لأنّ المال یعتبر من أحبّ الأشیاء إلى قلب الإنسان ونفسه، وبذلک فإنّ الإنفاق ـ وعدمه ـ یمکن أن یکون من الشواخص الفارقة بین الإیمان والشرک، خصوصاً فی تلک المواقف التی یکون فیها المال بالنسبة للإنسان أقرب إلیه من روحه ونفسه، کما نرى ذلک واضحاً فی بعض الأمثلة المنتشرة فی حیاتنا.

بعبارة اُخرى: إنّ المقصود هنا هو ترک الإنفاق الذی یعتبر أحد علامات عدم إیمانهم

بالخالق جلّ وعلا، والأمر من هذه الزاویة بالذات یقترن بشکل متساوی مع عدم الإیمان بالمعاد، أو یکون ترک الزکاة ملازماً لإنکار وجوبه.

وثمّة ملاحظة اُخرى تساعد فی فهم التّفسیر، وهی أنّ الزکاة لها وضع خاص فی الأحکام والتعالیم الإسلامیة، وإعطاء الزکاة یعتبر علامة لقبول الحکومة الإسلامیة والخضوع لها، وترکها یعتبر نوعاً من الطغیان والمقاومة فی وجه الحکومة الإسلامیة، ونعرف أنّ الطغیان ضدّ الحکومة الإسلامیة یوجب الکفر.

والشاهد على هذا المطلب ما ذکره المؤرخون من «اصحاب الرّدة» وأنّهم من «بنی طی» و«غطفان» و«بنی اسد» الذین امتنعوا عن دفع الزکاة لعمال الحکومة الإسلامیة فی ذلک الوقت، وبهذا رفعوا لواء المعارضة فقاتلهم المسلمون وقضوا علیهم.

صحیح أنّ الحکومة الإسلامیة لم یکن لها وجود حین نزول هذه الآیة ولکن هذه الآیة یمکنها أن تکون إشارة مجملة إلى هذه القضیة.

وقد ذکر فی التواریخ أنّ أهل الردّة قالوا بعد وفاة النّبی(صلى الله علیه وآله): «أمّا الصلاة فنصلی، وأمّا الزکاة فلا یغصب أموالنا» وهکذا رأى المسلمون ضرورة قتالهم وقمع الفتنة.(2)

الآیة الأخیرة تقوم بتعریف مجموعة تقف فی الجانب المقابل لهؤلاء المشرکین البخلاء، وتتعرّض إلى جزائهم حیث یقول تعالى: (إنّ الّذین آمنوا وعملوا الصّالحات لهم أجر غیر ممنون).

«ممنون» مشتق من «منّ» وتعنی هنا القطع أو النقص، لذا فإنّ غیر ممنون تعنی هنا غیر مقطوع أو منقوص.

وقیل إنّ مصطلح «منون» ـ على وزن «زبون» ـ ویعنی الموت مشتق من هذه المفردة، وکذلک المنّة باللسان، لأنّ الأوّل یعنی القطع ونهایة العمر، بینما الثانی یعنی قطع النعمة والشکر(3).

وذهب بعض المفسّرین إلى القول بأنّ المقصود بـ (غیر ممنون) أنّه لا توجد أیّ منّة على المؤمنین فیما یصلهم من أجر وجزاء وعطاء. لکن المعنى الأوّل أنسب.


1. «فاستقیموا» مأخوذة من «الإستقامة» وهی هنا بمعنى التوجّه بشکل مستقیم نحو شیء معیّن، لذا فإنّها تعدّت بواسطة الحرف (إلى) لأنّها تعطی مفهوم (استواء).
2. تفسیر روح الجنان، ج 10، ص 6، ذیل الآیات مورد البحث.
3. یلاحظ مادة من فی مفردات الراغب.
سورة فصّلت / الآیة 6 ـ 8 الأهمیة الإستثنائیة للزکاة فی الإسلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma