وصف آخر للجنّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
سورة محمّد / الآیة 15 1ـ أنهار الجنّة الأربعة

إنّ هذه الآیة وصف لمصیر کلّ من المؤمنین والکافرین، فالفئة الأولى الذین یعملون الصالحات، والثانیة زیّن لهم سوء أعمالهم.

وقد رفعت هذه الآیة الغطاء عن ستة أنواع من نعم أهل النعیم، وعن نوعین من أنواع العذاب الألیم لأصحاب الجحیم، وهی تحدد عاقبة کلا الفریقین وتوضحها.

تتحدث الآیة عن أربعة أنهار فی الجنّة، لکلّ منها سائله ومحتواه الخاص، ثمّ تتحدث عن فواکه الجنّة، وأخیراً عن بعض المواهب المعنویة.

تقول الآیة أوّلاً: (مثل الجنّة الّتی وعد المتّقون فیها أنهار من ماء غیر آسن)(1).

«الآسن» یعنی النتن، وبناءاً على هذا، فإنّ (ماء غیر آسن) تعنی الماء الذی  لا یتغیّر طعمه ورائحته لطول بقائه وغیره ذلک، وهذا أوّل نهر من أنهار الجنّة، وفیه ماء زلال جار طیب الطعم والرائحة.

ثمّ تضیف: (وأنهار من لبن لم یتغیّر طعمه) وذلک أنّ الجنّة مکان لا یعتریه الفساد، ولا تتغیّر أطعمة الجنّة بمرور الزمن، وإنّما تتغیّر الأطعمة فی هذه الحیاة الدنیا، لوجود أنواع المیکروبات التی تفسد المواد الغذائیة بسرعة.

ثمّ تطرّقت إلى ثالث نهر من أنهار الجنّة، فقالت: (وأنهار من خمر لذّة للشّاربین).

وأخیراً تبیّن الآیة رابع أنهار الجنّة بأنّه: (وأنهار من عسل مصفّى).

وعلاوة على هذه الأنهار المختلفة التی خلق کلّ منها لغرض، فقد تحدّثت الآیة عن فواکه الجنّة فی الموهبة الخامسة، فقالت الآیة: (ولهم فیها من کلّ الثّمرات)(2) فستوضع بین أیدیهم وتحت تصرفهم کلّ الثمرات والفواکه المتنوّعة الطعم والرائحة، سواء التی یمکن تصوّرها، أو التی لا یمکن أن تخطر على أذهاننا الیوم ویصعب تصوّرها.

وأخیراً تتحدث عن الموهبة السادسة التی تختلف عن المواهب المادیة السابقة، إذ إنّ هذه الهبة معنویة روحیة، فتقول: (ومغفرة من ربّهم) إذ ستمحو رحمته الواسعة کل هفواتهم وسقطاتهم، وسیمنحهم الله الاطمئنان والهدوء والرضى، ویجعلهم من المرضیین عنده والمحبّبین إلیه، وسیکونون مصداق لقوله تعالى: (رضی الله عنهم ورضوا عنه ذلک الفوز العظیم)(3).

وبذلک فإنّ المؤمنین الطاهرین الصالحین یتمتّعون بأنواع المواهب المادیة والمعنویة فی الجنان الخالدة، وفی جوار رحمة الله.

ولنرَ الآن ماذا سیکون مصیر الفریق المقابل للمؤمنین، أی الکفار؟

تقول الآیة متابعة لحدیثها: (کمن هو خالد فی النّار وسقوا ماءً حمیماً فقطّع أ معاءهم)(4).

«الأمعاء» جمع «معی» ـ على وزن سعی ـ و«مِعا» ـ على وزن غنا ـ وتطلق أحیاناً على کلّ ما فی البطن، وتقطیعها إشارة إلى شدّة حرارة هذا الشراب الجهنّمی المرعب، وقوّة إحراقه.


1. للمفسّرین بحوث کثیرة حول ترکیب هذه الآیة الشریفة، والأنسب منها جمیعاً أن یقال: (مثل الجنّة) مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدیر: مثل الجنّة التی وعد المتقون جنّة فیها أنهار، وهذه الآیة تشبه ـ فی الحقیقة ـ الآیة 35 من سورة الرعد التی تقول: (مثل الجنّة التی وعد المتقون تجری من تحتها الأنهار).
2. للجملة محذوف، وللتقدیر: لهم فیها أنواع من کل الثمرات.
3. المائدة، 119.
4. لقد وردت أبحاث کثیرة فی ترکیب هذه الآیة أیضاً، والأنسب منها جمیعاً أنّ للآیة تقدیراً هو: أفمن هو خالد فی الجنّة التی هذه صفاتها کمن هو خالد فی النّار؟
سورة محمّد / الآیة 15 1ـ أنهار الجنّة الأربعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma