ما هی الموتة الأولى؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
المتقون ومختلف نعم الجنّةسورة الدخان / الآیة 58 ـ 59

قرأنا فی الآیات المذکورة أعلاه أنّ أصحاب الجنّة لا یذوقون إلاّ الموتة الأولى، وهنا تطرح أسئلة ثلاثة:

الأول: ما المراد من الموتة الأولى؟ فإنّ کان المراد الموت الذی تنتهی به الحیاة الدنیا، فلماذا تقول الآیة: (لا یذوقون فیها الموت إلاّ الموتة الأولى) فی حین أنّهم قد ذاقوها، وعلیه یجب أن یأتی الفعل بصیغة الماضی لا المضارع؟

وللإجابة عن هذا السؤال اعتبر البعض (إلاّ) فی جملة (إلاّ الموتة الأولى) بمعنى (بعد)، وقالوا: إنّ معنى الآیة هو أنّهم لا یذوقون موتاً بعد موتتهم الأولى.

وقدّر البعض الآخر تقدیراً فی الکلام فقالوا: إنّ التقدیر هو: إلاّ الموتة الأولى التی ذاقوه(1).

الثانی: لماذا ورد الکلام عن الموتة الأولى فقط، فی حین أننا نعلم أنّ الإنسان یذوق الموت مرّتین: مرّة عند انتهاء حیاته، وأخرى بعد حیاة البرزخ؟

وقد ذکروا للإجابة على هذا السؤال عدة إجابات کلها غیر مرضیة، فآثرنا عدم ذکرها لضعفها.

والأفضل أن یقال: إنّ الحیاة والموت فی البرزخ لا یشبهان أبداً الحیاة والموت العادیین، بل إنّ حیاة القیامة تشبه الحیاة الدنیا من وجوه عدیدة بمقتضى المعاد الجسمانی، غایة ما هناک أنّها فی مستوى أعلى وأسمى، ولذلک یقال لأصحاب الجنّة: لا موتة بعد الموتة الأولى التی ذقتموها، ولما کانت الحیاة والموت فی البرزخ لا شباهة لهما بحیاة الدنیا وموتها لذا لم یرد الکلام حولهم(2).

السؤال الثّالث: إنّ عدم وجود الموت فی القیامة لا ینحصر بأصحاب الجنّة، بل أصحاب النّار لا یموتون أیضاً، فلماذا أکّدت الآیة على أصحاب الجنّة؟

للمرحوم الطبرسی جواب رائع عن ذلک، فهو یقول: إنّ ذلک بشارة لأهل الجنّة، بأنّ لهم حیاة خالدة هنیئة، أما أصحاب النّار الذین یعتبر کلّ لحظة من لحظات حیاتهم موتاً، وکأنّهم یحیون ویموتون دائماً، فلا معنى لهذا الکلام فی حقهم.

وعلى أیة حال، فإنّ التعبیر هنا ب(لا یذوقون) إشارة إلى أنّ أصحاب الجنّة لا یرون ولا یعانون أدنى أثر من آثار الموت.

وجمیلٌ أنّ نقرأ فی حدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام) أنّ الله تعالى یقول لبعض أهل الجنّة: «وعزتی وجلالی، وعلوی وارتفاع مکانی لأنحلنّ لهم الیوم خمسة أشیاء: ألا إنّهم شباب لا یهرمون، وأصحاء لا یسقمون، وأغنیاء لا یفتقرون، وفرحون لا یحزنون، وأحیاء لا یموتون» ثمّ تلا هذه الآیة: (لا یذوقون فیها الموت إلاّ الموتة الأولى)(3).


1. بناءً على هذا فإنّ الاستثناء أعلاه منقطع أیضاً لأنّ أصحاب الجنّة لا یذوقون مثل هذا الموت، بل ذاقوه من قبل (فتأمل!).
2. الحیاة والموت فی البرزخ فی ذیل الآیة 11 من سورة المؤمن.
3. أصول الکافی، ج 2، ص 598، طبقاً لنقل تفسیر نورالثقلین، ج 4، ص 634.
المتقون ومختلف نعم الجنّةسورة الدخان / الآیة 58 ـ 59
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma