مراحل خلق السماوات والأرض

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
 سورة فصّلت / الآیة 9 ـ 12 بحثان

الآیات أعلاه نماذج للآیات الآفاقیة، وعلائم العظمة، وقدرة الخالق جلّوعلا فی خلق الأرض والسماء، وبدایة خلق الکائنات، حیث یأمر تعالى النّبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)بمخاطبة الکافرین والمشرکین وسؤالهم: هل یمکن إنکار خالق هذه العوالم الواسعة العظیمة؟

لعلّ هذا الأسلوب یوقظ فیهم إحساسهم ووجدانهم فیحتکمون للحق.

یقول تعالى: (قل أئنّکم لتکفرون بالّذی خلق الأرض فی یومین). وتجعلون لله تعالى شرکاء ونظائر: (وتجعلون له أنداد).

إنّه لخطأ کبیر، وکلام یفتقد إلى الدلیل: (ذلک ربّ العالمین).

إنّ الذی یدبّر اُمور هذا العالم، ألیس هو خالق السماء والأرض؟ فإذا کان سبحانه وتعالى هو الخالق، فلماذا تعبدون هذه الأصنام وتجعلونها بمنزلته؟!

إنّ الذی یستحق العبادة هو الذی یقوم بالخلق والتدبیر، ویملک هذا العالم ویحکمه.

الآیة التى تلیها تشیر إلى خلق الجبال والمعادن وبرکات الأرض والمواد الغذائیة،

حیث تقول: (وجعل فیها رواسی من فوقها وبارک فیها وقدّر فیها أقواتها فی أربعة أیّام)وهذه المواد الغذائیة هی بمقدار حاجة المحتاجین: (سواء للسائلین)(1).

وبهذا الترتیب فإنّه تبارک وتعالى قد دبّر لکلّ شیء قدره وحاجته، ولیس ثمّة فی الوجود من نقص أو عوز، کما فی الآیة 50 من سورة «طه» حیث قوله تعالى: (ربّنا الّذی أعطى کلّ شیء خلقه ثمّ هدى).

المقصود من «السائلین» هنا هم الناس، أو أنّها تشمل بشکل عام الإنسان والحیوان والنبات ]وإذا ذکرت بصیغة الجمع للعاقل فهی من باب التغلیب[.

ووفق هذا التّفسیر فإنّ الله تعالى لم یحدّد احتیاجات الإنسان لوحده منذ البدایة وحسب، وإنّما فعل ذلک للحیوانات والنباتات أیضاً.

وهنا یثار هذا السؤال: تذکر الآیات القرآنیة ـ أعلاه ـ أنّ خلق الأرض تمّ فی یومین، وخلق الجبال والبرکات والطعام فی أربعة أیّام، وبعد ذلک خلق السماوات فی یومین، وبذا یکون المجموع ثمانیة أیّام، فی حین أنّ أکثر من آیة فی کتاب الله تذکر أنّ خلق السماوات والأرض تمّ فی ستة أیّام، أو بعبارة اُخرى: فی ستة مراحل(2)؟

سلک المفسّرون طریقان فی الإجابة على هذا السؤال:

الطریق الأوّل: وهو المشهور المعروف، ومفاده أنّ المقصود بأربعة أیّام هو تتمة الأربعة أیّام، بأن یتم فی الیومین الأوّلین من الأربعة خلق الأرض، وفی الیومین الآخرین خلق باقی خصوصیات الأرض، مضافاً إلى ذلک الیومین لخلق السماوات، فیکون المجموع ستة أیّام أو ست مراحل.

وشبیه ذلک مایرد فی اللغة العربیة من القول ـ مثلا ـ بأنّ المسافة من هنا إلى مکّة یستغرق قطعها عشرة أیّام، وإلى المدینة المنورة 15 یوماً، أی إنّ المسافة بین مکّة والمدینة تکون خمسة أیام ومن هنا إلى مکّة عشرة أیّام(3).

وهذا التّفسیر صحیح لوجود مجموعة من الآیات التی تتحدّث عن الخلق فی ستة أیّام، وإلاّ ففی غیر هذه الحالة لا یمکن الرکون له، من هنا تتبین أهمّیة ما یقال من أنّ القرآن یفسّر بعضه بعضاً.

الطریق الآخر الذی اعتمده المفسّرون للإجابة على الإشکال أعلاه هو قولهم: إنّ أربعة أیّام لاتختص ببدایة الخلق، بل هی إشارة إلى الفصول الأربعة للسنة، والتی هی بدایة ظهور الأرزاق ونمو المواد الغذائیة التی تنفع الإنسان والحیوان(4).

لکن هذا التّفسیر فضلا عن أنّه لا یلائم الآیات أعلاه، فإنّه أیضاً یقصر المراد من «الیوم» فیما یتعلّق بالأرض والمواد الغذائیة وحسب، لأنّ معناه یتعلّق بالفصول الأربعة فقط، بینما لاحظنا أنّ «یوم» فی معنى خلق السماوات والأرض یعنی بدایة مرحلة!

مضافاً لذلک تکون النتیجة اختصاص یومین من الأیّام الستة لخلق الأرض، ویومین آخرین لخلق السماوات، أمّا الیومان الباقیان اللذان یتعلّقان بخلق الکائنات بین السماء والأرض «ما بینهما» فلیس هناک إشارة إلیهما!

من کلّ ذلک یتبیّن أنّ التّفسیر الأوّل أجود.

وقد لا تکون هناک حاجة للقول بأنّ «الیوم»فی الآیات أعلاه هو حتماًغیر الیوم العادی، لأنّ الیوم بالمعنى العادی لم یکن قد وجد قبل خلق السماوات والأرض، بل المقصود بذلک هو مراحل الخلق التی استنفذت من الزمن أحیاناً ملایین بل وبلایین السنین.(5)


1. هناک احتمالات متعدّدة حول محل (سواء) و(للسائلین) من الإعراب وبما تختص:
الأوّل: أنّ (سواء) حال لـ (أقوات) و(للسائلین) متعلّق بـ (سواء) وتکون النتیجة هی التّفسیر الذی أوردناه أعلاه.
الثّانی: أنّ (سواء) صفة للأیام، یعنی أنّ هذه المراحل الأربع تتساوى فیما بینها، وأمّا (للسائلین) فإمّا أن تتعلّق بـ (قدر) أو بمحذوف ویکون التقدیر (کائنة للسائلین) یعنی أنّ الأیّام الأربع هذه تعتبر جواباً للسائلین، لکن التّفسیر الأوّل أوضح.
2. یمکن مراجعة الآیات 54 من سورة الأعراف، و3 من سورة یونس، و7 من سورة هود، و59 من سورة الفرقان، و4 من سورة السجدة، و38 من سورة ق، و4 من سورة الحدید.
3. فی ضوء هذا التفسیر یکون للآیة تقدیرها بالصیغة الآتیة وقدّر فیها أقواتها فی تتمة أربعة أیّام أو یکون التقدیر کما جاء فی تفسیر الکشاف: «کل ذلک فی أربعة أیّام».
4. ثمّة حدیث بهذا المضمون فی تفسیر علی بن إبراهیم، ج 2، ص 262.
5. راجع الآیة 54 من سورة الأعراف.
 سورة فصّلت / الآیة 9 ـ 12 بحثان
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma