المغرورون بالعلم!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12
لاینفع الإیمان عند نزول العذابنظرة فی المحتوى العام للسورة

فی الآیات المختلفة لهذه السورة المبارکة ـ کما أوضحنا ذلک ـ یتبیّن أنّ أساس انحراف قسم کبیر من الناس هو التکبّر والغرور.

قد یکون امتلاک المال من أسباب العلو والتکبّر، أو کثرة الأفراد وامتلاک القدرات العسکریة، أو کمیّة محدودة من المعلومات فی فرع من فروع المعرفة، یظنّ الإنسان أنّها کبیرة وکثیرة، فتدفعه إلى العلو والإستغناء والسخریة.

إنّ حالة عصرنا الراهن تعکس نموذج «الغرور العلمی» بشکل جلّی واضح، ففی ظل التقدّم السریع الذی أحرزته المجتمعات المادیة فی المجالات العلمیة والتقنیة، نراها عمدت إلى إلغاء دور الدین من الحیاة، وقد سیطر الغرور العلمی على بعض علماء الطبیعة إلى درجة أنّهم تصوّروا أن لا یوجد فی هذا العالم شیء خارج اطار علومهم ومعارفهم، وبما أنّهم لم یروا الله فی مختبراتهم أنکروا وجوده وجحدوا نعمته.

لقد ذهب بهم الغرور إلى أکثر من ذلک عندما أصبحوا یجهرون أنّ الدین ووحی الأنبیاء إنّما کانا بسبب الجهل أو الخوف، أمّا وقد حلّ عصر التقدّم العلمی فإنّ الحاجة إلى مثل هذه المسائل انعدمت تماماً، بل وعمدوا إلى فرض تفسیر معیّن لتطوّر الحیاة، یماشی ادّعاءهم هذا، فقالوا: إنّ الحیاة الفکریة للبشر مرّت عبر المراحل الآتیة:

مرحلة الأساطیر.

مرحلة الدین.

مرحلة الفلسفة.

مرحلة العلم، والمقصود بها العلوم الطبیعیة.

بالطبع، نحن لا ننکر أنّ السلطة الدیکتاتوریة للکنیسة على عقول الناس فی اُروبا، وشیوع الخرافات وأنواع التفکیر الاُسطوری لقرون مدیدة فی تاریخ تلک القارّة، بالإضافة إلى القمع الذی کانت تمارسه طبقة رجال الدین الکنسی (الإکلیروس) هناک; کلّ هذه العوامل ساهمت ـ إلى درجة کبیرة ـ فی نمو المذاهب التی تقوم على أساس رفض الدین والإیمان والغیب، والإعتماد بدلا عنها على اُسس المادة والتجربة والإلحاد.

ولحسن الحظ لم تستمر هذه المرحلة طویلا، إذ اجتمعت مجموعة عوامل وساعدت للقضاء على مثل هذه التصوّرات المنحرفة، وکأنّ العذاب قد مسّهم عندما رکبهم الغرور والعلو.

فمن ناحیة أظهرت الحرب العالمیة الاُولى والثانیة أنّ التقدّم العلمی والصناعی قد جعل البشریة على حافة السقوط والدمار.

ومن ناحیة ثانیة، فإنّ ظهور المفاسد الأخلاقیة والاجتماعیة والقتل والإبادة وأنواع الأمراض النفسیة، وسلسلة الإعتداءات المالیة والجنسیة، کلّ ذلک کشف عن عجز العلوم وقصورها لوحدها عن بناء الحیاة الإنسانیة بشکل سلیم صحیح.

من جانب ثالث، عملت المساحات المجهولة فی وعی الإنسان العلمی وقصوره عن الإحاطة بکافة أسباب الظواهر الطبیعیة والحیاتیة إلى اعترافه بالعجز عن إدراک مطلق لأسباب المعرفة من خلال العلم وحده، فعاد الکثیر من العلماء إلى ساحة الإیمان وجادّة الدین، وضعفت نوازع الدعاوى الإلحادیة.

وفی المعترک الصعب هذا تألّق الإسلام بتعلیماته الشاملة والجامعة، وبدأت موجات العودة نحو الإسلام الأصیل.

ونأمل أن تکون هذه الیقظة عمیقة شاملة قبل أن یشمل البأس الإلهی مرّة اُخرى أجزاء من هذا العالم، ونأمل أن تزول آثار ذلک الغرور باسم العلم حتى  لا یکون مدعاةً للخسران الکبیر.

اللّهم، اجعلنا ممن یأخذ العبرة من مصیر الاقوام السالفة لکی لا نمسی عبرة للآخرین

آمین رب العالمین

نهایة سورة الغافر

لاینفع الإیمان عند نزول العذابنظرة فی المحتوى العام للسورة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma