نظرة مُختصرة فی محتوى السورة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 12

سورة المؤمن هی طلیعة الحوامیم، والحوامیم فی القرآن الکریم سبع سور متتالیة یلی بعضها بعضاً، نزلت جمیعاً فی مکّة، وهی تبتدأ بـ «حم».

هذه السورة کسائر السور المکّیة، تثیر فی محتواها قضایا العقیدة، وتتحدّث عن أصول الدین الإسلامی ومبانیه وفی ذلک تلبّی حاجة المسلمین فی تلک المرحلة إلى تشیید وإقامة قواعد الدین الجدید.

ومحتوى هذه السورة یضمّ بین دفتیه الشدّة واللطف، ویجمع فی نسیجه بین الإنذار والبشارة... السورة ـ إذاً ـ مواجهة منطقیة حادّة مع الطواغیت والمستکبرین، کما هی نداء لطف ورحمة ومحبة بالمؤمنین وأهل الحق.

وتمتاز هذه السورة أیضاً بخصوصیة تنفرد بها دون سور القرآن الاُخرى، إذ تتحدّث عن «مؤمن آل فرعون» وهو مقطع من قصّة موسى(علیه السلام)، وقصّة مؤمن آل فرعون لم ترد فی کتاب الله سوى فی سورة «المؤمن».

إنّ قصّة «مؤمن آل فرعون» هی قصّة ذلک الرجل المؤمن المخلص الذی کان یتحلّى بالذکاء والمعرفة فی الوقت الذی هو من بطانة فرعون، ومحسوب ـ ظاهراًـ من حاشیته. لقد کان هذا الرجل مؤمناً بما جاء به موسى(علیه السلام)، وقد احتلّ ـ وهو یعمل فی حاشیة فرعون ـ موقعاً حساساً ممیزاً فی الدفاع عن موسى(علیه السلام) وعن دینه، حتى أنّه ـ فی الوقت الذی تعرّضت فیه حیاة موسى(علیه السلام) للخطر ـ تحرّک من موقعه بسلوک فطن وذکی وحکیم لکی یخلّص موسى من الموت المحقق الذی کان قد أحاط به.

إنّ اختصاص السورة باسم «المؤمن» یعود إلى قصة هذا الرجل الذی تحدّثت عشرون آیة منها عن جهاده، أی ما یقارب ربع السورة.

یکشف الاُفق العام أنّ حدیث السورة عن «مؤمن آل فرعون» ینطوی على أبعاد

تربویة لمجتمع المسلمین فی مکّة، فقد کان بعض المسلمین ممّن آمن بالاسلام یحافظ على علاقات طیّبة مع بعض المشرکین والمعاندین، وفی نفس الوقت فإنّ إسلامه وانقیاده لرسول الله(صلى الله علیه وآله) لیس علیهما غبار.

لقد کان الهدف من هذه العلاقة مع المشرکین هو توظیفها فی أیّام الخطر لحمایة الرسالة الجدیدة ودفع الضر عن أتباعها، وفی هذا الإطار یذکر التاریخ أنّ أبا طالب(علیه السلام) عمّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) کان من جملة هؤلاء، کما یستفاد ذلک من بعض الرّوایات الإسلامیة المرویة عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السلام)(1).

وبشکل عام یمکن النظر إلى محتوى السورة فی إطار ما تثیره النقاط والأقسام الآتیة:

القسم الأوّل: وهو یضم طلیعة آیات السورة التی تتحدّث عن بعض أسماء الله الحسنى، خصوصاً تلک التی ترتبط باحیاء معانی الخوف والرجاء فی القلوب، مثل قوله تعالى: (غافر الذنب) و(شدید العقاب).

القسم الثّانی: تهدید الکفّار والطواغیت بعذاب فی هذه الدنیا الذی سبق وأن نال أقواماً اُخرى فی ماضی التاریخ، بالإضافة إلى التعرّض لعذاب الآخرة، وتتناول بعض الصور والمشاهد التفصیلیة فیه.

القسم الثّالث: بعد أن وقفت السورة على قصة موسى وفرعون، بدأت بالحدیث ـ بشکل واسع ـ عن قصة ذلک الرجل المؤمن الواعی الشجاع الذی اصطلح علیه بـ «مؤمن آل فرعون» وکیف واجه البطانة الفرعونیة وخلّص موسى(علیه السلام) من کیدها.

القسم الرّابع: تعود السورة مرّة اُخرى للحدیث عن مشاهد القیامة، لتبعث فی القلوب الغافلة الروح والیقظة.

القسم الخامس: تتعرّض السورة المبارکة فیه إلى قضیتی التوحید والشرک، بوصفهما دعامتین لوجود الإنسان وحیاته، وفی ذلک تتناول جانباً من دلائل التوحید، بالإضافة إلى ما تقف علیه من مناقشة لبعض شبهات المشرکین.

القسم السّادس: تنتهی السورة ـ فی محتویات القسم الأخیر هذا ـ بدعوة رسول الله(صلى الله علیه وآله) للتحمّل والصبر، ثمّ تختم باستعراض خلاصات سریعة ممّا تناولته مفصلا من قضایا ترتبط بالمبدأ والمعاد، وکسب العبرة من هلاک الأقوام الماضیة، وما تعرّضت له من أنواع العذاب الإلهی فی هذه الدنیا، لیکون ذلک تهدیداً للمشرکین. ثمّ تخلص السورة فی خاتمتها إلى ذکر بعض النعم الإلهیّة.

لقد أشرنا فیما مضى إلى أنّ تسمیة السورة بـ «المؤمن» یعود إلى اختصاص قسم منها بالحدیث عن «مؤمن آل فرعون». أمّا تسمیتها بـ «غافر» فیعود إلى کون هذه الکلمة هی بدایة الآیة الثّالثة من آیات السورة المبارکة.


1. الغدیر، ج 8، ص 388.

 

12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma