(السؤال 150): قبل سنة تقریباً سمعنا بوجود مرض خطیر باسم «حمى نزف الدم کریمة کنگو» فی بعض نقاط البلاد، وهذا المرض شاع فی البلاد المجاورة وخاصة فی أفغانستان وباکستان والعراق وینتقل إلى الإنسان بواسطة حشرة القراد فی الأنعام، وعامل هذا المرض «فیروس» حیث تبدأ علائم المرض على شکل حمى وتهوع ووجع الظهر، وبعد عدّة أیّام یبرز خلل فی نظام انجماد الدم حیث یصاب المریض بالنزف الشدید بحیث لا یمکن ایقافه، وهذا النزف یصدر من جمیع منافذ البدن والمصابون بهذا المرض بحاجة إلى تجهیزات وعنایة خاصة ومع ذلک فإنّ نسبة الوفاة تتجاوز (50 %) ومع الأسف فإنّ بعض المصابین بهذا المرض یموتون بسبب النزیف الحاد، وبعد وفاتهم تترشح بعض السوائل من أجسادهم وتعتبر من أسباب عوامل انتقال المرض والتلوث، ولذلک یجب وضع جسد المیت فی مکان یمنع انتشار المرض من حین الوفاة إلى الدفن حیث ینبغی أن تلف الأجساد بلفافات خاصة من النیلون والاسراع فی دفنهم بدون أی تماس مع الأحیاء. لأنّ الکشوفات العلمیة أثبتت أنّ أی مماسة مع أجساد هؤلاء المصابین وبسبب ترشحات من أبدانهم یمکنها أن تنقل التلوث بالمرض وسرایته إلى الأحیاء، ولذلک أوجبت الاوساط العلمیة تحدید المراسیم الدینیة الخاصة بالأموات فی صورة إذا کان المتوفى مصاباً بهذا المرض من حیث الغُسل والکفن والدفن. فما هو نظر سماحتکم فی هذا المورد؟
الجواب: إذا کان الأطباء المتدینون والمختصون یرون فی ذلک خطراً جدّیاً، فیجب حذف المراسیم التی تسبب التلوث وانتقال المرض من قبیل الغُسل، وإن أمکن التیمم والتکفین حتى من وراء الغطاء النیلون وجب ذلک. وإن کان هذا المقدار یشکل خطورة أیضاً وجب الاسراع بالصلاة علیه والاکتفاء بذلک.
