اذا کان منظور الوهابیین من الاجماع ان جمیع العلماء أفتوا فی کتبهم الفقهیة والروائیة هکذا فتوا فإن هذا مجرد إدعاء حیث نرى بعض علماء أبناء العامة أفتوا على خلاف ما تدعیه الوهابیة، لکن إذا کان المقصود من الاجماع على حرمة البناء على القبور لدى الوهابیین سیرة المسلمین فنقول: إن سیرة المسلمین إلى حین ظهور عبد الوهاب وإقدام الحرکة الوهابیة على هدم القبور وغزو البلدان الاسلامیة لم یکن للاجماع الذی یدعونه موطئ قدم بین المسلمین
ان مالک بن انس صریح فی حدیثه حیث قال: ان طلب الشفاعة من النبی (صلى الله علیه وآله) فی عالم البرزخ وبعد الوفاة امر مطلوب وعلى عکس ما یذهب الیه الوهابیین من ان الاستشفاع شرک فان مالک یقول: انه وسیلتک وواسطتک واستشفع به
التوسل يعنى الإستعانة بمن له الوجاهة عند الله من أجل نیل المطلوب، وهو الذی یکون شفیعاً عند الله وبواسطته یصل الانسان الى مناه کما یوسط عند الملک اصدقائه واقربائه واصحاب القدرة والخواص فی اغلب الحالات
على فرض تجاهل کل البراهین التی تدلل على عدم صحة الروایة سنداً ودلالة فلا یمکن الاستفادة من الروایة بأی شکل من الاشکال لجواز تسویة القبور وهدمها والسؤال الذی یطرح نفسه بقوة هنا هو: ما هی العلاقة بین تسویة القبور وتهدیمها؟ فهذه الروایة لا تدلل على حرمة البناء على القبور ولا على وجوب تهدیم البناء المشید علیها
وجود كل من أبي الزبير وابن جريح فی سند الروایة موجب لضعفها ولا یمکن الاعتماد على هکذا روایة
ولا یصح الافتاء على اساسها کما ان ابناء السنة طرحوا هذه الروایة ولم یفتوا على طبقها
بسبب المقام الرفيع للنبی (صلى الله علیه وآله) عند الله تعالى فانه لا یرد دعاءه ولهذا امر المذنبون ان يتوسلوا بالنبی (صلى الله علیه وآله) ویطلبون منه احتیاجاتهم ويكون شفيعاً لهم عند الله. بل واکثر من ذلک أن الله تعالى یعتبر عدم طلب الاستغفار من النبی (صلى الله علیه وآله) علامة على النفاق
ان سبب استجابة دعاء النبی (صلى الله علیه وآله) هو روحه الطاهرة ونفسه الکریمة وقربه من الله تعالى وبسبب هذه الکرامة المعنویة یتقبل الله تعالى دعاءه لان الدعاء من قبل الشخص الذی له روح طاهرة وقلب مملوء بحب الله تعالى ینال
الاجابة فی دعاءه بشکل مباشر ولا فرق للمسالة فی کون الدعاء فی الحیاة المادیة أو البرزخیة.
ان المشرکین کانوا یعبدون الاصنام ولم یتوقف الامر فی عبادتهم على طلب الحاجة وذکرها إیاهم وانما کانوا یعتبرونها الإله ومدبر شؤون الکون، كما یعتقد المشرکون ان تدبیر الامور خول الى الآلهة وان تدبیر امور العالم بعد خلق الکون خول الى الملائکة والاجنةفلا يجوز بكل الصور والأحوال أن تعد عبادة الأصنام ضرباً من التوسل
هناك الكثير مما نقل في باب التوسل بالصالحين في الموروث الروائي منها رواتیین صحیحتین أشارت إلى توسل عمر بن الخطاب بعم النبی عباس للاستسقاء حیث قال: یا الهی! کنا نتوسل بالانبیاء (علیهم السلام) فی کل جفاف وانحباس للمطر فکنا نرتوی والان نتوسل بعم النبی (صلى الله علیه وآله) فارونا، فرووا".
قال الرضا عليه السلام :
«ان يوم الحسين اقرح جفوننا و اسبل دموعنا و اذل عزيزنا بارض کرب و بلاء و اورثناءالکرب و البلاء الي يوم الانقضاء»