الجواب الاجمالي:
کنتم فی البدایة ضعافاً إلى درجة أنّکم لم تکن لکم القدرة على طرد الذباب عنکم، أو أن تحافظوا على لعاب أفواهکم أن یسیل، هذا من الناحیة الجسمیة، أمّا من الناحیة الفکریة فمصداقة قوله تعالى: (لاتعلمون شیئاً) بحیث لم تعرفوا حتى أبویکم المشفقین علیکم.
لکن ـ قلیلا قلیلا ـ صرتم ذوی رشد وقوّة، وصار لکم جسم قوی، وفکر جید، وعقل مقتدر إدراک واسع! ومع هذه الحال لم تستطیعوا أن تحافظوا على هذه القوّة
الجواب التفصيلي:
جاء فی الآیة 54 من سورة "الروم": (الله الذی خلقکم من ضعف ثمّ جعل من بعد ضعف قوة ثمّ جعل من بعد قوة ضعفاً وشیبة).
کنتم فی البدایة ضعافاً إلى درجة أنّکم لم تکن لکم القدرة على طرد الذباب عنکم، أو أن تحافظوا على لعاب أفواهکم أن یسیل، هذا من الناحیة الجسمیة، أمّا من الناحیة الفکریة فمصداقة قوله تعالى: (لاتعلمون شیئاً) بحیث لم تعرفوا حتى أبویکم المشفقین علیکم.
لکن ـ قلیلا قلیلا ـ صرتم ذوی رشد وقوّة، وصار لکم جسم قوی، وفکر جید، وعقل مقتدر إدراک واسع!
ومع هذه الحال لم تستطیعوا أن تحافظوا على هذه القوّة، فمثلکم کمن یصعد من طرف الجبل إلى قمته، ثمّ یبدأ بالإنحدار من القمة إلى قعر الوادی، الذی یمثل «مرحلة ضعف الجسم والروح».
هذا التغیر والصعود والنّزول خیر دلیل لهذه الحقیقة، وهی أنّه لم تکن القوّة من عندکم ولا الضعف، فکل منهما کان من جهة اُخرى، وهذا بنفسه دلیل على أنّ وراءکم من یدبّر اُمورکم ویسیّر حیاتکم وما عندکم فهو أمر عارض!
وهذا هو ما أشار إلیه الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی کلامه النیّر إذ قال: «عرفت الله بفسخ العزائم وحل العقود ونقض الهمم»(1)
لقد عرفت من هذا الاختلاف والتغیر أنّ القوة الأصلیة لیست بأیدینا، فهی بید الله، ولیس لدینا بنحو مستقل أی شیء سوى ما وهبنا إیّاه(2)
لا يوجد تعليق