الجواب الاجمالي:
ان سبب استجابة دعاء النبی (صلى الله علیه وآله) هو روحه الطاهرة ونفسه الکریمة وقربه من الله تعالى وبسبب هذه الکرامة المعنویة یتقبل الله تعالى دعاءه لان الدعاء من قبل الشخص الذی له روح طاهرة وقلب مملوء بحب الله تعالى ینال
الاجابة فی دعاءه بشکل مباشر ولا فرق للمسالة فی کون الدعاء فی الحیاة المادیة أو البرزخیة.
الجواب التفصيلي:
ان العظماء من البشر احیاء فی عالم البرزخ ولم ینقطع ارتباطنا بهم وعلى هذا فان طلب الدعاء منهم فی الصورة الدنیویة والبرزخیة امر منطقی والایة التی تشیر الى جواز الاستغفار تشمل الصورتین یقول تعالى: «وَ لَو أَنَّهُمْ اَذ ظَلَموُا أَنْفُسَهُمْ جاؤوکَ فَاسْتَغفَرُوا اللّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسولَ لَوَجدُوا اللّه تَوّاباً رَحیماً»(1)
لا شک ان سبب استجابة دعاء النبی (صلى الله علیه وآله) هو روحه الطاهرة ونفسه الکریمة وقربه من الله تعالى وبسبب هذه الکرامة المعنویة یتقبل الله تعالى دعاءه لان الدعاء من قبل الشخص الذی له روح طاهرة وقلب مملوء بحب الله تعالى ینال الاجابة فی دعاءه بشکل مباشر ولا فرق للمسالة فی کون الدعاء فی الحیاة المادیة أو البرزخیة.
والشاهد على ان هذه الایة لم تکن مختصة بزمن حیاة النبی (صلى الله علیه وآله) هو ان مسلمین العالم من عصر الصحابة والتابعین الى یومنا هذا یعتبرون ان باب رحمة النبی (صلى الله علیه وآله) مفتوحة وکلما تشرفوا بزیارة قبره الشریف بعد تقدیم السلام والتحیة یطلبون منه ان یطلب لهم الاستغفار وکل من زار قبره الشریف یرى الناس على هذه الصورة.
والان نشیر الى بعض اقوال کبار علماء اهل السنة فی خصوص الآیة ورأیهم فی مسألة الدعاء والتوسل بالنبی (صلى الله علیه وآله) بعد وفاته:
محیى الدین النووی وهو من المحدثین الکبار لدى ابناء العامة وشارح صحیح مسلم یکتب: ان من یتشرف بزیارة قبر النبی (صلى الله علیه وآله) یتجه نحو قبره ویتوسل به ومن مکانته العظیمة یتوسل الى الله تعالى. ومن اجمل ما ذکر هو نقل الماوردی قاضی ابو الطیب وبعض الاساتذة عن العتبی حیث یقول: فی یوم من الایام کنت جالساً الى النبی (صلى الله علیه وآله) وجاء رجل من الصحراء وقال: «السلام علیک یا رسول اللّه سمعت اللّه یقول:«وَلَو أَنَّهُمْ اِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جاؤکَ فَاسْتَغفروا اللّه وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسذل لَوَجَدُوا اللّه تَوّاباً رحیماً» و قد جئتک مستغفراً من ذنبى مستشفعاً بِکَ الى ربّى»(2).
2. یقول ابن قدامة الحنبلی صاحب کتاب «المغنی» فی آداب زیارة النبی (صلى الله علیه وآله) وکونها زیارة مستحبة ینقل عن النبی (صلى الله علیه وآله) حیث قال: انی أرد على من یسلم علی. وبعد ذلک یشیر الى قصة الرجل الاعرابی الذی نقلها العتبی وینقلها. ان الهدف من نقل هذه القصة هو ان زیارة النبی (صلى الله علیه وآله) على هذه الصورة مستحب.
3. الغزالی (متوفی 505) فی القسم الخاص بفضل زیارة النبی (صلى الله علیه وآله) ذکر کیفیة زیارته بشکل مفصل حیث قال: «بعد الانتهاء من الثناء اتجه نحو قبر النبی اشکر الله واحمده وصلى على النبی بکثرة ثم إقرأ الآیة «و و أَنَّهُم...» وقل: اللّهم انّا سَمِعْنا قولک و أطزعنا أمْرَک و قصدْنا نبیّک، متشفعین به الیک فى ذنوبنا، و ما أئقل ظهورنا من اوزارنا...»(3)
لا يوجد تعليق