الشهب: أحجار سماویة صغیرة جدّاً، حتى أنّ البعض منها لا یتجاوز حجم (البندقة)، وهی تسیر بسرعة فائقة فی مدار خاصّ حول الشمس وقد یتقاطع مسیرها مع مدار الأرض أحیاناً فتنجذب إلى الأرض، ونظراً لسرعتها الخاطفة التی تتمیّز بها ـ تصطدم بشدّة مع الهواء المحیط بالأرض، فترتفع درجة حرارتها بشدّة فتشتعل وتتبیّن لنا کخطّ مضیء وهّاج بین طبقات الجوّ ویسمّى بالشهاب.
وأحیاناً نتصوّر أنّ کلّ واحدة منها تمثّل نجمة نائیة فی حالة سقوط، إلاّ أنّها فی الحقیقة عبارة عن شهاب صغیر مشتعل على مسافة قریبة یتحوّل فیما بعد إلى رماد.
ویلتقی مداری الشهب والکرة الأرضیة فی نقطتین هما نقطتا تقاطع المداریین وذلک فی شهری (آب وکانون الثانی) حیث یصبح بالإمکان رؤیة الشهب بصورة أکثر فی هذین الشهرین.
ویقول العلماء: إنّ الشهب هی بقایا نجمة مذنّبة إنفجرت وتناثرت أجزاؤها بسبب جملة عوامل غیر واضحة... وهذا نموذج آخر من الإنشقاق فی الأجرام السماویة.
وعلى کلّ حال، فإنّ الانفجار والانشقاق فی الکرات السماویة لیس بالأمر الجدید، ولیس بالأمر المستحیل من الناحیة العلمیة، ومن هنا فلا معنى حینئذ للقول بأنّ الإعجاز لا یمکن أن یتعلّق بالحال.
هذا کلّه عن مسألة الانشقاق.
أمّا موضوع رجوع القطعتین المنفصلتین إلى وضعهما الطبیعی السابق تحت تأثیر قوى الجاذبیة التی تربط القطعتین فهو الآخر أمر ممکن.
ورغم أنّ الاعتقاد السائد قدیماً فی علم الهیئة القدیم طبق نظریة (بطلیموس) وإعتقاده بالأفلاک التسعة التی هی بمثابة قشور البصل فی ترکیبها ـ الواحدة على الاُخرى ـ فأیّ جسم لا یستطیع أن یخترقها صعوداً أو نزولا، ولذلک فانّ أتباع هذه النظریة ینکرون المعراج الجسمانی وإختراقه للأفلاک التسعة، کما أنّه لا یمکن وفقاً لهذه النظریات إنشقاق القمر، ومن ثمّ التئامه، ولذلک أنکروا مسألة شقّ القمر، ولکن الیوم أصبحت فرضیة (بطلیموس) أقرب للخیال والأساطیر منها للواقع، ولم یبق أثر للأفلاک التسعة، وأصبحت الأجواء لا تساعد لتقبّل مثل هذه الآراء.
وغنی عن القول أنّ ظاهرة شقّ القمر کانت معجزة، ولذا فإنّها لم تتأثّر بعامل طبیعی إعتیادی، والشیء الذی یراد توضیحه هنا هو بیان إمکانیة هذه الحادثة، لأنّ المعجزة لا تتعلّق بالأمر المحال.
