کثیراً ما یظنّ الممسکون البخلاء أنّ السخاء وبذل الوسع ضرب من الإفراط والإسراف والتبذیر، والتشدّد وضیق النظرة نوع من الزهد والتدبیر!!
والقرآن یکشف عن هذه الحقیقة فی هذه الآیات والآیات التی مرّت فی سورة هود، وهی أنّ الضیافة بسعتها وبشکلها المعقول لیست مخالفةً للشرع، بل طالما قام النّبی بمثل هذا العمل، فهو دلیل على أنّ هذا الأمر محبوب، وبالطبع فإنّ ضیافةً کهذه الضیافة التی تستوعب الآخرین إنّما هی سنّة الکرماء الشرفاء.
والله سبحانه لم یحرّم التمتّع بمواهب الحیاة وکون الإنسان ذا مال حلال کما کان إبراهیم ـ فلا ضیر أن یتصرّف بماله کما فعل إبراهیم(علیه السلام) أیضاً.
فإبراهیم مع کونه ثریّاً ذا مال لم یغفل عن ذکر الله لحظة واحدة ولم یکن قلبه أسیر ثروته ولم یجعل منافعه منحصرة به وحده.
یقول القرآن فی الآیة 32 من سورة الأعراف: (قل من حرّم زینة الله الّتی أخرج لعباده والطّیّبات من الرّزق قل هی للذین آمنوا فی الحیاة الدّنیا خالصة یوم القیامة کذلک نفصّل الآیات لقوم یعلمون).
وفی هذا الصدد کان لنا بحث مفصّل ذیل الآیة 32 من سورة الأعراف... «فلا بأس بمراجعته هناک».