الطریف أنّ الآیات الآنفة فی الوقت الذی تنسب العلم لعبدة الدنیا، إلاّ أنّها تعدّهم ضالّین، وهذا یدلّ على أنّ العلوم التی لا تهدف إلى شیء سوى المادیّات فمن وجهة نظر القرآن لیست علوماً، بل هی الضلالة بعینها.
ومن الغریب أنّ کلّ هذه الشِقوة والحروب وسفک الدماء والظلم والتجاوز والفساد والتلوّث ناشىء من علوم الضلال هذه ـ ومن الذین منتهى ما توصّلت إلیه علومهم حبّ الدنیا والحیاة الفانیة، ولا یتّسع اُفق متطلّباتهم لأکثر من متطلّبات الحیوان.
أجل، إنّ علوم «التقنیة» والمسائل الحدیثة إذا لم تصعد بالانسان إلى أهداف أسمى من المادیّات، فهی الجهل بعینه، وإذا لم تؤدّ إلى نور الإیمان فهی الضلال!.