إنّ هذه النظریة المقبولة لدى جمیع العلماء تقول: إنّ جمیع کرات المنظومة الشمسیة کانت فی الأصل جزءاً من الشمس ثمّ انفصلت عنها، حیث أصبحت کلّ واحدة منها تدور فی مدارها الخاصّ بها غایة الأمر هناک کلام فی السبب لهذا الانفصال...
یعتقد (لابلاس) أنّ العامل المسبّب لانفصال القطع الصغیرة من الشمس هی: (القوّة الطاردة) التی توجد فی المنطقة الإستوائیة لها، حیث إنّ الشمس کانت تعتبر ولحدّ الآن کتلة ملتهبة، وضمن دورانها حول نفسها فإنّ السرعة الموجودة فی المنطقة الإستوائیة لها تسبّب تناثر بعض القطع منها فی الفضاء ممّا یجعل هذه القطع تدور حول مرکزها الأصلی (الشمس).
ولکن العلماء الذین جاءوا بعد (لابلاس) توصّلوا من خلال تحقیقاتهم إلى فرضیة اُخرى تقول: إنّ السبب الأساس لحدوث الانفصال فی الأجرام السماویة عن الشمس هو حالة المدّ والجزر الشدیدین التی حدثت على سطح الشمس نتیجة عبور نجمة عظیمة بالقرب منها.
الأشخاص المؤیّدون لهذه النظریة الذین یرون أنّ الحرکة الوضعیة للشمس فی ذلک الوقت لا تستطیع أن تعطی الجواب الشافی لأسباب هذا الانفصال، قالوا: إنّ حالة المدّ والجزر الحاصلة فی الشمس أحدثت أمواجاً عظیمة على سطحها، کما فی سقوط حجر کبیر فی میاه المحیط، وبسبب ذلک تناثرت قطع من الشمس الواحدة تلو الاُخرى إلى الخارج، ودارت ضمن مدار الکرة الاُمّ (الشمس).
وعلى کلّ حال فإنّ العامل المسبّب لهذا الانفصال أیّاً کان لا یمنعنا من الاعتقاد أنّ ظهور المنظومة الشمسیة کان عن طریق الانشقاق والانفصال.