یرد هنا سؤالان وینبغی أن نجیب علیها:
أوّلا: إذا کان ما یناله الإنسان یوم القیامة هو نتیجة سعیه، فما معنى الشفاعة إذاً؟!
والثّانی: إنّنا نقرأ فی الآیة 21 من سورة الطور فی شأن أهل الجنّة: (الحقنا بهم ذرّیّتهم)! مع أنّ الذرّیّة لم تسع فی هذا المضمار، ثمّ إنّنا نجد فی الرّوایات الإسلامیة أنّ الإنسان إذا عمل عملا صالحاً فإنّ نتیجة ذلک تنعکس على أبنائه أیضاً.
والجواب على هذه الأسئلة جملة واحدة وهی أنّ القرآن یقول أنّ الإنسان لیس له أن یأخذ أکثر من سعیه وعمله، إلاّ أنّه لا یمنع أن ینال بعض الناس اللائقین نعماً اُخر عن طریق اللطف والتفضّل الإلهی.
فالاستحقاق شیء، والتفضّل شیء آخر! کما أنّ الله یضاعف الحسنات عشرات المرّات بل مئات المرّات وآلافها أحیاناً.
ثمّ ـ الشفاعة ـ کما ذکرنا فی محلّه ـ لیست إعتباطاً... ـ بل هی بحاجة إلى السعی والجدّ وإیجاد العلاقة بالشافع أیضاً، وکذلک الأمر فی شأن ذریّة الأشخاص الصالحین، فإنّ القرآن یقول أیضاً: (واتّبعتهم ذرّیّتهم بإیمان)!.