الأمل أو التمنّی إنّما ینبع من محدودیة قدرة الإنسان وضعفه، الإنسان إذا کانت له علاقة بالشیء ولم یستطع أن یبلغه ویحقّقه فانّه یأخذ صورة التمنّی عنده... وإذا استطاع الإنسان أن یحقّق کلّ ما یریده ویرغب فیه، لم یکن للتمنّی من معنى!
وبالطبع قد تکون أمانیّ الإنسان أحیاناً نابعة من روحه العالیة وباعثاً على الحرکة والجدّ والنشاط والجهاد وسیره التکاملی... کما لو تمنّى بأن یتقدّم الناس بالعلم والتقوى والشخصیّة والکرامة!
إلاّ أنّه کثیراً ما تکون هذه الأحلام «والأمانی» کاذبة، وعلى العکس من الأمانی الصادقة فانّها ـ أی الکاذبة ـ أساس الغفلة والجهل والتخدیر والتخلّف کما لو تمنّى الإنسان الخلود فی الأرض والعمر الدائم، وأن یملک أموالا طائلة، وأن یحکم الناس جمیعاً وأمثال هذا الخیال الموهوم.
ولذلک فقد رغّبت الرّوایات الإسلامیة الناس فی تمنّی الخیر، کما نقرأ فی بعض ما وصلنا عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «من تمنّى شیئاً وهو لله عزّوجلّ رضىً لم یخرج من الدنیا حتى یعطاه»(1).
ویستفاد من بعض الرّوایات أنّه إذا لم یصل إلى ذلک فی الدنیا فسینال ثوابه(2).