الشفاعة أیضاً بإذنه:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة النّجم / الآیة 24 ـ 26 1ـ سعة الأمانی

هذه الآیات أیضاً تتناول بالبحث والتعقیب ـ موضوع عبادة الأصنام وخرافتها، وهی تتمّة لما سبق بیانه فی الآیات المتقدّمة!

فتتناول أوّلا الاُمنیات الجوفاء عند عَبَدةِ الأصنام وما کانوا یتوقّعون من الأصنام: (أم للإنسان ما تمنّى)؟!

تُرى! هل من الممکن أن تشفع هذه الأجسام التی لا قیمة لها ولا روح فیها عند الله سبحانه؟ أو یُلتجأ إلیها عند المشکلات!؟ کلاّ! (فللّه الآخرة والاُولى).

إنّ عالم الأسباب یدور حول محور إرادته، وکلّ ما لدى الموجودات فمن برکات وجوده، فالشفاعة من اختیاراته أیضاً، وحلّ المشاکل بید قدرته کذلک!

ممّا یلفت النظر أنّ القرآن یتحدّث عن الآخرة أوّلا، ثمّ عن الدنیا، لأنّ أکثر ما یُشغل فکر الإنسان هو النجاة فی الآخرة... وحاکمیة الله فی الدار الآخرة تتجلّى أکثر منها فی هذه الدنیا.

وهکذا فإنّ القرآن یقطع أمل المشرکین تماماً ـ بشفاعة الأصنام ـ ویسدّ بوجوههم هذه الذریعة بأنّها تشفع لهم (ویقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله).(1)

وهناک احتمال آخر فی تفسیر الآیتین آنفتی الذکر: وهو أن یتوجّه الإنسان نحو الله لعدم بلوغه أمانیّه وما یرغب إلیه... لأنّ الآیة الاُولى من الآیات محلّ البحث تقول: (أم للإنسان ما تمنّى) وهذا استفهام إنکاری، وحیث إنّ جواب هذا الاستفهام أو السؤال بالنفی قطعاً، لأنّ الإنسان لا ینال کثیراً من أمانیه أبداً، وهذا یدلّ على أنّ تدبیر هذا العالم بید اُخرى تتحکّم فی هذا العالم، ولذلک فإنّ الآیة الثانیة تقول: حیث کان الأمر کذلک (فللّه الآخرة والاُولى)!

وهذا المعنى یشبه ما جاء فی کلام الإمام أمیر المؤمنین علی(علیه السلام): «عرفت الله بفسخ العزائم وحلّ العقود ونقض الهمم»(2). ولا یبعد الجمع بین هذا التّفسیر والتّفسیر السابق أیضاً.

وفی آخر الآیات محلّ البحث یقول القرآن مضیفاً ومؤکّداً على هذه المسألة: (وکم من ملک فی السّماوات لا تغنی شفاعتهم شیئاً إلاّ من بعد أن یأذن الله لمن یشاء ویرضى).

فحیث لا تستطیع الملائکة على عظمتها حتى ولو بشکل جماعی أن تشفع لأحد إلاّ بإذن الله ورضاه، فما عسى یُنتظر من هذه الأصنام التی لا قیمة لها، وهی لا تعی شیئاً!؟ وحینما تتساقط النسور المحلّقة وتهوی بأجنحتها عاجزة فما تنفع البعوضة الضعیفة؟ ألیس من المخجل أن تقولوا إنّما نعبدهم لیقرّبونا إلى الله زلفى، أو هؤلاء شفعاؤنا عند الله؟!

والتعبیر بـ «کم» فی الآیة یفید العموم، أی لیس لأی ملک أن یشفع دون إذن الله ورضاه، لأنّ هذه اللفظة تفید العموم فی لغة العرب، کما أنّ لفظة «کثیر» تفید العموم أحیاناً وقد جاء فی الآیة 70 من سورة الإسراء ما یدلّ على ذلک: (وفضّلناهم على کثیر ممّن خلقنا تفضیل)أی فضّلنا بنی آدم على جمیع من خلقنا.

کما نجد هذا الإستعمال فی شأن الشیاطین إذ نقرأ الآیة 223 من سورة الشعراء قائلةً: (وأکثرهم کاذبون) مع أنّنا نعلم أنّ جمیع الشیاطین کاذبون(3).

أمّا الفرق بین «الإذن» و«الرضا» فهو ـ أنّ الإذن یعبّر عنه فی مقام یکشف الإنسان عن رضاه الباطنی، إلاّ أنّ الرضا... أعمّ من ذلک، وقد تستعمل کلمة «الرضا» لإنسجام الطبع مع ما یفعل، وبما أنّ الإنسان قد یأذن بشیء ما دون أن یکون راضیاً فی قلبه فقد جاءت کلمة «یرضى» تأکیداً على الإذن، وإن کان الإذن والرضا عند الله لا ینفصل بعضهما عن بعض ولا مجال (للتقیّة) عند الله!


1. یونس، 18.
2. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 250.
3. مع أنّ کلمة «ملک» فی الآیة مفردة فقد عاد الضمیر علیها جمعاً فی «شفاعتهم» وذلک لمفهوم الکلام ورعایة للمعنى!
سورة النّجم / الآیة 24 ـ 26 1ـ سعة الأمانی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma