هؤلاء یشارکون أصحابهم فی العذاب:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
سورة الذّاریات / الآیة 59 ـ 60 محتوى السورة:

الآیتان أعلاه هما آخر سورة الذاریات، وهما فی الحقیقة نوع من الإستنتاج لما تقدم من الآیات الواردة فی السورة ذاتها ولا سیّما الآیات التی تتحدّث عن الاُمم السالفة کقوم فرعون وقوم لوط وثمود وعاد، وکذلک الآیات السابقة التی کانت تتحدّث عن الهدف من الخلق والإیجاد.

فالآیة الاُولى تقول أنّه بعد أن أصبح معلوماً أنّ هؤلاء المشرکین قد انحرفوا عن الهدف الحقیقی للخلقة، فلیعلموا أنّ لهم قسطاً وافراً من العذاب الإلهی کما کان للأقوام السالفة: (فإنّ للّذین ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم فلا یستعجلون)(1). ویقولوا إن کان عذاب الله حقّاً فلِمَ لا یصیبنا؟!

والتعبیر بـ «الظلم» فی شأن هذه الجماعة هو لأنّ الشرک والکفر من أکبر الظلم، ولأنّ حقیقة الظلم هی وضع الشیء فی غیر موضعه المناسب، ومن المعلوم أنّ عبادة الأصنام مکان عبادة الله تعدّ أهمّ مصداق للظلم، ولذلک فهم یستحقّون العاقبة التی نالها الأقدمون من المشرکین.

«الذنوب»: ـ على وزن قبول ـ فی الأصل معناه «الفرس التی لها ذنب طویل»، کما تطلق الکلمة ذاتها على الدلو الکبیر التی لها ذنب.

وکان العرب فی السابق ینزحون ماء البئر بواسطة الحیوانات بأن یهیّؤوا دلاءً عظیمة متّصلة بحبال تعین على سحب الدلاء المملوءة بالماء.

وحیث کانت هذه الدلاء تقسّم أحیاناً على الجماعات حول البئر، فتنال کلّ مجموعة دلواً أو أکثر، فقد استعملت هذه الکلمة بمعنى النصیب والسهم أیضاً، وهی فی الآیة محل البحث بهذا المعنى أیضاً، غایة ما فی الأمر أنّها هنا تشیر إلى السهم الکبیر(2).

وهل المراد من هذه الکلمة فی هذه الآیة التهدید بعذاب الدنیا أو عذاب الآخرة؟ قال جماعة من المفسّرین بالمعنى الأوّل، وقال آخرون بالمعنى الثانی.

ونرى أنّ القرائن تدلّ على أنّ هذا العذاب هو العذاب الدنیوی، لأنّ العجلة لدى بعض الکفّار هی أنّهم کانوا یقولون للنّبی: متى هذا الوعد... وأین عذاب اللهولِمَ لا یأتینا... الخ. فمن الواضح أنّه إشارة إلى عذاب الدنی(3) هذا أوّلا.

وثانیاً إنّ التعبیر بـ (مثل ذنوب أصحابهم) الظاهر أنّه إشارة إلى عاقبة الاُمم المتقدّم ذکرها فی هذه السورة کقوم لوط وقوم فرعون وعاد وثمود الذین نال کلاًّ منهم نوع من العذاب فی الدنیا وهلکوا به جمیعاً.

وهنا ینقدح هذا السؤال: وهو إذا کانت الآیة تشیر إلى عذاب الدنیا فلِمَ لم یتحقّق الوعد الإلهی فی شأنهم؟!

وهذا السؤال له جوابان:

إنّ هذا الوعد تحقّق فی شأن کثیر منهم کأبی جهل وجماعة آخرین فی غزوة بدر وغیرها.

نزول العذاب على جمیعهم مشروط بعدم الرجوع نحو الله وعدم التوبة من الشرک، ولمّا آمن معظمهم فی فتح مکّة... فإنّ هذا الشرط أصبح منتفیاً فلم ینزل عذاب الله.

وفی الآیة الأخیرة إستکمال لعذاب الدنیا بعذاب الآخرة إذ تقول: (فویل للّذین کفروا من یومهم الّذی یوعدون).

وکما أنّ هذه السورة بُدئت بمسألة المعاد والقیامة، فإنّها إنتهت بالتأکید علیها کذلک(4)!.

کلمة «الویل» تستعمل فی لغة العرب عندما یقع فرد ما أو أفراد فی الهلاک کما تعنی العذاب والشقاء، وقال بعضهم فی الویل معنى أشدّ من العذاب.

وکلمات الویل والویس والویح تستعمل فی لغة العرب لإظهار التأسّف والتأثّر، غایة ما فی الأمر... تستعمل کلمة «ویل» لمن یعمل أعمالا قبیحة، أمّا «ویس» فتستعمل فی مقام التحقیر، وکلمة «ویح» تستعمل فی موضع الترحّم.

قال بعضهم أنّ «وَیْلا» بئر من آبار جهنّم أو باب من أبوابها، غیر أنّ مراد القائلین لا یعنی بأنّ هذه الکلمة جاءت فی اللغة بهذا المعنى فحسب، بل هی فی الحقیقة بیان لمصداق من المصادیق.

وقد استعملت هذه الکلمة فی القرآن بکثرة، منها فی شأن الکفّار والمشرکین والکاذبین والمکذّبین والمجرمین والمطفّفین والمصلّین الذین هم عن صلاتهم ساهون، إلاّ أنّ أکثر استعمالها فی القرآن فی شأن المکذّبین، وقد تکرّرت الآیة (ویل یومئذ للمکذّبین) فی سورة المرسلات وحدها عشر مرّات!.

ربّنا، نجّنا من عذاب ذلک الیوم العظیم ومن خزیه.

اللهمّ ارزقنا قبول الطاعة والتوفیق للعبودیة والفخر بأن نکون عبیدک!

اللهمّ لا تبتلنا بعاقبة المکذّبین المؤلمة الذین کذّبوا رسلک وآیاتک وأیقظنا من نومة الغافلین برحمتک یاأرحم الراحمین.

آمین یا ربّ العالمین

نهایة سورة الذّاریات


1. الفعل (فلا یستعجلون) مجزوم بلا الناهیة کما هو واضح، والنون هنا للوقایة وقد کسرت للدلالة على أنّ یاء المتکلّم محذوفة لفظاً أو رسماً ومقدرة معنىً.
2. یقول بعض الشعراء العرب:
لنا ذنوب ولکم ذنوب *** فإن أبیتم فلنا القلیب.
تفسیر المیزان، ج 9، ذیل الآیات مورد البحث.
3. تراجع الآیتان 57 و58 من سورة الأنعام، والآیة 72 من سورة النمل وأمثالها، وهذا التعبیر فی القرآن قد یستعمل فی شأن القیامة أیضاً.
4. یرى بعض المفسّرین أنّ هذه الآیة تشیر إلى عذاب الدنیا. مع أنّ مثل هذا التعبیر فی القرآن یکون لیوم القیامة غالباً.
سورة الذّاریات / الآیة 59 ـ 60 محتوى السورة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma