إنّ جملة: (ما اُرید منهم من رزق وما اُرید أن یطعمون) هی فی الحقیقة إشارة إلى إستغناء الله عن کلّ أحد وعن کلّ شیء، وإذا ما دعا العباد إلى عبادته فلیس ذلک لیستفید منهم، بل یرید أن یجود علیهم، وهذا على العکس من العبودیة بین الناس، لأنّهم یطلبون الرقّ والعبید لیحصلوا بهم الرزق أو المعاش، أو أن یخدموهم فی البیت، فیقدّموا لهم الطعام والشراب، وفی کلتا الحالین فإنّما یعود نفعهم على مالکیهم، وهذا الأمر ناشىء عن احتیاج الإنسان، إلاّ أنّ جمیع هذه المسائل لا معنى لها فی شأن الله، إذ لیس غنیّاً عن عباده فحسب، بل هو یضمن لعباده الرزق بلطفه وکرمه «ورزق الجمیع على الله».