1ـ الأدب أغلى القیم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 13
آداب الحضور عند النّبی:2ـ رفع الصوت عند قبر الرسول

اهتم الإسلام اهتماماً کبیراً بمسألة رعایة الأدب، والتعامل مع الآخرین مقروناً بالإحترام والأدب سواءً مع الفرد أم الجماعة، ونشیر إلى طائفة من الأحادیث الشریفة هنا على أنّها شواهد وأمثال لهذا العنوان...

یقول الإمام علی(علیه السلام): «الآداب حُللٌ مجدّدة»(1).

ویقول فی مکان آخر: الأدب یُغنی عن الحسب(2).

کما أنّنا نقرأ حدیثاً آخر عن الإمام الصادق (علیه السلام) یقول فیه: «خمس من لم تکن فیه لم یکن کثیر فیه مستمتع; قیل: وما هنّ یا بن رسول الله قال (علیه السلام): الدین والعقل والحیاء وحُسن الخلق وحسن الأدب»(3).

ونقرأ فی مکان آخر حدیثاً عنه (علیه السلام) أیضاً یقول فیه: لا یطمعنّ ذو الکبر فی الثناء الحسن ولا الخبّ فی کثرة الصدیق ولا السیء الأدب فی الشرف(4)...

ولذلک فإنّنا حین نقرأ تأریخ حیاة القادة فی الإسلام وننعم النظر فیها نلاحظ أنّهم یراعون أهم النقاط الحسّاسة واللطائف الدقیقة فی الأخلاق والآداب حتى مع الأناس البسطاء، وأساساً فإنّ الدین مجموعة من الآداب، الأدب بین یدی الله والأدب بین یدی الرّسول والأئمة المعصومین، والأدب بین یدی الأستاذ والمعلم، أو الأب والأم والعالم والمفکّر...

والتدقیق فی آیات القرآن الکریم یکشف عن أنّ الله سبحانه بما له من مقام العظمة حین یتکلّم مع عباده، یراعی الآداب بتمامها...

فحیث یکون الأمر على هذه الشاکلة فمن المعلوم عندئذ ما هی وظیفة الناس أمام الله؟ وما هو تکلیفهم؟! ونقرأ فی بعض الأحادیث الإسلامیة أنّه حین نزلت الآیات الاُولى من سورة «المؤمنون» وأمرتهم بسلسلة من الآداب الإسلامیة، ومنها مسألة الخشوع فی الصلاة، وکان النّبی(صلى الله علیه وآله) ینظر أحیاناً إلى السماء عند الصلاة ثمّ ینظر إلى الأرض مطرقاً برأسه «لا یرفعه»(5).

وفی ما یخص النّبی(صلى الله علیه وآله) کان هذا الموضوع ذا أهمیة أیضاً إذ صرّح القرآن فی آیاته بالإعراض عن اللغو عنده وعدم رفع الصوت والصخب، فکلّ ذلک موجب للحبط فی الأعمال واضمحلال الثواب.

وواضح أنّه لا تکفی رعایة هذه المسألة الخلقیّة عند النّبی فحسب، بل هناک أمور أخرى ینبغی مراعاتها فی حضوره، وکما یعبّر الفقهاء ینبغی إلغاء الخصوصیة هنا وتنقیح المناط بما سبق أشباهه ونظائره!

ونقرأ فی سورة النور الآیة 63 منها: (لا تجعلوا دعاء الرّسول بینکم کدعاء بعضکم بعض)... وقد فسّرها جماعة من المفسّرین بأنّه «عندما تنادون النّبی فنادوه بأدب واحترام یلیقان به لا کما ینادی بعضکم بعضاً»...

الطریف هنا أنّ القرآن عدّ اُولئک الذین یغضون أصواتهم عند رسول الله ویراعون الأدب بأنّهم مطهّرو القلوب وهم مهیّأون للتقوى، وجدیرون بالمغفرة والأجر العظیم... فی حین أنّه یعدّ الذین ینادونه من وراء الحجرات ویسیئون الأدب عنده ـ کالأنعام ـ أکثرهم لا یعقلون.

حتى أنّ بعض المفسّرین توسّعوا فی الآیات محل البحث وجعلوا لها مراحل أدنى أیضاً بحیث تشمل المفکّرین والعلماء والقادة من المسلمین، فوظیفة المسلمین أن یراعوا الآداب بین أیدیهم...

وبالطبع فإنّ هذه المسألة أکثر وضوحاً فی شأن الأئمة أولی العصمة، حتى أنّه بلغنا بعض الروایات الواردة عن أهل البیت أنّه «حین دخل أحد الأصحاب على الإمام بادره الإمام دون مقدّمة: أما تعلم أنّه لا ینبغی للجنب أن یدخل بیوت الأنبیاء»(6).

وورد التعبیر فی روایة اُخرى بهذه الصورة: «أنّ بیوت الأنبیاء وأولاد الأنبیاء لا یدخلها الجنب».

وملخص القول أنّ مسألة رعایة الآداب أمام الکبیر والصغیر تشمل قسماً کبیراً من التعلیمات الإسلامیة بحیث لو أردنا أن ندرجها ضمن بحثنا هذا لخرجنا عن تفسیر الآیات، إلاّ أنّنا نختم بحثنا بحدیث عن الإمام علی بن الحسین (السجّاد) فی «رسالة الحقوق» حیث قال فی «مورد رعایة الأدب أمام الأستاذ»:

«وحقّ سائسک بالعلم التعظیم له والتوقیر لمجلسه وحسن الإستماع إلیه والإقبال علیه وأن لا ترفع علیه صوتک ولا تجیب أحداً یسأله عن شیء حتى یکون هو الذی یجیب ولا تحدّث فی مجلسه أحداً ولا تغتاب عنده أحداً وأن تدفع عنه إذا ذکر عندک بسوء وأن تستر عیوبه وتظهر مناقبه ولا تجالس له عدواً ولا تعادی له ولیاً فإذا فعلت ذلک شهدت لک ملائکة الله بأنّک قصدته وتعلّمت علمه لله جلَّ اسمه لا للناس»(7).


1. نهج البلاغة، الکلمات القصار، الکلمة 5.
2. بحار الأنوار، ج75، ص68.
3. المصدر السابق، ص67.
4. المصدر السابق.
5. راجع تفسیر مجمع البیان والتفسیر الکبیر، ذیل الآیة 2 من سورة المؤمنون.
6. بحار الأنوار، ج27، ص255.
7. المحجّة البیضاء، ج 3، ص 450، (باب آداب الصحبة والمعاشرة).
آداب الحضور عند النّبی:2ـ رفع الصوت عند قبر الرسول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma