جندب بن جنادة، وهو مشهور بکنیته (أبو ذر). صوت الحق المدوی، وصیحة الفضیلة والعدالة المتعالیة، أحد أجلاء الصحابة ، والسابقین إلى الإیمان. کان موحدا قبل الإسلام، وترفع عن عبادة الأصنام. جاء إلى مکة قادما من البادیة ، واعتنق دین الحق بکل وجوده. عد رابع من أسلم أو خامسهم. واشتهر بإعلانه إسلامه، واعتقاده بالدین الجدید ، وتقصیه الحق منذ یومه الأول. وکان فریدا فذا فی صدقه وصراحة لهجته، حتى قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) کلمته الخالدة فیه تکریما لهذه الصفة المحمودة العالیة: ما أظَلَّتِ الخَضراءُ، ولا أَقلَّتِ الغَبراءُ عَلى رَجُل أصدَقَ لهَجَةً مِن أبى ذَرٍّ.
الاحتجاج من قبل أبي ذر على سياسات عثمان التعسفية
کان قائما، والصیحات مستمرة ، وقول الحق متواصلا ، وکشف المساوئ لم یتوقف.
ولما لم یجد الترغیب والترهیب معه، غیرت الحکومة أسلوبها منه، وما هو إلا
الإبعاد، لکنه هذه المرة إلى الربذة، وهی صحراء قاحلة حارقة، وأصدر عثمان تعالیمه بمنع مشایعته
يُعدّ عمّار بن ياسر من القلّة القليلة التي شهد لهم الله ورسوله صلّى الله عليه وآله وأئمّة أهل البيت عليهم السّلام بالدرجات الرفيعة والمراتب العالية من الإيمان، في كتاب الله تعالى تُذكر ظُلامته من جهة ويُوصف قلبه المؤمن بالاطمئنان من جهة ثانية، تجلّى إيمان عمّار بالإمامة الحقّة من خلال مواقفه المشرّفة في الدفاع عن أمير المؤمنين عليه السّلام بيده ولسانه
کان الناس ینظرون إلى عمار بوصفه المقیاس فی تمییز الحق والباطل وذلك اثر الحدیث النقول عن النبي في حقه بصیغة: "تقتلک الفئة الباغیة"، وبصیغة: "تقتل عمارا الفئة الباغیة"،
وبصیغة: "تقتله الفئة الباغیة" على لسان سبعة وعشرین من الصحابة منهم: أبو سعید الخدری، وعمرو بن العاص، وعمار، وأم سلمة ، وأنس بن مالک، وجابر بن عبد الله، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وأبو سعد، وأبو أمامة، وعائشة.
عمار بن یاسر بن عامر المذحجی، وأمه (سمیة) أول شهيدة فی سبیل الله. من السابقین إلى الإیمان والهجرة، ومن الثابتین الراسخین فی العقیدة؛ صلى مع أمیر المؤمنین (ع) على جنازة السیدة المطهرة فاطمة الزهراء (ع)، وظل ملازما للإمام . ولی الکوفة مدة فی عهد عمر وکان قائدا للجیوش فی فتح بعض الأقالیم. وفی صفین استشهد هذا الصحابی الجلیل، فتحققت بذلک النبوءة العظیمة لرسول الله (ص)؛ إذ کان قد خاطبه قائلا: تقتلک الفئة الباغیة. وکان له من العمر إبان استشهاده ثلاث وتسعون سنة
عن قتادة قال: تکلم أبو ذر بشیء کرهه عثمان فکذبه ، فقال: ما ظننت أن أحدا یکذبنی
بعد قول رسول الله (ص): "ما أقلت الغبراء، ولا أطبقت الخضراء ، على ذی لهجة أصدق من أبی ذر" !
ثم سیره إلى الربذة. فکان أبو ذر یقول: ما ترک الحق لی صدیقا، فلما سار إلى الربذة قال: ردنی عثمان بعد الهجرة أعرابیا
كان أحد السابقين إلى الإسلام و الجهر به. هاجر إلى المدينة، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و بيعة الرضوان. و كان النبي (ص) يلقبه " الطيب المطيب " وهو أول من بنى مسجدا في الإسلام وولاه عمر الكوفة، فأقام زمنا وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مع علي. وقتل في الثانية، وعمره ثلاث و تسعون سنة. له 62 حديثا.
انّ البخاري لعب بالحديث فنقله بصورة بتراء. قال الحميدي: في هذا الحديث زيادة مشهورة، لم يذكرها البخاري أصلًا من طريقي هذا الحديث، ولعلّها لم تقع إليه فيهما، أووقعت فحذفها لغرض!! وهي: «أنّ رسول اللَّه قال: ويحَ عمّار تَقتُلهُ الفِئَة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار».
لقد كان عمار أحد أقطاب المعارضة في زمن عثمان، لذا نال نصيبه الأوفى من التشنيع والحط من المكانة وذلك في الروايات التي أخرجها الطبري في تاريخه، وتابعه على ذلك جمع من المؤلفين قديماً وحديثاً. حين نُفي أبو ذر، كان عمار أحد المشيعين والمودعين له، وحين توفي أبدى حزنه وأسفه العميقين عليه أمام عثمان مما زاد في غضبه، ثم توفي المقداد فصلى عليه عمار أيضاً دون أن يؤذن عثمان بذلك، فاشتد سخطهُ وغضبهُ عليه. قال البلاذري: لما بلغ عثمانَ موت أبي ذرٍ بالربذة قال: رحمه الله. فقال عمار بن ياسر : نعم، فرحمه الله من كل أنفسنا! فقال عثمان: يا عاض.. أبيه، أتراني ندمت على تسييره؟! وأمر به فدُفع في قفاه وقال: إلحق بمكانه.