الجواب الاجمالي:
كان أحد السابقين إلى الإسلام و الجهر به. هاجر إلى المدينة، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و بيعة الرضوان. و كان النبي (ص) يلقبه " الطيب المطيب " وهو أول من بنى مسجدا في الإسلام وولاه عمر الكوفة، فأقام زمنا وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مع علي. وقتل في الثانية، وعمره ثلاث و تسعون سنة. له 62 حديثا.
الجواب التفصيلي:
هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي العنسي القحطاني، أبو اليقظان صحابي، من الولاة الشجعان ذوي الرأي.
وهو أحد السابقين إلى الإسلام والجهر به. هاجر إلى المدينة، وشهد بدرا وأحدا والخندق وبيعة الرضوان. وكان النبي (ص) يلقبه " الطيب المطيب " وفي الحديث: ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أرشدهما. وهو أول من بنى مسجدا في الإسلام (بناه في المدينة وسماه قباء) وولاه عمر الكوفة، فأقام زمنا وعزله عنها. وشهد الجمل وصفين مع علي. وقتل في الثانية، وعمره ثلاث وتسعون سنة. له 62 حديثا(1)
كان عمّار بن ياسر صحابيّاً، حليف الحقّ، مؤازراً لرسول الله (ص). وكان مهذّب النفس، طاهر النقيبة، محمود السريرة، سليم القلب، مفعماً بحبّ الله تعالي .
إنّ عمّاراً وما تحمّله من مشاقّ وجهود فى سبيل الدين وإرساء دعائم المجتمع الإسلامى الفتىّ صفحة مشرقة تتألّق فى التأريخ الإسلامى؛ فكان ذا بصيرة ثاقبة، و رؤية نافذة، وخطوات وطيدة، فقد كان يري الشرك علي حقيقته من بين ركام المكر والخديعة و الظواهر المموّهة بالإسلام والتوحيد. وكان يقف وقفة مهيبة أمام راية أهل الشام ويقول :
والذى نفسى بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله(ص) ثلاث مرّات ، وهذه الرابعة. والذى نفسى بيده لو ضربونا حتي يبلغوا بنا شعفات هجر لعرفت أنّ مصلحينا علي الحقّ، وأنّهم علي الضلالة(2)
وهكذا كان وجود عمّار فى صفّين باعثاً علي زهو البعض، ومولّداً الذعر فى نفوس البعض الآخر، ومثيراً للتأمّل عند آخرين. وكان له دور ومكانة عظيم في التّعرف علي سبيل الحق.
كما لمّا علم الزبير بحضوره فى معركة الجمل، طفق يتضعضع(3) وأرابَ وجودُه فى صفّين كثيراً من أصحاب معاوية، وذلك أنّ رسول الله(ص) كان قد قال له: "تقتلك الفئة الباغية"(4) وقال: "يلتقى أهل الشام وأهل العراق، و عمّار فى أهل الحقّ تقتله الفئة الباغية"(5) وقال: "ليس ينبغى لعمّار أن يفارق الحقّ، ولن تأكل النار منه شيئاً"(6) وقال: "إذا اختلف الناس كان ابن سميّة مع الحقّ . . ."(7)
وحاول الكثيرون أن يروا عمّاراً، و يسمعوا كلامه؛ كى يستزيدوا من التعرّف علي حقّانيّة أمير المؤمنين (ص) من خلال كلام هذا الشيخ الجليل الفتىّ القلب ... الذى ينبع حديثه من أعماق قلبه، من أجل أن يتثبّتوا من مواضع أقدامهم .
ولمّا تجندل ذلك الشيخ المتفانى ذو القدّ الممشوق، و تضمّخ بدمه، و شرب كأس المنون ... كبر ذلك علي كلا الجيشين. و رأي مثيرو الفتنة و مسعّروا الحرب ما أخبر به رسول الله(ص) باُمّ أعينهم، و إذ شقّ عليهم وصمة "الفئة الباغية" فلابدّ أن يحتالوا بتنميق فتنة اُخري و خديعة ثانية؛ ليحولوا دون تضعضع جندهم، و هذا ما فعله معاوية(8)
فقد إمامنا العظيم صلوات الله عليه أخلص أصحابه و أفضلهم، و قُطع عضده المقتدر، و اغتمّت نفسه المقدّسة وضاق صدره، فقال: رحم الله عمّاراً يوم أسلم، و رحم الله عمّاراً يوم قُتل، و رحم الله عمّاراً يوم يُبعث حيّاً(9)
لا يوجد تعليق