آثار الغیرة فی حرکة الحیاة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
تعریف أقسام الغیرةتنویه

إنّ الغیرة إذا استعملت بصورة صحیحة ومعتدلة إیجابیة فإنّها بمثابة قوّة دفاعیة عظیمة تدفع الإنسان إلى التصدّی للأعداء والانتصار علیهم، لأنّ مثل هذه القوّة الباطنیة عندما تتعرّض نفس الإنسان وأمواله وناموسه ودینه وإیمانه أو استقلال وطنه إلى الخطر المحدق فإنّ هذه القوّة تعبیء جمیع الطاقات والقوى الذاتیة والباطنیة فی الإنسان وتوحّدها تحت قیادة عنصر الغیرة لتعین الشخص فی عملیة الدفاع الشریف، وأحیاناً یعیش الإنسان الغیور تحت عنصر الغیرة بحیث تتضاعف قوّته إلى قوّة عشرة أشخاص وتدفع به إلى حد التضحیة بنفسه والصمود البطولی بشجاعة وشهامة کبیرة، ولهذا السبب کانت الغیرة أحد العوامل المهمّة فی طریق العزّة والافتخار والحیاة الشریفة.

أمّا الأشخاص الذین یعیشون الانحراف والتلّوث فعندما یواجهون إنساناً غیوراً فی تحرّشهم بأعراض الناس فإنّهم یفقدون مقاومتهم بسرعة ویتراجعون أمامه فی صورة من التخاذل والذلّة، وهذا هو أیضاً من برکات الغیرة.

 

الغیرة تسبب أیضاً فی تقویة عناصر الشد للقیم الأخلاقیة والمثل الرفیعة للمجتمع الإنسانی وتجعله محفوظاً من التلّوث والانحراف فی منزلقات الخطیئة.

إنّ الغیرة تتسبب أیضاً فی حفظ أمن المجتمع وإزالة مظاهر الفساد والفحشاء، فی حین أنّ عدم الغیرة یهدم أمن المجتمع ویعمل على تحطیم المثل الإنسانیة والقیم الأخلاقیة فی أفراد المجتمع وبالتالی ینزلق مثل هذا المجتمع نحو الفساد والانحطاط الأخلاقی.

ونقرأ فی سیرة الأنبیاء أنّه عندما رأى النبی لوط(علیه السلام) مظاهر الفساد والتلّوث من قومه الأشقیاء حتى أنّهم راودوه عن ضیفه (وهم ضیوفه من الملائکة الذین دخلوا علیه على شکل فتیان حسان الوجوه ولم یکن لوط(علیه السلام) علیم بواقعهم) تملّکه الخوف والاستیاء الشدید ممّا رأى من تعرّض قومه الأشرار إلى هؤلاء الضیوف عندما سمعوا بهم قد دخلوا فی بیت لوط، وکلما نصحهم لوط(علیه السلام) فإنّ کلامه ذهب أدراج الریاح ولم یؤثر فی هؤلاء الأشرار شیئاً حتى أنّه عرض علیهم الزواج من بناته (فیما إذا تابوا وآمنوا) ولکنّهم رغم هذا الإیثار العظیم من لوط لم یرتدعوا عن غیّهم واستمروا فی طلبهم الدنیء وممارسة الضغط على لوط(علیه السلام)لیسلمهم الضیوف الکرماء، فقال لهم لوط: (فَاتَّقُوا اللهَ وَلاَ تُخْزُونِی فِی ضَیْفِی أَلَیْسَ مِنْکُمْ رَجُلٌ رَشِیدٌ)(1).

ولکن عندما رأى أنّ کلامه لا یؤثر شیئاً فی نفوس هؤلاء الأشرار ولا یرتدعون عن غیّهم ازداد حزناً وألماً ونصباً وعندما کشف هؤلاء الضیوف عن واقعهم وأنّهم من الملائکة وطمأنوه بأن لا یخاف من هؤلاء الأشرار فإنّ العذاب الإلهی نازل بحقهم وسیتعرّضون للهلاک عمّا قریب.

ونختم هذا البحث بحدیث شریف عن الإمام الصادق(علیه السلام) حیث یقول: «إِنّ المَرَأ یَحتـاجُ فِی مَنزِلِهِ وَعیـالِهِ إِلى ثَلاثِ خَلالِ یَتَکَلَّفُهـا وَإِنْ لَم یَکُن فِی طَبعِهِ ذَلِک: مَعـاشِرَةٌ جمِیلَةٌ، وَسِعَةٌ بِتَقدِیر وَغَیرَةٌ بِتَحصِین»(2).

 


1. سورة هود، الآیة 78.
2. بحار الانوار، ج75، ص236.

 

تعریف أقسام الغیرةتنویه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma