طرق علاج الکذب

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
دوافع الکذبإستثناءات الکذب

لابدّ لعلاج هذه الرذیلة الأخلاقیة وقطع جذورها من واقع النفس من سلوک الطریق المستخدم لعلاج سائر الرذائل الأخلاقیة الاُخرى، أی التعرّف فی البدایة على جذورها ودوافعها، فما لم یستطع الإنسان من إقتلاع جذور هذه الرذیلة من نفسه فإنّ هذه الشجرة الخبیثة سوف تبقى وتشتد فی المستقبل، فلو کان الدافع للکذب هو ضعف الإیمان والاعتقاد بالنسبة إلى التوحید الأفعالی، فیجب علیه تقویة دعائم الإیمان فی نفسه وباطنه ولیعلم أنّ الله تعالى قادر على کلّ شیء وأنّ مفاتیح الرزق والموفقیة والعزّة والکرامة بیده فقط، ولذلک یتسنى له جبران عناصر الضعف فی دائرة الإیمان وبالتالی یصدّه ذلک عن الکذب، وإذا کان الدافع لذلک هو الحسد والبخل والتکبّر والغرور وأمثال ذلک من الحالات

السلبیة فی دائرة الأخلاق، فیجب علیه السعی لعلاجها، ولیعلم أنّه ما لم یقطع عن نفسه جذور هذه الحالات السلبیة ویداوی هذه الأمراض الأخلاقیة فإنّه لا یتسنى له أن یعیش الصدق والکرامة والشرف فی حیاته الفردیة والاجتماعیة.

ومن جانب آخر یجب علیه التفکّر فی الآثار السیئة والأضرار الوخیمة للکذب والتی تسبب له الفضیحة فی الدنیا والآخرة، ومن المعلوم أنّ کل شخص یتفکّر ویتدبّر جیداً فیما ذکرناه سابقاً من هذه الأضرار للکذب وخاصة ما ورد فی الروایات الشریفة فی هذا الباب فإنّ ذلک سیکون رادعاً قویاً له عن سلوک هذا الطریق المنحرف.

إنّ لقادة المجتمع وکبار الأشخاص فی الاُسرة دوراً مهمّاً فی دفع الناس والأفراد نحو سلوک طریق الصدق، لأنّه لو رأى الناس أو أفراد الاُسرة أنّ کبیرهم وقائدهم لا یتحرّک فی تعامله مع الآخرین إلاّ من موقع الصدق، فإنّهم سوف یتحرّکون کذلک فی تعاملهم وسلوکهم الاجتماعی، بخلاف ما لو رأوا أنّ الکبار یتعاملون مع الآخرین بالکذب والدجل والخداع، فإنّ أفراد المجتمع والاُسرة سرعان ما یتلوثوا بهذه الصفة الرذیلة.

کما نقرأ فی الحدیث الشریف عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) ضمن بیانه عدم تلقین الناس الکذب حیث یقول: «لا تُلَقِّنُوا النّاسَ فَیَکذِبُونَ فَإنَّ بَنِی یَعقُوبَ لَمْ یَعلَمُوا إِنَّ الذِّئبَ یَأَکُلُ الإِنسـانَ فَلَمّا لَقَّنَهُم إِنِّی أَخـافُ أَنْ یَأَکُلُهُ الذِّئبُ، قَالُوا أَکَلَهُ الذِّئبُ»(1).

أجل، فإنّ ترک الأولى هذا قد صار ذریعة بید أبناء یعقوب لیتحرّکوا من موقع الکذب فی مواجتهم للمشکلة.

وأحد الطرق المؤثرة فی علاج الکذب هوإیجاد قوّة الشخصیة لدى الأفراد لأنّه کما سبقت الإشارة إلیه أنّ أحد العوامل المهمّة للکذب هو الشعور بالحقارة وضعف الشخصیة، فالکاذب یرید جبران هذا النقص من خلال الکذب، فلو أنّه کان یجد الثقة فی نفسه ویعیش حالة قوة الشخصیة ویرى أنّه قادر على کسب المقامات العالیة فی المجتمع بما لدیه من قابلیات وملکات إیجابیة فلا یجد فی نفسه حاجة إلى اختلاق شخصیة کاذبة عن نفسه والظهور إلى الآخرین بغیر واقعه.

وخاصة إذا التفت المربّون والمصلحون إلى هذه الحقیقة فی دائرة تربیة الأفراد على الصدق، وهی أنّ الصادق فی کلامه سیکون فی مرتبة المقرّبین والصدیقین عند الله تعالى، یحشر مع الإنبیاء والشهداء یوم القیامة، فبدیهی أنّ ذلک سیکون مشجعاً وحافزاً على إقبال الناس نحو الصدق، ویقول القرآن الکریم: (وَمَنْ یُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِکَ مَعَ الَّذِینَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَیْهِمْ مِنِ النَّبِیِّینَ وَالصِّدِّیقِینَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِینَ وَحَسُنَ أُوْلَئِکَ رَفِیقاً)(2).

والجدیر بالذکر أن توغّل حالة الکذب الذمیمة فی باطن الإنسان کما هو الحال فی الصفات الذمیمة الاُخرى یبتدأ من صغائر الاُمور وبالتدریج تجرّه إلى ما هو أخطر وأعظم کما قال الإمام زین العابدین(علیه السلام): «إِتَّقُوا الکِذبَ فِی صَغِیرِ وَکَبیرِ فِی کُلِّ جِدٍّ وَهَزَل فَإِنَّ الرَّجُلَ إِذا کَذِبَ فِی صَغِیرِ إِجتَرأَ عَلَى الکَبِیرِ»(3).

 


1. کنز العمال، ج3، ص624، ح8228.
2. سورة النساء، الآیة 69.
3. بجار الانوار، ج69، ص235.

 

دوافع الکذبإستثناءات الکذب
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma