الآثار السلبیة لسوء الظن بالله:
إنّ سوء الظن بالله تعالى وعدم الثقة بالوعود الإلهیة الواردة فی القرآن الکریم والأحادیث المعتبرة له آثار سلبیة مخرّبة فی دائرة الإیمان والعقائد الدینیة حیث یمثّل سوء الظن هذا عنصراً هدّاماً لإیمان الشخص یبعده عن الله تعالى کما قرأنا فی الروایات السابقة عن نبی الإسلام(صلى الله علیه وآله) فی مناجاة النبی داود(علیه السلام) قوله: «یـا رَبِّ مـا آمَنَ بِکَ مَنْ عَرَفَکَ فَلَم یُحسِنِ الظَّنَّ بِکَ».
ومضافاً إلى ذلک فإنّ سوء الظن بالوعود الإلهیة یتسبب فی فساد العبادة وحبط العمل، لأنّه یقتل فی الإنسان روح الاخلاص وصفاء القلب، وقد قرأنا فی الأحادیث السابقة أنّه: «إِیِّاکَ أَنْ تُسِیءَ الظّنَّ فَاِنَّ سُوءَ الظّنِّ یُفسِدُ العِبـادَةَ وَیُعَظِّمُ الوِزرَ».
والملاحظة الاُخرى هی أنّ سوء الظن بالله تعالى وعدم الثقة بوعده یورث الإنسان الضعف والاهتزاز أمام الحوادث الصعبة والظروف العسیرة، کما ورد فی تفسیر الآیات الشریفة فی باب سوء الظن أنّ بعض المسلمین الجدد ابتلوا بسوء الظن بالوعد الإلهی بنصر المجاهدین فی میادین القتال، وبالتالی عاشوا الهزیمة الروحیة أمام الأعداء فی حین أنّ المؤمنین الحقیقیین الذین کانوا یعیشون حسن الظن بالله کانوا یتصدّون للأعداء وقوى الانحراف والزیغ بمنتهى الشجاعة والشهامة والجرأة.
ومضافاً إلى ذلک فإنّ سوء الظن بالله تعالى بأمکانه أن یحرم الإنسان من العنایات الإلهیة واللطف الربانی، لأنّ الله تعالى یتعامل مع عبده بما یتطابق مع حسن ظنه أو سوء ظنّه بربّه کما قرأنا فی الأحادیث السابقة فی وصیّة لقمان الحکیم لابنه حیث یقول:
«یـا بُنَیَّ أَحسِنَ الظّنَّ بِاللهِ ثُمَّ سَل فِی النّاسِ مِنْ ذا الَّذِی أَحسَنَ الظَّنَّ بِاللهِ، فَلَم یَکُن عِندَ ظَنِّهِ بِهِ».
وخلاصة الکلام أنّ الإنسان إذا أراد أن یعیش الهدوء النفسی والاستقامة فی خط الصلاح والإیمان والتصدّی للنوازع الدنیویة وعناصر الشر وبالتالی ینال الإیمان الخالص وعنایة الله تعالى ورعایته ینبغی له أن یعیش حسن الظن بالله تعالى ویثق بوعده.
1. بحار الانوار، ج67، ص394.
2. غرر الحکم.
3. آثار الصادقین، 12، ص240.
