دوافع الأمانة والخیانة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
معطیات الخیانة والأمانةطرق الوقایة والعلاج

إنّ أغلب الأشخاص الذین یتحرّکون فی سلوکیاتهم من موقع الخیانة ویفضّلونها على الأمانة فأنّهم یعیشون ضیق الاُفق فی منافعهم ومصالحهم ویفکّرون فی المنافع العاجلة فحسب، لأنّ الخیانة تؤفّر لهم فی الکثیر من الموارد هذه المنافع العاجلة وتحقق لهم بعض المصالح الفردیة على حساب اهتزاز کرامتهم المعنویة ومن دون أن یتفکّروا فی العواقب الوخیمة لهذا السلوک فی المستقبل على المستوى الدنیوی والاُخروی ومکانتهم الاجتماعیة.

هؤلاء الأفراد یعیشون فی سجن الحرص والطمع فلذلک قلیلاً ما یفکّرون فی عواقب الخیانة، لأنّ المنافع العاجلة حجبت أعینهم وعقولهم عن مشاهدة ما یترتب على ذلک من سلبیات کثیرة فی المستقبل.

هؤلاء وبسبب ضعف الإیمان وعدم الالتفات إلى القدرة الإلهیّة المطلقة التی تکفّلت برزق الناس جمیعاً ووعدت من یعیش الأمانة والصدق منهم بالثواب العاجل والآجل فإنّهم قد حجبوا بصیرتهم عن ذلک جمیعاً وتحرّکوا من موقع التغافل عن الوجدان وعن تحذیرات الشرع وتورّطوا فی شراک الخیانة وفخاخ الشیطان.

وعلى هذا الأساس یمکننا فی هذا الصدد ذکر دوافع الخیانة فیما یلی:

1 ـ ضعف الإیمان وإهتزاز العقیدة وعدم التوجّه إلى حالة التوحید الأفعالی لله تعالى وحاکمیته المطلقة على جمیع الأشیاء.

2 ـ غلبة الأهواء والشهوات وحبّ الدنیا.

3 ـ تسلّط حالة الحرص والطمع على الإنسان.

4 ـ عدم التفکّر فی نتائج الخیانة فی حرکة الحیاة المادیة والمعنویة.

5 ـ ترک السعی المستمر والعمل الدؤوب لتحصیل المقاصد الدنیویة بطرق مشروعة وذلک بسبب التکاسل وحبّ الراحة وضعف الإرادة.

وعند الإلتفات إلى هذه الاُمور تتّضح النقطة المقابلة لها، وهی دوافع الأمانة وذلک:

إنّ الأمانة تنبع من الإیمان والیقین بقدرة الله تعالى وعلمه المطلق والاعتماد علیه فی جمیع الاُمور.

 

الأمانة تعدّ من معطیات العقل والتدبّر السلیم والإلتفات إلى عواقب الاُمور ونتائج الأفعال.

الأمانة هی دلیل على أنّ الإنسان یعیش الواقع الحاضر ویرى حقائق الاُمور ویترک الخوض فی الأوهام والخرافات والتصورات الزائفة.

الأمانة تنبع من شخصیة الإنسان السامیة وتمثّل نتیجة لحالة التفانی والتعالی فی الروح الإنسانیة، لأنّ مثل هذا الإنسان لا یکون مستعداً لئن یبیع شخصیته ووجدانه لتحصیل المال والمقام وزخارف الدنیا عن طریق الخیانة.

وبکلمة واحدة فإنّ الأمانة ولیدة الفهم والشعور والعقل والإیمان والاخلاص وأصالة الشخصیة، وأحیاناً یکون الفقر والظلم عاملان من عوامل الخیانة، فمن لا یحصل على حقوقه المشروعة فی المجتمع من الطرق الصحیحة ویقع تحت طائلة الفقر والعوز فإنّه قد یؤدّی به إلى التلّوث بالخیانة، ولهذا نرى أن التعالیم الدینیة أکّدت على أن یموّل القاضی من بیت المال بشکل تام کیما یحفظ أمانته فی القضاء بین الناس، ونقرأ فی عهد الإمام علی أمیر المؤمنین(علیه السلام)لمالک الأشتر أنّه یقول: «وَافسَحْ لَهُ فِی البَذلِ مـا یُزِیلُ عِلَّتَهُ، وَتَقِلُّ مَعَهُ حـاجَتُهُ إِلَى النَّاسِ، وَأَعطِهِ مِنَ المَنزِلَةِ لَدیکَ مـا لا یَطمَعُ فِیهِ غَیرُهُ مِنْ خـاصَّتِکَ لَیأَمَنَ بِذَلِکَ إِغتِیالَ الرِّجـالَ لَهُ عِندَکَ فَانظُر فِی ذَلِکَ نَظَراً بَلِیغاً»(1).

ونختم هذا البحث بحدیث مهم عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی هذا الصدد یشیر فیه إلى مصادر الخیانة المتنوعة ویوصی بالتوجّه إلیها لحفظ الأمانة فی واقع الإنسان والمجتمع فیقول: «مَنْ اُؤتُمِنَ عَلى أَمـانَة فَأَدّاهـا فَقَد حَلَّ أَلفَ عُقدَة مِنْ عُقَدِ النّارِ، فَبـادِرُوا بِأَداءِ الأَمـانَةِ، فَإنَّ مَنْ اُؤتِمِنَ عَلى أَمـانَة وَکَّلَ بِهِ إبلِیسَ مِائةَ شَیطان مِنْ مَردَةِ أَعوانِهِ لِیُضِلُّوهُ وَیُوسوِسُوا إِلَیهِ حتّى یُهلِکُوه إلاّ مَنْ عَصَمَُ اللهُ عَزَّوَجَلَّ»(2).

 

 


1. نهج البلاغة، الرسالة 53.
2. بحار الانوار، ج72، ص114.

 

 
معطیات الخیانة والأمانةطرق الوقایة والعلاج
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma