الأمانة والخیانة فی الروایات الإسلامیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
تفسیر وإستنتاجفروع الأمانة

أمّا ما ورد من الأحادیث الشریفة عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) والأئمّة المعصومین(علیهم السلام)فإنّه یحکی عن الأهمیّة البالغة لهذه المسألة حیث وردت الأمانة تارة بعنوان أنّها من الاُصول والمبادیء الأساسیة المشترکة بین جمیع الأدیان السماویة، وتارة اُخرى بعنوان أنّها علامة للإیمان، وثالثة بعنوان أنّها سبب نیل الرزق والثروة والثقة والاعتماد لدى الناس وسلامة الدین والدنیا والغنى وعدم الفقر وأمثال ذلک، وفیما یلی نختار من هذه الروایات الشریفة ما یتضمّن هذه المعانی والمفاهیم العمیقة:

1 ـ ورد فی حدیث عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال للإمام علی(علیه السلام): «یـا أبـا الحَسَنِ أَدِّ الأَمـانَةَ للِبِرِّ والفـاجِرِ فِی مـا قَلَّ وَجَلَّ حتّى فِی الخَیطِ وَالمَخِیطِ»(1).

ویقول الإمام علی(علیه السلام) أنّ النبی قال لی ذلک فی الساعة الأخیرة من حیاته وکررها علیّ ثلاث مرّات.

2 ـ وفی حدیث آخر عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «لا إِیمـانَ لِمَنْ لا أَمـانَةَ لَهُ»(2).

3 ـ وفی حدیث آخر عن الإمام الصادق أنّه قال: «إنّ اللهَ عَزَّوَجَلَّ لَم یَبعَثً نَبِیّاً إلاّ بِصِدقِ الحِدِیثِ وَأَداءِ الأَمـانَةِ إِلىَ البِرِّ وَالفـاجِرِ»(3).

وهذا التعبیر یوضّح أنّ جمیع الأدیان السماویة قد جعلت الصدق والأمانة جزءً مهمّاً من تعلیماتها الدینیة والإنسانیة ومن الاُصول الثابتة فی الأدیان الإلهیة.

4 ـ ورد عن الإمام أیضاً على مستوى إمتحان إیمان الناس أنّه قال: «لا تَنظُروا إلى طُولِ رُکُوعِ الرَّجُلِ وَسُجُودِهِ فَإنَّ ذَلِکَ شَیءٌ إِعتَـادَهُ فَلَو تَرَکَهُ إِستَوحَشَ لِذلِکَ وَلَکِنْ اُنظُرُوا اِلى صِدقِ حَدِیثِهِ وَأَداءِ أَمـانِتِهِ»(4).

5 ـ ومثل هذا المعنى ورد عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) تعبیر شدید حیث قال: «لا تَنظُروا إلى کَثْرَةِ صَلاتِهِم وَصَومِهِم وَکَثْرَةِ الحَجِّ وَالمَعرُوفِ وَطَنطَنَتِهِم بِالَّلیلِ وَلَکِنْ اُنظُرُوا إِلى صِدقِ الحَدِیثِ وَأَداءِ الأَمـانَةِ»(5).

والهدف من هذا التعبیر لیس هو أنّ هؤلاء لا یهتمّون بصلاتهم وصومهم أو یستخفّون بحجّتهم وإنفاقهم بل الهدف هو أنّ هذه الاُمور لیست هی العلامة الوحیدة لإیمان الفرد بل هناک رکنان أساسیان لدین الشخص أی الصدق والأمانة.

6 ـ وورد عن الإمام زین العابدین(علیه السلام) فی هذا المجال تعبیر عجیب حیث یقول لشیعته: «عَلَیکُم بِأَداءِ الأَمـانَةِ فَوالَّذی بَعَثَ مُحَمَّداً(صلى الله علیه وآله) بِالحَقِّ نَبِیَّاً لَو أَنَّ قـاتِلَ أَبِی الحُسَینِ ابنِ عَلَیٌّ(علیه السلام) ائتَمَننِی عَلَى السَّیفِ الَّذِی قَتَلَهِ بِهِ لاََدَّیتُهُ إِلَیهِ»(6).

7 ـ ومثل هذا المعنى ولکن بتعبیر آخر ورد عن الإمام الصادق(علیه السلام) أیضاً: «إَنَّ ضـارِبَ عَلِیٌّ بِالسَّیفِ وَقـاتِلَهُ إِذا إِئتَمَننِی وَاستَنصَحَنِی وَاستِشـارَنِی ثُمَّ قَبِلتُ ذَلِکَ مِنهُ لأَدَّیتُ إِلَیهِ الأمـانَةَ»(7).

8 ـ وفی حدیث آخر عن الإمام أیضاً یستفاد أنّ الوصول إلى المقامات السامیة حتّى للأئمّة المعصومین(علیهم السلام) مثل الإمام علی(علیه السلام) یتم عِبر صدق الحدیث وأداء الأمانة، حیث یقول الإمام الصادق لأحد أصحابه ویدعى (عبد الله بن أبی یعفور): «اُنظُر مـا بَلَغَ بِهِ عِندَ رَسُولِ اللهِ(صلى الله علیه وآله) فَأَلزَمَهُ» ثم قال: «فَإنَّ عَلِیّاً(علیه السلام) إِنّما بَلَغَ مـا بَلَغَ عِندَ رَسُولِ الله(صلى الله علیه وآله)بِصدقِ الحَدِیثِ وَأداءِ الأمـانَةِ»(8).

9 ـ ونقرأ فی حدیث آخر بالنسبة إلى الآثار والنتائج الدنیویة المهمّة للأمانة والخیانة فقد ورد عن علی(علیه السلام) أنّه قال: «الأمـانَهُ تَجُرُّ الرِّزقَ وَالخِیانَةُ تَجُرُّ الفَقرَ»(9).

10 ـ وفی حدیث مختصر وعظیم المعنى عن هذا الإمام(علیه السلام) أیضاً أنّه قال: «رَأَسُ الإسلامُ الأَمـانَةُ»(10)

11 ـ وورد شبیه لهذا الحدیث مع اختلاف یسیر عن لقمان الحکیم حیث أنّه قال: «یـا بُنَیَّ أَدِّ الأَمـانَةَ تَسلُمُ لَکَ الدُّنیـا وَآخِرَتُکَ وَکُنْ أَمِیناً تَکُن غَنِیّاً»(11).

12 ـ ونختم هذا البحث بحدیث شریف آخر عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «لا تَزَالُ اُمََتِی بِخَیر مـا تَحـابُوا وَتَهـادُّوا وَأَدُّوا الأَمـانَةَ وَاجتَنبُوا الحَرامَ وَوَقَّرُوا الضَّیفَ وَأَقـامُوا الصَّلاةَ وَآتوا الزَّکـاةَ فَاذا لَم یَفَعَلُوا ذَلِکَ إبتَلَوا بِالقَحطِ وَالسِّنِینَ»(12).

* * *

هذه الروایات ما هی إلاّ موارد مختارة من المصادر الإسلامیة الواردة فی باب الأمانة وتوضّح جیداً أن هذا المفهوم الأخلاقی على درجة عالیة من الأهمیة من بین التعلیمات الإسلامیة، وکذلک الصفة التی تقع فی مقابل الأمانة أی الخیانة ومدى اضرارها بدین الإنسان وشخصیته من موقع تخریب الإیمان وأنّها تورث الشقاء والبعد عن الله تعالى، وکل واحدة من هذه الروایات المذکورة آنفاً تشیر إلى أحد الأبعاد والآثار البنّاءة للأمانة أو الأبعاد والنتائج السلبیة والمخربّة للخیانة، بحیث إنّ الإنسان عند مطالعتها والتأمل والتدبّر فیها یستوحی الکثیر من المفاهیم الإسلامیة والقیم الأخلاقیة والاجتماعیة المهمّة والبنّاءة فی حرکة الحیاة والمجتمع.

 


1. بحار الانوار، ج74، ص273.
2. المصدر السابق، ج69، ص198.
3. اصول الکافی، ج2، ص104.
4. المصدر السابق، ص105، ح13.
5. بحار الانوار، ج72، ص114، ح5.
6. المصدر السابق، ح3.
7. مجموعة ورام، ج1، ص20.
8. اصول الکافی، ج2، ص104، ح5.
9. بحار الانوار، ج78، ص60.
10. غرر الحکم.
11. معانی الأخبار، 259; بحار الانوار، ج72، ص117.
12. بحار الانوار، ج72، ص115.

 

تفسیر وإستنتاجفروع الأمانة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma