طرق علاج هذه الرذیلة الأخلاقیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
أقسام المراء والجدالالإنصاف فی الکلام

کلّما وجد الإنسان نفسه یعیش حالة الخصومة فی مباحثة مع الآخرین ویکثر من الجدل والبحث العقیم وبتعبیر الروایات: الجدال غیر الحسن بحیث أصبح هذا السلوک بمثابة العادة والخلق له، فإنّ إیمانه وتقواه ودینه یتعرّض لخطر الذوبان والمحق، وینبغی علیه الاسراع فی انقاذ نفسه من هذه الرذیلة والتخلّص من هذا الخلق الذمیم والتحرّک بصدد العلاج قبل أن تتجذّر هذه الصفة فی أعماق نفسه.

والطریق الأول للعلاج ولعلّه یعدّ من مقدمات العلاج لتسکین هذه الحالة المؤذیة کیما یتسنى للإنسان علاجها فیما بعد هو اختیار السکوت فی کل مورد یحتمل فیه أن یکون الجدال بالباطل، وکلّما استمر هذا السکوت مدّة أطول وتحّمل الضغط النفسی وتحدّیات الحالة المزاجیة، فإنّ ذلک سیوفّر الأرضیة المساعدة للتخلّص من شرّ هذه الحالة السلبیة ومعالجة هذه الصفة فی النفس.

وطبعاً فإنّ السکوت یعدّ علاجاً للکثیر من الرذائل (من قبیل الحسد والحقد والنمیمة والریاء وکفران النعمة والتهمة والکذب وحبّ التفوّق وغیرها من الرذائل الأخلاقیة التی تتجلّى فی سلوک الإنسان من خلال الکلام والنطق) فالسکوت یمکنه أن یکون عنصر الوقایة من جمیع هذه الموارد، ولهذا السبب فإنّ الروایات الإسلامیة قد مدحت السکوت کثیراً وقد تقدّم تفصیل هذا الموضوع فی الجزء الأول من هذا الکتاب.

الطریق الآخر لعلاج هذه الفضیلة الأخلاقیة هو التفکّر الدقیق فی النتائج السلبیة والعواقب الوخیمة المترتبة على هذه الصفة من قبیل أن یکون الإنسان محجوباً عن درک الحقائق ویعیش فی زحمة الأوهام والتعصّبات والعداوات بین الأصدقاء ویبتعد بذلک عن حقیقة الإیمان وبالتالی سیکون مورداً للغضب الإلهی وزهوق شخصیته وسقوط حیثیته بین الخاص والعام.

ومن الیقین أنّ التفکّر فی مثل هذه العواقب السیئة سیکون له تأثیر عمیق فی وقایة الإنسان عن الوقوع فی متاهة الجدال بالباطل، فکیف یمکن أن یعلم الإنسان بأنّ هذا الغذاء مسموم ویتناوله فی نفس الوقت؟ فالشخص الذی یتناول غذاء مسموماً هو الذی لا یدرک آثاره وعواقبه ولا یعلم بحاله.

إنّ إصلاح جذور الخلل فی واقع النفس وتطهیر الذات من الدوافع والنوازع التی تجرّ الإنسان للخوض فی الجدل یعدّ أحد طرق العلاج لهذا الخلق الذمیم، وعندما نقول الدافع للجدال والمراء فهذا یعنی التکبّر وحب التفوّق والتظاهر والحسد وحبّ الانتقام وحبّ الدنیا والتعصّب واللجاجة، ومن المعلوم أننا إذا استطعنا أن نبعد هذه الحالات السلبیة والصفات الذمیمة عن أنفسنا ونطهّر قلوبنا من أدرانها فإنّ ذلک من شأنه أن یقلع جذور حالة الجدال والمراء من النفس، ولکن مع وجود هذه الصفات فی أعماق النفس، فإنّ إزالة هذه الصفة الأخلاقیة سیکون عسیراً جداً.

ومن الطرق الاُخرى للعلاج هو إبتعاد الشخص عن الأفراد المتعصّبین والذین یحبّون الخوض بالباطل وکذلک الامتناع عن مناقشة مثل هؤلاء الأشخاص حیث سیجرّ الإنسان إلى الجدال والمراء وإن کان غیر قاصد لذلک.

وقد ورد فی الحدیث الشریف عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) قوله: «مَنْ جـالَسَ الجـاهِلَ فَلیَستَعِدَّ لِقِیل وَقـال»(1).

ومن البدیهی أنّ الإنسان قبل کل ذلک یجب علیه أن یوقظ فی نفسه الإرادة والعزم القاطع على ترک المراء والجدال واجتناب هذه الرذیلة الأخلاقیة، فاذا وجد الإنسان فی نفسه ذلک وعزم بجدیة على ترک المراء فانّه سیفلح فی النهایة.

 


1. سفینة البحار، ج2، ص532 الطبعة القدیمة (مادة مراء).

 

أقسام المراء والجدالالإنصاف فی الکلام
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma