طرق إصلاح ذات البین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
طرق العلاجتنویه

طرق إصلاح ذات البین:

إنّ عملیة الإصلاح بین الناس على شکل أفراد أو جماعات وطوائف هو عمل معّقد ودقیق ولا سیما إذا کانت العداوة والکراهیة قد توغّلت فی الأعماق، ولهذا فقد یستغرق تحقیق هذا المعنى وقتاً طویلاً، ولابدّ من مراعاة بعض الدقائق والنکات الظریفة فی هذا السبیل، وکذلک یحتاج إلى التعرّف على بعض مبادیء علم النفس وتوصیات علماء النفس فی هذا المجال، ومن المعلوم أنّ الوصول إلى هذا الهدف المؤثر لابدّ له من رعایة بعض الاُصول والنقاط المهمّة، ومنها:

1 ـ العثور على جذور الاختلاف والنفاق، لأنّ الإنسان ما لم یعرف الأسباب ویبحث فی جذور المشکلة، فإنّ علاجها یکون عسیراً للغایة، فلو أنّ الإنسان تحرّک على مستوى البحث على جذور الخلاف والنزاع وسعى إلى إزالة هذه الأسباب والجذور من واقع النفس لدى المتخاصمین فإنّه یحصل على النتیجة أسرع.

2 ـ إنّ التسّرع فی عملیة إصلاح ذات البین فی کثیر من الموارد تعطی نتائج معکوسة، وخاصة إذا کانت الاختلافات عمیقة ومتجذرة، ففی هذه الموارد یجب دراسة أوجه الاختلاف بدقّة وأحیاناً یتطلب ذلک کتابتها فی دفتر وبالأرقام ثمّ تحلیلها ودراستها وحلّها واحدة بعد الاُخرى، ویعطی لکلّ طرف من المتخاصمین إمتیازات معقولة وبهذا یوجد التعادل والانسجام بینهما ویترتب على ذلک النجاح فی عملیة الإصلاح.

3 ـ یجب الاستفادة من المسائل العاطفیة والدینیة أفضل استفادة من خلال تلاوة بعض الآیات القرآنیة والروایات الشریفة التی من شأنها تحریک عناصر الخیر وعواطف المحبّة فی نفوس المتخاصمین، والسعی لدعم شخصیة کل طرف لکی یتحرّک باتّجاه الطرف الآخر على مستوى العفو والصفح من موقع الاحساس لشخصیته وکرامته لا من موقع الاجبار والإذعان للأمر الواقع.

4 ـ وأحیاناً یجب على المصلح أن یضحی بشیء من الأشیاء وعلى سبیل المثال یدفع للطرفین المتخاصمین مبلغاً من المال أو یهدی لهما هدیة کما قرأنا فی الحدیث عن الإمام الصادق(علیه السلام) الذی خاطب فیه المفضّل، ومن المعلوم أنّ المال الذی ینفق فی هذا السبیل یعدّ من أفضل أنواع الانفاق فی سبیل الله.

 

5 ـ إنّ المصلح یجب أن یتوقّى التحیز إلى أحد الطرفین ویتجنّب ذلک مهما أمکن وبعبارة اُخرى أن یکون محایداً وفی نفس الوقت محبّاً ونصوحاً إلى کل واحد من الطرفین، لأنّ أی تحیز إلى أحدهما سوف یمنعه من الوصول إلى النتیجة المطلوبة، وطبعاً یستثنى من ذلک الأشخاص الذین لم یتعلّموا المنطق الإنسانی ولا یتعاملون إلاّ من موقع الجهل والتعصّب والعناد أمام الحق وعملیة الإصلاح فإنّه ینبغی سلوک طریق آخر معهم کما تقدّم فی تفسیر الآیات أعلاه.

6 ـ وفی کثیر من المواقع یحتاج الإصلاح إلى سلوک طریق طویل محفوف بالمکاره ویحتاج إلى الصبر والتأنّی والتعامل مع القضیة ببرود الأعصاب، فالشخص المصلح لا ینبغی أن ییأس بسرعة ویوصد الأبواب أمامه، بل یجب أن یعلم أنّ أشدّ التعقیدات الاجتماعیة وأعمق المشکلات یمکن حلّها بالصبر والتأنّی والتفکیر والتدبیر، وعلیه فإذا لم یفلح فی مرحلة من المراحل فلا ینبغی أن یعلن فشله ویتراجع عن مسیرته الإصلاحیة.

وبتعبیر آخر: إنّ الافساد بین الناس عمل تخریبی یسیر ولکن الإصلاح له بعد بناء ومعقّد، فالبناء العظیم یمکن تدمیره بعدّة قنابل فیغدوا تراباً فی لحظات، ولکنّ تشیید مثل هذا البناء یحتاج إلى سنوات مدیدة، وهکذا الحال فی بناء الثقة والمحبّة والاعتماد المتقابل بین أفراد المجتمع البشری، فتخریب مثل هذا البناء الاجتماعی سهل یسیر، ولکنّ بناءه وتشییده هو عملیة معّقدة تحتاج إلى مدّة طویلة وصبر کبیر، وعلیه فإنّ عملیة الإصلاح لا تنسجم مع التسّرع والعجلة.

ونختم هذا الکلام بحکایة ذات مغزى أوردها المجلسی فی کتاب بحار الانوار، نقلاً عن بعض العلماء وهو أنّه: باع بعضهم عبداً وقال للمشتری ما فیه عیب إلاّ النمیمة، قال رضیت به، فاشتراه فمکث الغلام أیّاماً ثم قال لزوجة مولاه: إنّ زوجک لا یحبّک وهو یرید أن یتسرى علیک فخذی الموسى واحلقی من قفاه شعرات حتى أسحر علیها فیحبّک، ثم قال للزوج: إنّ امرأتک اتخذت خلیلاً وترید أن تقتلک فتناوم لها حتى تعرف، فتناوم فجاءته

المرأة بالموسى فظنّ أنّها تقتله فقام الزوج وقتلها، فجاء أهل المرأة وقتلوا الزوج، فوقع القتال بین القبیلتین وطال الأمر»(1).

أجل فإنّه بهذه السهولة ممکن ایقاع الحرب والنزاع الدموی بین قبیلتین ولکنّ الإصلاح بینهما لیس بهذه السهولة قطعاً.

 

 


1. بحار الانوار، ج72، ص270.

 

طرق العلاجتنویه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma