النتائج السلبیة للنمیمة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
النمیمة فی الروایات الإسلامیةدوافع النمیمة

سبق وأن قلنا أنّ الأساس والقاعدة الأصلیة التی یقوم علیها المجتمع البشری هو الاعتماد المتقابل بین الأفراد، وهذا الاعتماد المتقابل هو سبب إتّحاد الصفوف والتعاون والتکاتف بین أفراد المجتمع وبالتالی یتسبب فی تقدّم المجتمع وتکامله على جمیع الصُعد.

وقد أولى الإسلام أهمیّة کبیرة لحفظ هذا العنصر الأساس وهو اعتماد الناس ووحدة صفوفهم وحرّم أی فعل من شأنه أن یلحق الضرر بوحدة المجتمع وقوّته، وأوجب کذلک کل فعل یسبب فی تقویة شرائح المجتمع وشد أرکانه (تارة من خلال الحکم الوجوبی واُخرى من خلال الحکم الاستحبابی.

ولا شک أنّ النمیمة هی من العوامل المهمّة للتفرقة وإیجاد سوء الظن بین أفراد المجتمع وتفضی إلى العداوة وتعمیق حالة الحقد والکراهیة بین الأفراد، وتارة تؤدّی إلى تلاشی الأسر وتمزّق العوائل، ولهذا السبب فإنّ الروایات المذکورة آنفاً تعدّ الشخص النّمام أشر أفراد المجتمع وأسوأهم.

ونقرأ فی الحدیث الشریف عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) قوله: «إِیّاکُم وَالنِّمـائِمَ فَإِنَّهـا الضَّغـائِنِ»(1).

ونقرأ فی حدیث آخر عن الإمام أیضاً قوله: «إِیّاکَ وَالنَّمیمةَ فَإِنَّهـا تزرَعُ الضَّغِینَةَ وَتُبَعِّدُ عَنِ اللهِ وَالنّاسِ»(2).

وجاء فی أحادیث اُخرى التعبیر بکلمة (شحناء) والتی تأتی بمعنى العداوة والضغینة أیضاً، ویتّضح من الأحادیث الشریفة السابقة أنّ النمّام هو أسوأ خلق الله تعالى بسبب سعیه للتفرقة بین الأحبّة والأصدقاء وتحرّکه من موقع إتّهام الأشخاص الطاهرین.

ومضافاً إلى ذلک فإنّ الشخص النّمام یعیش فی المجتمع منفوراً ومطروداً، لأنّ طرفی النزاع اللذین استمعا لکلامه وصدقا به فإنّهما غالباً یندمان بعد ذلک ویجدان فی أنفسهما الکراهیة الشدیدة للشخص الذی سبب الفرقة بینهما ویلعنانه ویحذّران الناس من الاتّصال مع هذا الشخص والتصدیق بأقواله، وقد مرّ علینا فی أحد الأحادیث الشریفة أنّ النمام بعید عن الله وبعید عن خلق الله.

والإمام الصادق(علیه السلام) یشبّه النّمام بالساحر الذی یفرّق بین الأحبّة بسحره ویقول فی حدیث مختصر وعمیق المغزى: «إِنّ مِنْ أَکبَرِ السِّحرِ النَّمِیمَةِ یُفَرِّقُ بِهـا بَینَ المُتَحـابِینَ وَیَجلِبُ العَداوَةَ عَلى المُتَصـافِّینَ وَیَسفِکُ بِهـا الدِّمـاءَ وَیَهدِمُ الدُّورَ وَیَکشِفُ بِهـا السُّتُورَ، وَالنَّمـامِ أَشرُّ مَنْ وَطأ عَلَى الأرضِ بِقَدَمِ»(3).

وطبعاً النمیمة لیست بسحر، ولکنّها تحمل فی نتائجها آثار السحر، ولذلک فإنّ الإمام قال عنها أنّها من أکبر أنواع السحر.

والجدیر بالذکر أنّ النمیمة لها أثر تخریبی کبیر وعادة تکون العناصر المخرّبة أقوى أثراً وأسرع نتیجة من العناصر الخیّرة والمصلحة، لأنّ الأرضیة لسوء الظن موجودة فی القلوب، وعندما یتحرّک النّمام فی إثارتها وتفعیلها فإنّها تتحرّک بسرعة وتستیقظ بذلک عناصر الشر فی واقع الإنسان ونفسه، ومن الممکن أن تقوم کلمات قلیلة بعملیة التفرقة بین صدیقین حمیمین مضى على صداقتهما أربعون سنة، کما أنّ بناء سد مفید لخزن المیاه یمکن أن یستغرق عشرات السنین ولکنّ تخریبه وإنهدامه بواسطة الدینامیت والمواد المتفجرة قد لا یستغرق سوى بضع ساعات، ونختم هذا الکلام بالحدیث الشریف عن الإمام الصادق حیث قال: «السَّاعِی قـاتِلُ ثَلاثَة، قـاتِلُ نَفسَهِ وَقـاتِلُ مَنْ یُسعى بِهِ وَقـاتِلُ مَن یُسعى لَهُ»(4).

الکثیر من الموارد المشهودة فی حالات الاُمراء والملوک تبیّن أنّ من سعى إلیهم بالنمیمة ضدّ شخص آخر فإنّه یلاقی حتفه على یدهم، وبهذه الصورة یکون الساعی أی النّمام قاتل نفسه أمام الله تعالى، وکذلک الشخص الذی سعى إلیه بالوشایة لأجل عدم التحقیق الکافی فَکأنّه قتل بید ذلک الساعی لأنّه قتل بریئاً.

وممّا تجدر الإشارة إلیه أنّ بعض العلماء وأرباب اللغة ذهبوا إلى إشراک السعایة والنمیمة فی المعنى فی حین أنّه من الممکن وجود فرق بینهما (رغم أنّهما متشابهان جدّاً) فالنمیمة هی التفرقة بین صدیقین أو بین قریبین أو شریکین، ولکنّ السعایة هی أن یتحدّث الشخص بعیوب شخص آخر عند کبیر من الکبراء، وبهذا یعرض ذلک الشخص إلى الخطر، ولذلک وردت السعایة فی کثیر من الروایات بعنوان السعایة عند السلطان وأمثال ذلک، ولکن تشابههما فی المعنى تسبب فی أن یذکران تحت عنوان واحد.

 


1. بحار الانوار، ج68، ص293، ح63.
2. غرر الحکم.
3. بحار الانوار، ج60، ص21، ح14.
4. الخصال، للشیخ الصدوق، 22، الباب 3.

 

النمیمة فی الروایات الإسلامیةدوافع النمیمة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma