تفسیر واستنتاج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
تنویهأهمیّة حسن الخلق فی الروایات الإسلامیة

«الآیة الاُولى» وردت مسألة (حسن الخلق) بعنوان أنّها أحد الخصوصیات للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) وأحد العوامل المهمّة لتقدّم وتکامل الدعوة الإسلامیة فی المجتمع العربی آنذاک

فتقول الآیة: (فَبَِما رَحْمَة مِنْ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظّاً غَلِیظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ...).

وعلى هذا الأساس فانّ حسن خلق النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) هو فی الحقیقة رحمة إلهیة له ولاُمّته، وبدیهی أنّ هذا الخلق الحسن وقابلیة الانعطاف ومداراة الآخرین تعد من البرکات والمواهب الإلهیة على کل إنسان یتحلّى بهذه الخصال والسلوکیات الحمیدة.

ومن التعبیر أعلاه فی الآیة الشریفة نجد النقطة المقابلة لهذا السلوک، وهو أن یکون الإنسان غلیظ القلب وسیء الخلق وخشناً فی التعامل مع الآخرین حیث تشیر الآیة إلى نتائج مثل هذا السلوک السلبی، وهی تفرّق الناس وانفضاضهم عن هذا الإنسان الخشن وإبتعادهم عنه، وبعبارة اُخرى أنّ (حسن الخلق) یمثّل اللبنة الاساسیة فی شد أوصال المجتمع وتقویة وشائج المحبّة بینهم، وسوء الخلق عامل لتفرّق الأفراد وإیجاد الخلل فی العلاقات الاجتماعیة ویؤدّی إلى نفور الناس.

إنّ کلمة (فظ) و(غلیظ القلب) یأتیان بمعنى واحد ویراد بذلک التأکید، ویمکن أن یکون لهما معنى مختلف عن الآخر، ویقول (الطبرسی) فی مجمع البیان فی کلمة جامعة: «وقیل إنّما جمع بین الفظاظة والغلظة وإن کانا متقاربین لأنّ الفظاظة فی الکلام فنفی الجفاء عن لسانه والقسوة عن قلبه» وعلیه فکلا الکلمتین تردان بمعنى الخشونة والجفاء، وأحدهما فی الکلام، والاُخرى فی السلوک والفعل.

وعلى أی حال فانّ الله تعالى قد وهب نبیّه الکریم حالة اللّیونة والانعطاف والبشاشة وحسن التعامل مع الآخرین بحیث أنّه کان یسلک هذا السلوک مع أعتى الناس وأخشنهم وأقساهم قلباً، وبهذه الطریقة جذب هؤلاء القساة إلى الإسلام فاعتنقوا الإسلام من موقع الرغبة والشوق والإنجذاب لهذا الخلق الرفیع.

وبتبع ذلک توجّه الآیة سلسلة إرشادات وأوامر عملیة تخرج حالة (حسن الخلق) والبشاشة من صورتها الظاهرة وتلبسها ثیاباً عملیة على مستوى الممارسة والتطبیق وتقول: (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِی الاَْمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَکَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ یُحِبُّ الْمُتَوَکِّلِینَ).

 

وعلى هذا الأساس استقطب رسول الله(صلى الله علیه وآله) أبعد الناس عن الله تعالى والدین والأخلاق وجذبهم إلیه وأصبح قدوتهم وأسوتهم فی حسن الأخلاق.

إنّ سیاق هذه الآیات یشیر إلى أنّ هذه الآیة متعلقة بالآیات النازلة فی معرکة أحد حیث کان النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله)والمسلمین یعیشون أشدّ الظروف وأقسى الحالات النفسیة طیلة هذه الحرب، وبدیهی إنّ عملیة العفو والاستغفار والانفتاح على الآخرین من موقع المحبّة واللطف جعلت النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) فی أسمى مراتب حسن الخلق وحسن التعامل الکریم مع الغیر، وقلّما نجد إنساناً یتمکّن فی مثل تلک الظروف الصعبة والتحدیّات الشرسة أن یحافظ على حسن أخلاقه ولا ینفعل أمام تحدیّات الواقع الصعب.

وتأتی «الآیة الثانیة» لتشیر إلى حسن الخلق العجیب للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) حیث تعبّر عنه بالخلق العظیم وتقول: (وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُق عَظِیم).

(خُلُق) على وزن اُفق، مفرد وهو مع کلمة خُلْق (على وزن کُفر) بمعنى واحد، ویستفاد من مفردات الراغب أنّ خَلْق (على وزن حلق) تشترک فی جذر واحد معها غایة الأمر أنّ (خَلْق) تطلق على الصفات الظاهریة، و(خُلْق) تطلق على الصفات الباطنیة.

ویرى بعض أرباب اللغة أنّ کلمة (خُلْق) و(خُلُق) تردان بمعنى الدین والطبع والسجیة حیث یقصد بها الصورة الباطنیة للإنسان(1).

وعلى أیّة حال فانّ وصف النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) بأنّه ذو خلق عظیم یدلّ على أنّ هذه الصفة الأخلاقیة من أعظم صفات الأنبیاء، ویرى بعض المفسّرین أن الخلق العظیم للنبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) یتمثّل فی صبره وتحمّله فی طریق الحق وسعة بذله وکرمه، وتدبیر اُمور الرسالة والدعوة، والرفق والمداراة للناس وتحمّل الصعوبات الکبیرة فی مواجهة تحدّیات الواقع الصعب فی طریق الدعوة إلى الله والجهاد فی سبیله وترک الحرص والحسد والتعامل مع الأعداء والأصدقاء من موقع العفو واللطف والمحبّة(2) وکل هذه الاُمور تشیر إلى أنّ الخلق العظیم لا ینحصر بالبشاشة والانعطاف فی مواجهة الآخر، بل هو مجموعة من الصفات الإنسانیة السامیة والقیم الأخلاقیة الرفیعة، وبعبارة اُخرى: یمکن القول بأنّ جمیع الأخلاق الحسنة الرفیعة جُمعت فی عبارة (خلق عظیم).

وممّا یؤید هذا المعنى ما ورد فی الحدیث الشریف عن الإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «إنّ اللهَ عَزَّوَجَلَّ أَدّبَ نَبِیَّهُ فَأَحسَنَ أَدَبَهُ فَلَمّا أَکمَلَ لَهُ الأَدَبَ قَـالَ إِنَّکَ لَعلى خُلُق عَظِیم»(3).

وعندما نقرأ فی بعض الروایات أنّ الخلق العظیم یراد به الإسلام أو الآداب القرآنیة إنّما هو لأنّ الإسلام والقرآن یحویان جمیع الفضائل الأخلاقیة، فی حین أنّ بعض الروایات الواردة فی تفسیر هذه الآیة فسّرت (حسن الخلق) بالبشاشة والمداراة ومن ذلک الحدیث الذی أورده (نور الثقلین) فی ذیل هذه الآیة عن الإمام الصادق(علیه السلام) حیث سئل عن حسن الخلق فی هذه الآیة فقال: «تَلِینُ جـانِبَکَ وَتُطَیِّبُ کَلامَکَ وَتلِقى أَخـاکَ ببُشرِ حسن»(4).

ولکن الظاهر عدم التنافی بین هذین المعنیین.

وآخر ما یقال فی هذا المورد والجدیر بالتأمل فی هذه الآیة هو أنّ بعض المفسّرین إستفادوا من کلمة (على) فی قوله (وَإِنَّکَ لَعَلى خُلُق عَظِیم) والتی تفید مفهوم التسلّط والقدرة أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) له تسلط کامل على الفضائل الأخلاقیة وکأنّ الأخلاق والقیم الإنسانیة جزء من کیانه الشریف حیث یتحرّک من هذا الموقع بدون تکلّف وتصنّع.

وتستعرض «الآیة الثالثة» وصایا ونصائح (لقمان الحکیم) لولده حیث یذکر له أربعة اُمور مؤکّداً علیها:

الأول: قول: (وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنَّاسِ).

ثم أضاف (وَلاَ تَمْشِ فِی الاَْرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللهَ لاَ یُحِبُّ کُلَّ مُخْتَال فَخُور) وفی الثالث والرابع من هذه النصائح القیمة یوصی لقمان ابنه بالاعتدال فی المشی وعدم رفع الصوت ویقول: (وَاقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ إِنَّ أَنکَرَ الاَْصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِیرِ).

وهذه الاُمور الأخلاقیة تمثّل جزءاً مهمّاً من (حسن الخلق) فی التعامل مع الآخرین وطریقة السلوک الاجتماعی بین الناس والمقترنة بالبشاشة والتواضع والإتّزان فی الکلام والسلوک، ونستوحی من ذلک أنّ الله تعالى قد إهّتم بکلمات لقمان الحکیم هذه بحیث ضمّنها فی کتابه الکریم.

(تصعر) من مادة (صَعَرَ) على وزن خطر، وهی فی الأصل نوع من الأمراض التی تصیب الابل فتلوی أعناقها، ثم اُطلقت على أی نوع من میل العنق، وهذا التعبیر یمکن أن یکون إشارة إلى هذا المعنى وهو أنّ سوء الخلق نوع من المرض الذی یشبه فی سلوکه سلوک الحیوان، والملفت للنظر أنّ هذا النهی عن هذا العمل لا یقتصر على المؤمنین بل یستوعب جمیع أفراد البشر ویقول: (وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنَّاسِ). وعلى أیّة حال فإنّ جعل هذه الصفة الرذیلة إلى جانب التکبّر والافراط فی المشی والصوت یبیّن أنّ جمیع الصفات الرذیلة تؤدّی بشکل من الأشکال إلى نفور الناس وامتعاضهم.

وفی الروایة الواردة عن الإمام الصادق(علیه السلام) فی تفسیر عبارة (وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّکَ لِلنَّاسِ)قال: «أَی لا تَذُل للنَّاسِ طَمعاً فِیمـا عِندَهُم وَلا تَمشِی فِی الأَرضِ مِرَحاً أی فَرحاً»(5).

«الآیة الرابعة» من هذه الآیات محل البحث نقرأ خطاباً إلهیاً لبنی اسرائیل على أساس من العهد الإلهی للمخاطبین بعد التأکید على التوحید الخالص والاحسان للوالدین والأقربین والیتامى والمساکین، یقول تعالى:(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّکَاةَ).

فهذا الخطاب یبیّن التوحید من جهة وإقامة الصلاة وإیتاء الزکاة من جهة اُخرى یبیّن أهمیّة حسن المعاملة ومداراة الناس والتعامل بالأخلاق الحسنة، وبهذا یکون حسن الخلق فی عملیة التفاعل الاجتماعی وعلى مستوى الروابط الأخلاقیة الحسنة للآخرین فی عداد أهم التشریعات الإسلامیة والمقرّرات الدینیة.

وفی الواقع بما أنّ مال الإنسان محدود ولا یمکن أن یصل باحسانه المادی إلى المحتاجین کافة من الأقرباء والأصدقاء وسائر الفقراء فقد ورد جبران ذلک بالبشاشة وحسن الخلق مع الناس حیث یمثّل کنزاً لا یفنى کما ورد فی الحدیث المعروف عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «إِنّکُم لا تَسَعُونَ النّاسَ بِأَموالِکُم وَلَکن یَسَعُهُم مِنکُم بَسطَ الَوجهِ وَحُسنِ الخُلقِ»(6).

وفی حدیث آخر عن الإمام الباقر فی تفسیر هذه الآیة أنّه قال: «قُولُوا للنّاسِ أَحسَنَِ مـا تُحِبُّونَ أَن یُقـالُ لَکُم»(7).

وصحیح أنّ المخاطبین بهذه الآیة هم بنو اسرائیل، ولکنّ خصوصیة المورد لا تخصّص الآیة بهؤلاء المخاطبین حیث إنّ هدف القرآن الکریم هو بیان أصل کلّی لجمیع أفراد
البشر.

«الآیة الخامسة» تتحرّک من خلال بیان مسألة البشاشة والتعامل مع الآخرین حتّى لو کانوا أعداءاً ولا سیّما فی مقام دعوتهم إلى الحق والطریق القویم، ومن ذلک نجد أنّ الأمر الإلهی لموسى(علیه السلام) بایصال الرسالة الإلهیة إلى فرعون الطاغیة الذی إستعبد بنی اسرائیل وأنّ الآیة تتحدّث عن خطاب الله تعالى لموسى وهارون(علیهما السلام): (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولاَ لَهُ قَوْلا لَیِّناً لَعَلَّهُ یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشَى).

هذا التعبیر یبیّن أنّ الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر والدعوة إلى الحق لابدّ أن تکون مقرونة باللّیونة واللطف والتعامل من موقع المحبّة والرحمة لا سیما مع الاشخاص المنحرفین بأمل أن یؤثر هذا السلوک الأخلاقی والإنسانی فی قلوبهم.

وهنا یثار هذا السؤال، وهو ما الفرق بین قوله: (یَتَذَکَّرُ أَوْ یَخْشَى)؟

ویمکن القول بأنّ المقصود من ذلک أنّکما إذا حدثتماه بکلام لیّن وفی نفس الوقت ذکرتم له بصراحة ووضوح مضمون الدعوة الإلهیّة وبدلائل منطقیّة فلعله یقبل ویؤمن بها من أعماق قلبه، ولو لم یؤمن فلا أقل فانه سیخاف من العقوبة الإلهیة بسبب العناد والاصرار على الکفر والابتعاد عن طریق الحق:

ویقول (الفخر الرازی): «نحن لا نعلم لماذا أرسل الله تعالى موسى إلى فرعون مع أنّه یعلم أنّه لا یؤمن أبداً؟ ثم یقول: فی مثل هذه الموارد لیس لنا سوى التسلیم فی مقابل الآیات القرآنیة ولا سبیل إلى الاعتراض»(8).

ولکن جواب هذا السؤال واضح ولا ینبغی أن یخفى على من مثل الفخر الرازی، لأنّ الله تعالى یهدف إلى إتمام الحجة، أی حتّى بالنسبة إلى الأشخاص الذین لا یؤمنون قطعاً فإنّ الله تعالى یتمّ الحجّة علیهم کی لا یقفوا فی الآخرة موقف الاعتراض على العقاب الاُخروی وأنّهم لم یصل إلیهم النداء الإلهی ولم یجدوا رسولاً أو نبیّاً یخبرهم بالخبر کما ورد هذا المضمون فی الآیة 165 من سورة النساء حیث یقول تعالى: (رُسُلاً مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَ لِئلاّ یَکُونَ للنّاسِ عَلى اللهِ حُجَّةٌ بَعدَ الرُّسُلِ).

وأمّا قوله لعله (یتذّکر أو یخشى) فهو بمعنى أنّ طبیعة التبلیغ لابدّ وأن تکون مقرونة باللین والمداراة لیصل الإنسان إلى النتیجة المتوخّاة، رغم أنّه قد یواجه النبی الإلهی موانع صعبة تنبع من ذات الأفراد، وبعبارة اُخرى أنّ التبلیغ المقرون باللّین والمحبّة هو مقتضی للقبول لا علّة تامّة.

وبدیهی أنّه بالرغم من أنّ المخاطب فی هذه الآیة هو موسى وهارون فحسب ولکن مفهوم الآیة شامل لجمیع المبلّغین لرسالات الله والآمرین بالمعروف والناهین عن المنکر، وهکذا یتّضح أنّ الإنسان قد یتحرّک من موقع هدایة الناس باللّین والعطف والمداراة ویحقّق نجاحاً أکبر بکثیر ممّا لو استخدم طرق اُخرى مقرونة بالخشونة والجفاء الروحی لتحقیق هذا الهدف، وهذا المعنى مجرّب على مستوى الممارسة بکثرة.

«الآیة السادسة» والأخیرة من الآیات محل البحث تقرّر أنّ المداراة واللّین محبّذة حتى مع الأعداء الشرسین وتؤثر فی أعماق نفوسهم تأثیراً بالغاً وتقول الآیة: (ادْفَعْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِی بَیْنَکَ وَبَیْنَهُ عَدَاوَةٌ کَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِیمٌ).

وبالطبع فإنّ دفع السیئات بالحسنات له طرق ومصادیق مختلفة، أحدها أن یتعامل الشخص من موقع المداراة والأدب والبشاشة مع عدوّه المعاند والحقود إلى درجة بحیث یمکن أن ینقلب هذا الإنسان الحقود إلى صدیق محبّ ویتحوّل بصورة تامّة من حالة العداوة والبغضاء إلى حالة الصداقة والمحبّة.

والملفت للنظر أنّ الآیة التی تلیها تؤکد على أنّ هذه المرتبة هی من شأن الصابرین والذین یتمتّعون بحظ وافر من الإیمان والتقوى والتوفیق وتقول: (وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِینَ صَبَرُوا وَمَا یُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظّ عَظِیم).

وطبعاً فالوصول إلى هذه المرتبة من حسن الخلق بحیث یواجه الإنسان السیئات بعکسها من الحسنات لیست من شأن کلّ إنسان لأنها تحتاج إلى تسلط کامل على قوى النفس ولا یستطیع ذلک إلاّ من اُوتی حظاً عظیماً من سعة الصدر وتخلّص من عقدة الانتقام.

ومن مجموع الآیات محل البحث نستوحی هذا المفهوم القرآنی فی دائرة الأخلاق الإسلامیة وهو أنّ القرآن الکریم دعى الناس إلى حسن الخلق والتعامل فیما بینهم من موقع المحبّة والمداراة، وفی ذلک کان رسول الله(صلى الله علیه وآله)اُسوة ونموذجاً کاملاً فی هذا السلوک الإنسانی بحیث یمکن القول بأنّ أحد معجزات النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) هی سلوکه الأخلاقی العظیم.

 


1. لسان العرب، مادة خلق.
2. مجمع البیان، ج10، ص331، ذیل الآیة المبحوثة.
3. نور الثقلین، ج5، ص389; اصول الکافی، ج1، ص26، ح4.
4. نور الثقلین، ج5، ص391.
5. تفسیر نور الثقلین، ج4، ص207.
6. کنز العمال، ج3، ح6، وورد مثلها فی المصادر الشیعیة.
7. تفسیر البرهان، ذیل الآیة المبحوثة.
8. تفسیر الفخر الرازی، ذیل الآیة المبحوثة (ج22، ص59).

 

تنویهأهمیّة حسن الخلق فی الروایات الإسلامیة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma