2 ـ الغیبة حق الناس أو حق الله؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
1 ـ استماع الغیبة3 ـ مستثنیات الغیبة

وطبقاً لما ورد فی تعریف الغیبة سابقاً یتّضح أنّ الغیبة من حقوق الناس لأنّها تتسبب فی هتک حرمتهم وتسقیط شخصیتهم وإزهاق سمعتهم: ونعلم أنّ ماء وجه المسلم له من القیمة کما هو الحال فی روح المسلم وماله وعرضه.

ومن التشبیه الوارد فی الآیة من سورة الحجرات حول الغیبة وأنّها کمن یأکل لحم أخیه میتاً یتّضح جیداً أنّ الغیبة من حق الناس; ومن الأحادیث الکثیرة یمکننا أن نستوحی هذا المفهوم أیضاً وهو أنّ الغیبة نوع من الظلم والعدوان على الآخرین والذی یجب التحرک على مستوى جبران هذا العدوان وتعویض الطرف الآخر لجبران الظلم الذی وقع علیه، ومن ذلک:

1 ـ أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال فی حجة الوداع: «أَیُّهـا النّاسُ إِنَّ دِمـائَکُم وَأَموالَکُم وَأَعراضَکُم عَلَیکُم حَرامٌ کَحُرمَةِ یَومِکُم هذا فِی شَهرِکُم هذا فِی بَلَدِکُم هذا إِنَّ اللهَ حَرَّمَ الغَیبَةَ کَمـا حَرَّمَ المَالَ وَالدَّمَ»(1).

ولا شک أنّ کل دم برىء یسفک لابدّ من جبرانه، وکل مال مشروع یتُم اتلافه من قِبل شخص آخر یجب علیه أن یقوم بتعویضه، والغیبة أیضاً ومن خلال هذا المنطلق یجب العمل على تلافیها وجبرانها بأی نحو ممکن.

وأساساً فإنّ جعل عرض المؤمن إلى جانب ماله ودمه لهو دلیل واضح على أنّ تسقیط شخصیة الإنسان وهتک حرمته إنّما هی من حق الناس.

2 ـ وفی حدیث آخر عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) بعد أن قارن الغیبة بالزنا وأنّها أشدّ إثماً منه قال: «إنّ صـاحِبَ الغَیبَةِ لا یُغفَرُ لَهُ حتّى یَغفِرَ لَه صـاحِبُهُ»(2).

3 ـ وجاء فی کتاب مجموعة ورام أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) قال: «کُلُ المُسلِمِ عَلَى المُسلِمِ حَرامٌ وَدَمُهُ وَمـالُهُ وَعِرضُهُ، والغَیبَةُ تَناوُلِ العِرضِ»(3).

العبارة الأخیرة من هذا الحدیث الشریف وهی أنّ (الغیبة تناول العرض) مصداق التعرّض لناموس الشخص سواء کانت من کلمات النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أو کلمات الرواة، فإنّها على أی حال یمکن أن تکون شاهداً على المقصود.

والشاهد الآخر على هذا المعنى هوالروایات الشریفة التی تتحدث عن أنّ الغیبة تسبب فی نقل حسنات المغتاب من صحیفة أعماله إلى صحیفة أعمال المغتاب، ونقل سیئات المستغاب إلى الشخص المرتکب للغیبة (کما تقدّمت الإشارة إلى ذلک) وهذا یعنی أنّ الغیبة هی من حق الناس، لأنّ نقل الحسنات والسیئات لجبران الضرر الذی لحق بالمستغاب یعنی أنّ الغیبة من حقوق الناس.

وبعد أن اتّضح هذا المفهوم وأنّ حق الناس یجب أن یجبر ویعوّض یثار فی الذهن هذا السؤال، وهو أنّ المغتاب کیف یتمکن من جبران خطئه وذنبه؟

ویستفاد من بعض الروایات أنّ المستغاب لو علم بذلک وسمع بأنّ المستغیب یذکره بسوء، فیجب على المستغیب أن یذهب إلیه ویطلب منه أن یرضى عنه ویجعله فی حِلّ وإلاّ لو لم یتصل به فیجب علیه أن یستغفر الله تعالى، ویدعو للمستغاب بالرحمة والمغفرة (لیتم له التعویض عن ذلک الظلم فی حق أخیه المؤمن) وهذا المضمون ورد فی الحدیث الشریف عن الإمام الصادق(علیه السلام) حیث قال: «فَإنَّ اُغتِیبَ فَبَلَغَ المُغتـابَ فَلَم یَبقَ إلاّ أَن تَستَحِلَّ مِنهُ وإنْ لَم یَبلُغْهُ وَلَمْ یَلحَقهُ عِلمَ ذَلِکَ فاستَغْفِرِ الله لَهُ»(4).

ویتّضح من هذا الحدیث الشریف أنّه لو لم تصل الغیبة إلى مسامع المستغاب فإنّ نقل هذا الخبر إلیه قد یتسبب فی أذاه أکثر ویترتب على ذلک مسؤولیة أکبر، ولهذا السبب نجد أنّ الوارد فی الحدیث الشریف هو الاستغفار فحسب، وعلیه ففی الموارد التی لا یتأثر فیها المستغاب من خبر الغیبة فلا یبعد وجوب طلب التحلل منه وکسب رضاه.

ومن هنا یتّضح جیداً ما ورد فی الروایات الشریفة أنّه: «کَفَّارَةُ الإغتِیابِ أَنْ تَستَغفِرَ لِمَنْ إِغتَبتَهُ»(5).

والشاهد الآخر ما ذکر آنفاً هو الحدیث الشریف عن الرسول الأکرم(صلى الله علیه وآله) حیث قال: «مَنْ کـانَتْ لأخِیهِ عِندَهُ مَظلَمَةٌ فِی عِرض أَو مـال فَلیَتَحَلَّلها مِنهُ مِنْ قبلِ أَنْ یَأتِی یَومٌ لَیسَ هُنـاکَ دِینـارٌ وَلاْ دِرهَمٌ إِنَّما یُؤخَذُ مِنْ حَسَنـاتِهِ فَإن لَم تَکُن لَهُ حَسَنـاتٌ اُخِذَ مِنْ سَیئَاتِ صـاحِبِهِ فَزِیدَتْ عَلَى سَیئَاتِهِ»(6).

وجاء فی أدعیة أیّام الاسبوع للإمام زین العابدین(علیه السلام) الواردة فی ملحقات الصحیفة السجادیة عبارات واضحة لهذا المفهوم فی دعاء یوم الإثنین حیث یقول فیه الإمام (من خلال کونه اُسوة للآخرین): «وَأَسأَلُکَ فِی مَظَالِمِ عِبـادِکَ عِندِی، فَأَیُّمـا عَبد مِنْ عَبِیدِکَ، أَو أَمَة مِنْ إِمـائِکَ کـانَتْ لَهُ قِبَلِی مَظلَمَةٌ ظَلَمتُها إِیَّاهُ فِی نَفْسِهِ أَو عِرضِهِ أَو فِی مـالِهِ أَو فِی أَهلِهِ وَوَلَدِهِ، أو غَیبَة اغتَبتُهُ بِها، أو تَحـامُلٌ عَلَیهِ بِمَیل أو هَوىً، أو أنَفَة أو حَمِیَّة أو رِیاء أَو عَصَبِیة غـائِباً کـانَ أَو شـاِهداً، حَیَّاً کـانَ أَو مَیتاً، فَقَصُرتْ یَدِی وَضـاقَ وسِعِی عَنْ رَدِّهـا إِلَیهِ، وَالتَّحلُّلِ مِنهُ.

فَأَسأَلُکَ یـا مَنْ یَملِکُ الحـاجـاتِ وَهِیَ مُستَجِیبَةٌ لِمَشِیَّتِهِ وَمُسرِعَةٌ إِلى إِرادَتِهِ أَن تُصَلِّی عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وأَن تُرضِیَهُ عَنِّی بِمـا شِئتَ...»(7).

وعلى أیّة حال فإنّ احتمال کون الغیبة من حق الناس قوی جدّاً، ولذلک فإنّه لو لم یکن أمامه مشکل فی طلب الرضا والتحلل منه وجب علیه ذلک.

وهناک ملاحظة مهمّة وهی أنّ أحد طرق جبران الغیبة هو أن یقوم المستغیب بالحضور فی مجلس یحوی الأشخاص الذین کانوا قد حضروا مجلسه السابق، فیقوم بإعادة الشریط وتبریر سلوک أخیه المؤمن بما یوافق الأخلاق الحسنة والشرع المقدّس ویحمله على الصحة بحیث تزول من الأذهان آثار الغیبة وتعود المیاه إلى مجاریها.

 


1. شرح نهج البلاغة، ابن أبی الحدید، ج9، ص62.
2. المحجة البیضاء، ج5، ص251.
3. مجموعة ورام، ج1، ص123.
4. بحار الانوار، ج72، ص242.
5. میزان الحکمة، ج3، ص2339، ح15543 إلى 15548.
6. جامع السعادات، ج2، ص306.
7. ملحقات الصحیفة السجادیة، دعاء یوم الاثنین.

 

1 ـ استماع الغیبة3 ـ مستثنیات الغیبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma