الغیبة فی الروایات الإسلامیة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأخلاق فی القرآن 3
تفسیر واستنتاجتعریف الغیبة

وقد ورد فی المصادر الروائیة وکتب الأخلاق روایات کثیرة فی ذم الغیبة، حیث تقرّر هذه الروایات فی مضامینها حقیقة مذهلة حول الآثار الوخیمة للغیبة وعقوبتها الألیمة إلى درجة أنّه قلّما نجد بین الذنوب والمحرّمات ما ورد فی حقّه مثل هذه الکلمات والتعبیرات، ونحن نختار منها عشر روایات:

1 ـ نقرأ فی حدیث شریف أنّ النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) خطب یوماً فی المسلمین ونادى بصوت رفیع بحیث سمعته النساء فی بیوتهنّ وقال: «یـا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسـانِهِ وَلَم یُؤمِنْ بِقَلبِهِ لا تَغتـابُوا المُسلِمِینَ وِلا تَتَبِّعُوا عَوراتَهُم فَإِنَّ مَنْ تَتَبَّعَ عَورةَ أَخِیهِ یَتَتَبَّعُ اللهُ عَورَتَهُ حَِتّى یَفْضَحَهُ فِی جَوفِ بَیتِهِ»(1).

2 ـ وفی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله) أیضاً أنّه خطب یوماً بالمسلمین وتحدّث عن ذم الربا حتى أنّه ذکر أنّ الدرهم من الربا أشدّ من ستة وثلاثین زنیة ثم قال: «إنّ أَربا الرِّبا عِرضُ الرَّجُلِ المُسلِمِ»(2).

هذا التعبیر الذی یقرّر أهمیّة ووخامة الغیبة بالنسبة إلى الزنا حیث ورد فی روایات متعددة وفی بعضها ذکر السبب فی ذلک وهو: «أمّا صاحب الزنا فیتوب فیتوب الله علیه، وأمّا صاحب الغیبة فلا یتوب الله علیه حتى یکون صاحبه الذی یحلّه»(3).

3 ـ فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام) یقول: «الغَیبَةُ حَرامٌ عَلى کُلِّ مُسلِم وَأَنَّها لَتأکُلُ الحَسناتِ کَما تأکلُ النّارَ الحَطَبَ»(4).

وهذه الخصوصیة تترتب على الغیبة وکما سیأتی فی البحوث اللآحقة بسبب أنّ الغیبة تتعرّض لحقّ الناس وبالتالی فإنّ حسنات المغتاب سوف تنتقل إلى صحیفة أعمال الشخص الآخر الذی وقع مورد الغیبة لجبران الخسارة والضرر الذی تحمّله من هذه الغیبة.

4 ـ وجاء فی حدیث قدسی أنّ الله تعالى خاطب نبیّه موسى(علیه السلام) وقال: «مَن مـاتَ تـائِباً مِنَ الغَیبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ یَدخُلِ الجَنَّةَ ومَن مـاتَ مُصِرّاً عَلَیه، فَهُوَ أَوّلُ مَنْ یَدخُلُ النَّارَ»(5).

وفی حدیث آخر عن النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) نجد تعبیراً مذهلاً عن مخاطرة الغیبة حیث قال: «مَن مَشى فِی غَیبَةِ أَخِیهِ وَکَشفِ عَورَتِهِ کـانَ أَوَّلَ خُطوَة خَطاهـا وَضَعَها فِی جَهَنّمَ»(6).

6 ـ وفی حدیث آخر عنه(صلى الله علیه وآله) أیضاً أنّه قال: «مـا عُمّرَ مَجلِسٌ بِالغَیبَةِ إلاّ خُرِّبَ بِالدِّینِ فَنَزِّهُوا أَسمَاعَکُم مِنْ اسْتِمـاعِ الغَیبَةِ فَإِنَّ القـائِلَ وَالمُستَمِعَ لَهـا شَریکَانِ فِی الإثْمِ»(7).

7 ـ وفی حدیث آخر أیضاً عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) یتحدّث فیه عن الأضرار المعنویة الکبیرة للغیبة ویقول: «مَن إِغتـابَ مُسلِماً أَو مُسلِمَةً لَنْ یَقْبَلَ اللهُ صَلاتَهُ وَلا صِیـامَهُ أَربَعِینَ لَیلَةً إلاّ أَنْ یَغْفِرَ لَهُ صـاحِبُهُ»(8).

8 ـ ونقرأ فی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام): «مَن رَوى عَلى مُؤمُن رَوایَةً یُریدُ بِها شَینَهُ وَهَدْمَ مُرُوَّتِهِ لِیَسْقُطَ مِنْ أَعیُنِ النّاسِ، وَأَخْرَجَهُ اللهُ مِنْ وِلایَتِهِ إِلى وِلایَةِ الشَّیطـانِ فَلا یَقْبَلُهُ الشَّیطَـانُ»(9).

ومن الواضح أنّ المصداق البارز للروایة أعلاه هوالشخص المغتاب الذی یهدف من الغیبة إظهار عیوب المؤمنین المستورة ویعمل على هدم شخصیتهم الاجتماعیة واسقاطهم بین الناس، فعذاب مثل هؤلاء الأشخاص عظیم إلى درجة أنّ الشیطان نفسه یستوحش من قبول ولایة هؤلاء ویتبرأ من رفقته وصحبته.

9 ـ وفی الحدیث الوارد فی مناهی النبی الأکرم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «نَهى عَنِ الغَیبَة وَقـالَ مَنْ إِغتـابَ امرءً مُسلِماً بَطَلَ صَومُهُ وَنَقَضَ وَضُوءُهُ، وَجـاءَ یَومَ القیـامَةِ یَفُوهُ مِنْ فِیهِ رائِحَةٌ أَنتنَ مِنَ الجِیفَةِ یَتَأَذَّى بِهِ أَهلَ المَوقِفِ»(10).

10 ـ ونختم هذا البحث بحدیث عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام) رغم وجود روایات کثیرة اُخرى فی هذا المجال ولکننا نکتفی بهذا المقدار الممکن من بیان عواقب الغیبة وآثارها الوخیمة الدنیویة والاُخرویة حیث یقول: «إِیّاکَ والغَیبَةِ فَإنّها تُمقِتُکَ إلى اللهِ والنّاسِ وَتَحبِطُ أَجرَکَ»(11).

ومن المعلوم أنّ حدیثاً واحداً من هذه الأحادیث یکفی للأحاطة بأهمیّة هذه المعصیة وخطرها على واقع الإنسان وحیاته المعنویة فکیف لو ضممنا وجمعنا هذه الأحادیث بعضها إلى البعض الآخر؟

ولا شکّ أنّه مضافاً إلى القرآن الکریم وتواتر الروایات الإسلامیة وإجماع المسلمین على حرمة الغیبة، فإنّ العقل أیضاً یقرّر قبح هذه الخطیئة ویذمّها باعتبارها أنّها من المصادیق البارزة للظلم والعدوان الذی هو من المستقلات العقلیة، وعلیه فإنّ حرمة الغیبة تقوم علیه جمیع الأدلة الأربعة الفقهیة.

وبقیت هنا مسائل مهمّة لابدّ من استعراضها وبحثها:

 

 


1. جامع السعادات، ج2، ص303.
2. المصدر السابق.
3. وسائل الشیعة، ج8، ص601، ح18.
4. جامع السعادات، ج3، ص305.
5. جامع السعادات، ص302.
6. المصدر السابق، ص303.
7. بحار الانوار، ج75، ص259.
8. المصدر السابق، ج72، ص258، ح53.
9. اصول الکافی، ج2، ص358، ح1.
10. وسائل الشیعة، ج8، ص599، ح13.
11. غرر الحکم.

 

تفسیر واستنتاجتعریف الغیبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma