الهدف الأصلی للعبادة هو الإقتراب من ذلک الکمال المطلق، والوجود اللامتناهی، هو السعی لإنارة النفس بقبس من صفات کماله وجماله... وینتج عن ذلک الإبتعاد عن الأهواء والشهوات والإتجاه نحو بناء النفس وتهذیبها.
إنّ سیر الإنسان فی طریق عبودیة الله، لُخِّصَ کلّه فی جملتین فی هذه الآیة (فاعبده وتوکّل علیه) لأنّ العبادة سواء کانت عبادة جسمانیة کالعبادة العامّة، أو عبادة روحانیة کالتفکّر فی خلق الله ونظام أسرار الوجود، هی بدایة هذا السیر.
إذا کانت العبادة لأجل الإلتجاء ـ فی حلّ المشاکل ـ إلى المعبود... فإنّ مثل هذا العمل جدیر بمن هو علیم بجمیع حاجات العباد وأسرارهم الخفیّة. وما یغیب علیهم، وهو قادر على إجابة دعوتهم، وبالنتیجة فإنّ توحید الصفات یکون سبباً لتوحید العبادة
إنّ سیر الإنسان فی طریق عبودیة الله، لُخِّصَ کلّه فی جملتین فی هذه الآیة (فاعبده وتوکّل علیه) لأنّ العبادة سواء کانت عبادة جسمانیة کالعبادة العامّة، أو عبادة روحانیة کالتفکّر فی خلق الله ونظام أسرار الوجود، هی بدایة هذا السیر
إنّ مفهوم الدعاء طلب تهیئة الأسباب والعوامل الخارجة عن دائرة قدرة الإنسان، وهذا الطلب یتجه به الإنسان إلى من قدرته لا متناهیة ومن یهون علیه کل أمر. وهذا الطلب یجب أن لا یصدر من لسان الإنسان فقط، بل من جمیع وجوده، واللسان ترجمان جمیع ذرات وجود الإنسان وأعضائه وجوارحه، فالدعاء نوع من التوعیة وإیقاظ القلب والعقل، وإرتباط داخلی بمبدأ کل لطف وإحسان.
إن الدعاء نوع من کسب القابلیة على تحصیل سهم أکبر من فیض الله اللامتناهی. وبعبارة: الإنسان ینال بالدعاء لیاقة أکبر للحصول على فیض الباری تعالى. وواضح أنّ السعی للتکامل ولکسب مزید من اللیاقة هو عین التسلیم أمام قوانین
الخلیقة، لا عکس ذلک. والدعاء نوع من العبادة والخضوع والطاعة، والإنسان ـ عن طریق الدعاء ـ یزداد إرتباطاً بالله تعالى.
أنّ أفضل الدعاء هو ما یبدأ بالربوبیة ولإرتباط الحاجات بمقام الرّبوبیة، هذا المقام الذی یرتبط به الإنسان منذ اللحظة الاُولى من وجوده وحتى آخر عمره، وتستمر بعد ذلک صفة الإرتباط بـ«الربوبیة» التی تغرق الإنسان بالألطاف الإلهیّة، لذا فإنّ ذکر هذه الکلمة فی بدایة الأدعیة یعتبر أکثر تناسباً من
باقی الأسماء الاُخرى
أنّ المقصود من عبارة السّیئات جزاء الأعمال السیئة وعقوبة المعاصی التی ینزلها الله بالعاصین، ولما کانت العقوبة هی نتیجة لأفعال العاصین من العباد لذلک تنسب أحیاناً إلى العباد أنفسهم وأحیاناً اُخرى إلى الله، وکلا النسبتین صحیحتان، إذ یمکن القول فی قضیة قطع ید السارق إنّ القاضی هو الذی قطع ید السارق، کما یجوز أن یقال إنّ السارق هو السبب فی قطع یده لارتکابه السرقة