أنّ أفضل الدعاء هو ما یبدأ بالربوبیة ولإرتباط الحاجات بمقام الرّبوبیة، هذا المقام الذی یرتبط به الإنسان منذ اللحظة الاُولى من وجوده وحتى آخر عمره، وتستمر بعد ذلک صفة الإرتباط بـ«الربوبیة» التی تغرق الإنسان بالألطاف الإلهیّة، لذا فإنّ ذکر هذه الکلمة فی بدایة الأدعیة یعتبر أکثر تناسباً من
باقی الأسماء الاُخرى
إن الدعاء نوع من کسب القابلیة على تحصیل سهم أکبر من فیض الله اللامتناهی. وبعبارة: الإنسان ینال بالدعاء لیاقة أکبر للحصول على فیض الباری تعالى. وواضح أنّ السعی للتکامل ولکسب مزید من اللیاقة هو عین التسلیم أمام قوانین
الخلیقة، لا عکس ذلک. والدعاء نوع من العبادة والخضوع والطاعة، والإنسان ـ عن طریق الدعاء ـ یزداد إرتباطاً بالله تعالى.
إنّ من شروط إجابة الدعاء أن یغمض الإنسان عینیه عن عالم الأسباب کلیّاً، وأن یجعل قلبه وروحه بین یدی رحمة الله، وأن یرى کل شیء منه وله! وأن حل کل
معضلة بیده، وهذه النظرة وهذا الإدراک إنّما یتحققان فی حال الاضطرار
إن من شروط استجابة الدعاء تطهير القلب والروح والتوبة من الذنوب، أداء حق الناس، الجهاد المستمر ضد كل أنواع الفساد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، العمل بالمواثيق الإلهية والعمل الصالح وأداء الأمانة والصلاح ، والعمل واللسعي الجاد فعن علی(علیه السلام): «الدَّاعِی بِلاَ عَمَل کَالرَّامِی بِلاَ وَتَر»
إنّ مفهوم الدعاء طلب تهیئة الأسباب والعوامل الخارجة عن دائرة قدرة الإنسان، وهذا الطلب یتجه به الإنسان إلى من قدرته لا متناهیة ومن یهون علیه کل أمر. وهذا الطلب یجب أن لا یصدر من لسان الإنسان فقط، بل من جمیع وجوده، واللسان ترجمان جمیع ذرات وجود الإنسان وأعضائه وجوارحه، فالدعاء نوع من التوعیة وإیقاظ القلب والعقل، وإرتباط داخلی بمبدأ کل لطف وإحسان.
قال الرضا عليه السلام :
«ان المحرم هو الشهر الذي کان اهل الجاهلية فيما مضي يحرمون فيه الظلم و القتال لحرمة فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته و سبوا نساءه»