الجواب الاجمالي:
إن الدعاء نوع من کسب القابلیة على تحصیل سهم أکبر من فیض الله اللامتناهی. وبعبارة: الإنسان ینال بالدعاء لیاقة أکبر للحصول على فیض الباری تعالى. وواضح أنّ السعی للتکامل ولکسب مزید من اللیاقة هو عین التسلیم أمام قوانین
الخلیقة، لا عکس ذلک. والدعاء نوع من العبادة والخضوع والطاعة، والإنسان ـ عن طریق الدعاء ـ یزداد إرتباطاً بالله تعالى.
الجواب التفصيلي:
إن الجاهلون بحقیقة الدعاء وآثاره التربویّة والنفسیة، یطلقون أنواع التشکیک بشأن الدعاء.
یقولون: الدعاء عامل مخدّر، لأنّه یصرف النّاس عن الفعّالیة والنشاط وعن تطویر الحیاة، ویدفعهم بدلا من ذلک إلى التوسّل بعوامل غیبیة.
ویقولون: إنّ الدعاء تدخّل فی شؤون الله، والله یفعل ما یرید، وفعله منسجم مع مصالحنا، فما الداعی إلى الطلب منه والتضرّع إلیه؟!
ویقولون أیضاً: إنّ الدعاء یتعارض مع حالة الإنسان الراضی بقضاء الله المستسلم لإرادته سبحانه!
هؤلاء، ـ کما ذکرنا ـ یطلقون هذا التشکیک لجهلهم بالآثار التربویة والنفسیة والاجتماعیة للدعاء، فالإنسان بحاجة أحیاناً إلى الملجأ الذی یلوذ به فی الشدائد، والدعاء یضیء نور الأمل فی نفس الإنسان.
من یبتعد عن الدعاء یواجه صدمات عنیفة نفسیة واجتماعیة. وعلى حد تعبیر أحد علماء النفس المعروفین:
«ابتعاد الاُمّة عن الدعاء یعنی سقوط تلک الاُمّة! المجتمع الذی قمع فی نفسه روح الحاجة إلى الدعاء سوف لا یبقى مصوناً عادة من الفساد والزوال.
ومن نافلة القول أنّه من العبث الإکتفاء بالدعاء لدى الصباح وقضاء بقیة الیوم کالوحش الکاسر، لابدّ من مواصلة الدعاء، ومن الیقظة المستمرة، کی لا یزول أثره العمیق من نفس الإنسان»(1)
واُولئک الذین یصفون الدعاء بأنّه تخدیری لم یفهموا معنى الدعاء، لأنّ الدعاء لا یعنی ترک العلل والوسائل الطبیعیة واللجوء بدلها إلى الدعاء، بل المقصود أن نبذل نهایة جهدنا للإستفادة من کل الوسائل الموجودة، بعد ذلک إن انسدت أمامنا الطرق، وأعیتنا الوسیلة، نلجأ إلى الدعاء، وبهذا اللجوء إلى الله یحیى فی أنفسنا روح الأمل والحرکة، ونستمد من عون المبدأ الکبیر سبحانه.
الدعاء إذن لا یحل محل العوامل الطبیعیة.
«الدعاء ـ إضافة إلى قدرته فی بث الطمأنینة فی النفس ـ یؤدّی إلى نوع من النشاط الدماغی فی الإنسان، وإلى نوع من الإنشراح والإنبساط الباطنی وأحیاناً إلى تصعید روح البطولة والشجاعة فیه. الدعاء یتجلى بخصائص مشخصة فریدة ... صفاء النظرة، وقوّة الشخصیة، والإنشراح والسرور، والثقة بالنفس، والاستعداد للهدایة، واستقبال الحوادث بصدر رحب، کل هذه مظاهر لکنز عظیم دفین فی نفوسنا. وانطلاقاً من هذه القوّة یستطیع حتى الأفراد المتخلّفون أن یستثمروا طاقاتهم العقلیة والأخلاقیة بشکل أفضل، وأکثر، لکن الأفراد الذین یفهمون الدعاء حق فهمه قلیلون جداً ـ مع الأسف ـ فی عالمنا الیوم»(2).
ممّا تقدم نفهم الرد على من یقول أنّ الدعاء یخالف روح الرضا والتسلیم، لأن الدعاء ـ کما ذکرنا ـ نوع من کسب القابلیة على تحصیل سهم أکبر من فیض الله اللامتناهی.
بعبارة اُخرى: الإنسان ینال بالدعاء لیاقة أکبر للحصول على فیض الباری تعالى. وواضح أنّ السعی للتکامل ولکسب مزید من اللیاقة هو عین التسلیم أمام قوانین الخلیقة، لا عکس ذلک.
أضف إلى ذلک، الدعاء نوع من العبادة والخضوع والطاعة، والإنسان ـ عن طریق الدعاء ـ یزداد إرتباطاً بالله تعالى، وکما أنّ کلّ العبادات ذات أثر تربوی کذلک الدّعاء له مثل هذا الأثر.
والقائلون أنّ الدعاء تدخّل فی أمر الله وأن الله یفعل ما یشاء، لا یفهمون أنّ المواهب الإلهیة تغدق على الإنسان حسب استعداده وکفاءته ولیاقته، وکلّما ازداد استعداده ازداد ما یناله من مواهب.
لذلک یقول الإمام الصادق(علیه السلام): «إنَّ عِنْدَ اللهِ عَزّ وَجلَّ مَنْزِلَةً لاتُنَالُ إلاَّ بِمَسْأَلَة»(3).
ویقول أحد العلماء: «حینما ندعو فإننا نربط أنفسنا بقوة لا متناهیة تربط جمیع الکائنات مع بعضها»(4).
ویقول: «إنّ أحدث العلوم الإنسانیة ـ أعنی علم النفس ـ یعلّمنا نفس تعالیم الأنبیاء، لماذا؟ لأنّ الأطبّاء النفسانیین أدرکوا أنّ الدعاء والصلاة والإیمان القوی بالدین یزیل عوامل القلق والاضطراب والخوف والهیجان الباعثة على أکثر أمراضنا»(5).(6)
یقولون: الدعاء عامل مخدّر، لأنّه یصرف النّاس عن الفعّالیة والنشاط وعن تطویر الحیاة، ویدفعهم بدلا من ذلک إلى التوسّل بعوامل غیبیة.
ویقولون: إنّ الدعاء تدخّل فی شؤون الله، والله یفعل ما یرید، وفعله منسجم مع مصالحنا، فما الداعی إلى الطلب منه والتضرّع إلیه؟!
ویقولون أیضاً: إنّ الدعاء یتعارض مع حالة الإنسان الراضی بقضاء الله المستسلم لإرادته سبحانه!
هؤلاء، ـ کما ذکرنا ـ یطلقون هذا التشکیک لجهلهم بالآثار التربویة والنفسیة والاجتماعیة للدعاء، فالإنسان بحاجة أحیاناً إلى الملجأ الذی یلوذ به فی الشدائد، والدعاء یضیء نور الأمل فی نفس الإنسان.
من یبتعد عن الدعاء یواجه صدمات عنیفة نفسیة واجتماعیة. وعلى حد تعبیر أحد علماء النفس المعروفین:
«ابتعاد الاُمّة عن الدعاء یعنی سقوط تلک الاُمّة! المجتمع الذی قمع فی نفسه روح الحاجة إلى الدعاء سوف لا یبقى مصوناً عادة من الفساد والزوال.
ومن نافلة القول أنّه من العبث الإکتفاء بالدعاء لدى الصباح وقضاء بقیة الیوم کالوحش الکاسر، لابدّ من مواصلة الدعاء، ومن الیقظة المستمرة، کی لا یزول أثره العمیق من نفس الإنسان»(1)
واُولئک الذین یصفون الدعاء بأنّه تخدیری لم یفهموا معنى الدعاء، لأنّ الدعاء لا یعنی ترک العلل والوسائل الطبیعیة واللجوء بدلها إلى الدعاء، بل المقصود أن نبذل نهایة جهدنا للإستفادة من کل الوسائل الموجودة، بعد ذلک إن انسدت أمامنا الطرق، وأعیتنا الوسیلة، نلجأ إلى الدعاء، وبهذا اللجوء إلى الله یحیى فی أنفسنا روح الأمل والحرکة، ونستمد من عون المبدأ الکبیر سبحانه.
الدعاء إذن لا یحل محل العوامل الطبیعیة.
«الدعاء ـ إضافة إلى قدرته فی بث الطمأنینة فی النفس ـ یؤدّی إلى نوع من النشاط الدماغی فی الإنسان، وإلى نوع من الإنشراح والإنبساط الباطنی وأحیاناً إلى تصعید روح البطولة والشجاعة فیه. الدعاء یتجلى بخصائص مشخصة فریدة ... صفاء النظرة، وقوّة الشخصیة، والإنشراح والسرور، والثقة بالنفس، والاستعداد للهدایة، واستقبال الحوادث بصدر رحب، کل هذه مظاهر لکنز عظیم دفین فی نفوسنا. وانطلاقاً من هذه القوّة یستطیع حتى الأفراد المتخلّفون أن یستثمروا طاقاتهم العقلیة والأخلاقیة بشکل أفضل، وأکثر، لکن الأفراد الذین یفهمون الدعاء حق فهمه قلیلون جداً ـ مع الأسف ـ فی عالمنا الیوم»(2).
ممّا تقدم نفهم الرد على من یقول أنّ الدعاء یخالف روح الرضا والتسلیم، لأن الدعاء ـ کما ذکرنا ـ نوع من کسب القابلیة على تحصیل سهم أکبر من فیض الله اللامتناهی.
بعبارة اُخرى: الإنسان ینال بالدعاء لیاقة أکبر للحصول على فیض الباری تعالى. وواضح أنّ السعی للتکامل ولکسب مزید من اللیاقة هو عین التسلیم أمام قوانین الخلیقة، لا عکس ذلک.
أضف إلى ذلک، الدعاء نوع من العبادة والخضوع والطاعة، والإنسان ـ عن طریق الدعاء ـ یزداد إرتباطاً بالله تعالى، وکما أنّ کلّ العبادات ذات أثر تربوی کذلک الدّعاء له مثل هذا الأثر.
والقائلون أنّ الدعاء تدخّل فی أمر الله وأن الله یفعل ما یشاء، لا یفهمون أنّ المواهب الإلهیة تغدق على الإنسان حسب استعداده وکفاءته ولیاقته، وکلّما ازداد استعداده ازداد ما یناله من مواهب.
لذلک یقول الإمام الصادق(علیه السلام): «إنَّ عِنْدَ اللهِ عَزّ وَجلَّ مَنْزِلَةً لاتُنَالُ إلاَّ بِمَسْأَلَة»(3).
ویقول أحد العلماء: «حینما ندعو فإننا نربط أنفسنا بقوة لا متناهیة تربط جمیع الکائنات مع بعضها»(4).
ویقول: «إنّ أحدث العلوم الإنسانیة ـ أعنی علم النفس ـ یعلّمنا نفس تعالیم الأنبیاء، لماذا؟ لأنّ الأطبّاء النفسانیین أدرکوا أنّ الدعاء والصلاة والإیمان القوی بالدین یزیل عوامل القلق والاضطراب والخوف والهیجان الباعثة على أکثر أمراضنا»(5).(6)
لا يوجد تعليق