فرق الإنسان عن سائر الکائنات الحیة عقله،(1) وإلاّ فمن الناحیة البدنیة ضعیف جدّاً وعرضة للضرر ومحتاج بحیث أخذ من الحیوانات جانباً من علم الطب! فبعض الحیوانات تتغذى حین المرض على النباتات وتتعالج، وقد تعلم الإنسان من الحیوانات سبل علاج بعض الأمراض! وتحمل الإنسان لبعض الآفات الطبیعیة والصعاب أقل بکثیر من الحیوانات. على کل حال إمتیاز الإنسان بعقله، والعقل هو الذی جعله حاکما مطلقاً على العالم. لکن السؤال الذی یطرح نفسه: ماالعقل؟ یرى المادیون أنّ العقل مایوصل الإنسان لأعظم المنافع بأقل جهد! أمّا الموحدون فیرون العقل مایوجب رضى الله ویعد الإنسان(2).
وقد بیّن الإمام علی(علیه السلام) فی تفسیر العقل أنّ العاقل من خالف وعادى هواه والجاهل أسیر رغباته وشهواته.
والمراد من اللذة هنا عبادة الهوى، وإلاّ فالإسلام لا یعارض اللذة(3) فحسب، بل حث الإنسان على ملء وقته کل یوم باللذائذ المشروعة لیتمکن بقیة یومه من القدرة على الإتیان بأعماله. وعلیه فالمراد من اللذة هنا الرغبات غیر المشروعة. والشاهد على ذلک کلمة الشهوة الواردة فی العبارة التالیة من الروایة. وطبق هذه الروایة فإنّ الدنیا المعاصرة الغارقة فی الشهوة الجنسیة والمخدرات والفحشاء والفساد والتمییز والإجحاف وما شابه ذلک لیست دنیا عقلائیة. اللهم انقذنا من أسرالشهوة وعبودیة الهوى.