هنالک قوتان لدى کل إنسان:
1. قوة العقل التی ینبغی أن تکون أمیرة على جمیع الأعضاء والقوى والمشاعر.
2. المیول والشهوات النفسیة التی ینبغی أن تکون أدوات العقل التنفیذیة وتحت أمره.
ولو استعمل کل من هاتین القوتین بموضعها لحصل کلما ینتظره الله من الإنسان ویصبح بحق خلیفة الله. أمّا إن حصل العکس وتأمر الهوى وخضع العقل له کوسیلة وأصبح أسیر المیول والشهوات فمثل هذا الإنسان ینحرف من مسار الحق وربما یزداد هذا الإنحراف فیبتعد هذا الإنسان عن الصراط لیصبح کالأنعام بل أسوأ(1).
نعم إن کان العقل بمنزلة الأب العظیم التجربة فی أسرة، أسیر میولات ومراهقة الشبّان السذج وعدیمی التجربة والملیئین بالشهوات فسوف لن تسلم هذه الأسرة من أیة أخطار! وعلیه إن أردنا الفوز بعنایة الله فلابدّ أن نحکم ونؤمِّر العقل فی الأسرة والمجتمع، بل فی جمیع أنحاء العالم ونحرّره من قیود الأهواء. فلا شک فی هذه الحالة سیتبدل العالم الذی یمثل فی الظروف القائمة جهنّم إلى بستان رائع. وسیکون لجمیع الناس حیاة وادعة آمنة خالیة من القلق وانتهاک حقوق البعض الآخر.