عدّ الإمام(علیه السلام) الجهاد فی هذه الروایة رأس کل الفضائل; ذلک لأنّ شأنه أعظم بالنسبة لسائر العبادات والخوض فیه أصعب، وطبق ماروی عن رسول الله(صلى الله علیه وآله) أن «أفضل الأعمال أحمزها»(1) ولیست هنالک من فضیلة کفضیلة الجهاد فی سبیل الله. ویمتاز جهاد النفس أصعب أنواع الجهاد ولذلک فهو أسمى، فأطلق علیه النبی(صلى الله علیه وآله)الجهاد الأکبر(2).
سؤال: أو یمکن أن یقاتل الإنسان نفسه؟ فالقتال عادة ثنائی، الإنسان من جانب والشخص الأجنبی من جانب آخر، فما معنى أن یجاهد الإنسان نفسه؟
الجواب: یتکون کیان الإنسان من عدّة أجزاء، بعبارة أخرى الإنسان لا یقتصر على بعد واحد، بل له عدّة أبعاد وهذه الأبعاد لیست متجانسة ومؤتلفة، لذلک قد تتضارب هذه الأبعاد الوجودیة للإنسان مع بعضها وتشتبک مع بعضها; فالبعد الإنسانی والملکوتی یواجه دائماً البعد الحیوانی. نعم، فهوى النفس عدو باطن ویقظ دائماً استقر فی القلب ورافق الإنسان فی کل مکان ویوسوس له على الدوام ویدعوه لمختلف الآثام، ولا یمکن التغلب على هذا العدو الخطیر والقاسی سوى بذکر الله والرقابة التامة لأنّه: (أَلاَ بِذِکْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)(3).