خاض الإمام(علیه السلام) فی العبارة التالیة فی دوافع المبتدعین لیخلص إلى أنّ أهم دوافع البدعة یکمن فی الهوى. فاصحاب الأهواء من الأفراد الذین یرون الدین مانعاً لأهوائهم، ولکن حیث لا یسعهم مواجهة الدین بصورة مباشرة فیعرضون أهوائهم مغلفة بثوب الدین بصفتها قراءة جدیدة فیصبحون من خلال تفسیرهم بالرأی بناة مختلف البدع. وقد استغل هذا السلاح فی عهد الطاغوت، حیث کانوا یردون على الإشکالات والانتقادات قائلین: «إننا حفظنا روح الإسلام رغم عدم حفظ بعض قوالبه» وقد أجاب أحد وعاظ السلاطین حین سأله الشاه: هل ینسجم برنامجنا الفلانی مع الإسلام أم لا؟ قال: «نعم مادامت هناک الإرادة الملکیة» مهما ترید سنطرحه کقراءة جدیدة! ولو لم تواجه البدعة ویهبّ العلماء لتوعیة الناس فلیس لها من نتیجة سوى هدم الدین والمذهب; ذلک لأنّ کل عصر وزمان إن شهد بعض البدع سوف تتغیر صورة الدین بعد مدّة بالمرة فیبدو الدین کظاهرة جدیدة.
ولعل الروایات الواردة بشأن الحجّة ـ عجل الله تعالى فرجه ـ وتدل على أنّه یأتی بدین جدید إشارة إلى هذا الموضوع; أی أنّ الإسلام یشهد آنذاک حالة من البدع والضلال بحیث یبدو للناس أنّ الدین جدید بعد أن یطهره من تلک البدع والضلالات(1).