تشیر هذه العبارات إلى مسألة مهمّة بالنسبة لجمیع الناس، وهی أنّ الإنسان یمکنه سلوک الطریق القویم فی حیاته حین تکون لدیه معرفة صائبة للحق والباطل والصحیح والفاسد ولحسن الحظ قد زود الله الجمیع بوسائل المعرفة: (وَجَعَلَ لَکُمُ السَّمْعَ وَالاَْبْصَارَ وَالاَْفْئِدَةَ)(1). إلاّ أنّ هذه الوسائل تتبدل أحیاناً إلى موانع وحجب عن المعرفة فتعطی فی هذه الحالة نتیجة معکوسة. وموانع المعرفة کثیرة شرحناها فی نفحات القرآن فی الجزء الأول(2). وأحد هذه الموانع الغرام بالوسائل غیر الواقعیة التی أشیر إلیها فی هذا الحدیث. وقد جرب هذا الأمر کل شخص فی حیاته الشخصیة. فقد رأینا البعض أحیاناً ممّن ابتلى بالغرام یمارس الذنب تحت غطاء العبادة! وهذه المسألة واضحة بینة سیما فی التیارات الحزبیة والسیاسیة.
وعلیه یجب علینا أن نراعی الإتزان فی جمیع المسائل بما فیها الحب والغرام بالإستلهام من وصایا الإمام(علیه السلام) النورانیة لکی لانصاب بعوارضه السیئة ولا یکون الغرام کالحجاب الضخم المانع لمعرفة الحقائق.